يمكن أن نطلق علي النجم الكوميدي محمد هنيدي ملك "الكراكتر" فمع كل فيلم له يصنع »كراكتر« جديدا بدأها بكراكتر الصعيدي في "صعيدي في الجامعة الامريكية " ومرورا ب"عندليب الدقي" و"يا أنا يا خالتي" و"أمير البحار" ووصولا إلي كراكتر "رؤوف" في فيلمه الجديد"تيتة رهيبة" ذلك الشاب الذي يعاني من سطوة وتسلط جدته والتي مارستها عليه منذ أن كان طفلا بعد أن فقد والديه وعاني من اثارها حتي أصبح شابا رغم سفر الجدة لألمانيا وقد حاول الجد والذي لعب دوره الفنان عبد الرحمن أبو زهرة أن يعيد إليه الثقة في نفسه في ظل غياب الجدة إلا أن الآثار التي كانت قد تركتها في نفسه وأصبح بسببها مهزوز الشخصية كانت الاقوي.. وفجأة تقرر "الجدة " العودة في الوقت الذي كان فيه البطل يحاول أن يتخلص من عقدتها بالزواج بمن أحبها ليدور الصراع بين الجدة والحفيد مرة أخري ومحاولتها فرض السيطرة عليه لتصل الدراما والكوميديا لذروتها.. محمد هنيدي في الفيلم يقدم كوميديا انسانية شديدة البراعة وتشعر بحالة من النضج الفني في اختياراته لأعماله فقدم من خلال الفيلم فكرة قد تبدو بسيطة ولكنها متميزة عن علاقة التسلط بين الأجيال ليؤكد من خلال فيلمه الصراع بين الجيل القديم والجديد،ويقدم الفيلم مدلولا سياسيا بالصراع الدائر حاليا بين نظام قديم بما يملكه من تسلط وقمع ويأبي أن يرحل ونظام جديد يحاول أن يأخذ فرصته في تقرير مصيره وتحديد ملامح مستقبله دون فرض وصاية .. شخصية الجدة المتسلطة والتي قدمتها الفنانة القديرة سميحة أيوب والعائدة للسينما بعد غياب طويل جدا كان لها حضور قوي أضاف للشخصية والتي كان يمكن أن يتم كتابتها بشكل أعمق من الذي ظهرت عليه لكن سميحة أيوب كعادتها تخلق عمقا للشخصية بأدائها وقدرتها علي التقمص، أما الشخصيات الأخري في الفيلم خالد سرحان ومحمد فراج وباسم سمرة فقد جاءت أدوارها هامشية هدفها الإضحاك ففط.