تابعت علي مدار شهر رمضان المبارك الذي يودعنا اليوم مسلسل »عمر« الذي كتبه د. وليد يوسف.. وبغض النظر عن اختلاف بعض المشايخ حول عرضه من عدمه فإن المسلسل حاز اعجاب الملايين من المشاهدين.. فمن الناحية الفنية الانتاج فخم وضخم .. والاخراج مبدع .. والسيناريو والحوار رائعان. لقد بذل كاتبه جهدا كبيرا في الولوج إلي شخصية عمر بن الخطاب قبل الإسلام وبعده.. لقد استطاع الكاتب بحرفية ان يكشف لنا عن مكنون شخصية عمر واخلاقه وفضائله قبل الاسلام وخوفه من الله وعدله وقوته بعد الاسلام. كما كشف المسلسل الذي راجعه اساطين الشيوخ في الوطن العربي عن مكانة المرأة في الإسلام وعند عمر عندما عين الشفاء بنت عبدالله أول محتسبة لسوق المدينة أول مفتشة تموين في الإسلام وعندما نزل علي رأي خولة بنت ثعلبة وقال ان الله استمع إلي تحاورها مع النبي في شأن زوجها وانزل فيها قرآنا ألا يستمع إليها عمر.. وأيضا علمنا كيفية اختيار العروس عندما اختار لابنه عاصم من تخاف الله في السر والعلن. لاشك أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مدرسة لكل من يريد أن يتولي أمر الناس في أي منصب حتي لوكان عاملا علي الإبل والكباش. اتمني أن يكون بعض المتشددين والمتاجرين بالدين قد شاهدوا المسلسل وتعلموا من سيرة عمر قيمة الدين والانسان والديمقراطية والشوري والعدالة والخوف من الله. ادعو الله ان ينال ابني عمر من اخلاق وعدل وايمان الفاروق عمر وليس اسمه فقط.