اندلعت معارك غير مسبوقة في حدتها بين القوات الاذربيجانية والارمينية علي طول حدود إقليم ∩ناجورنو قرة باغ∪ المتنازع عليه بين البلدين وتجادلا بشأن من انتهك من جديد وقف اطلاق النار الهش، بينما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلي وقف فوري لاطلاق النار وضبط النفس لتجنب سقوط مزيد من الضحايا. وأعلنت وزارة دفاع أرمينيا أمس أن القوات الأذربيجانية تقوم منذ أمس الأول بعمليات علي طول خط التماس بالإقليم مستخدمة الدبابات والمدفعية والقوات الجوية للتوغل في الإقليم والاستيلاء علي مواقع في عمقه، وأشارت إلي أن القوات الانفصالية في الاقليم المدعومة من يريفان اسقطت طائرة أذربيجانية وكبدت العدو ∩خسائر جسيمة∪، غير أن أذربيجان نفت سقوط أي طائرة لها، مؤكدة أن قواتها لم تقم سوي بالتصدي لهجوم من الجانب الارميني بالمدفعية وقاذفات القنابل وأكدت أرمينيا المدعومة من روسيا مقتل طفل ∩12 عاما∪ وإصابة طفلين آخرين في القصف المدفعي الاذربيجاني لقرية قريبة من الحدود، بينما أشارت أذربيجان إلي مقتل مدني من جانبهم. ودعا رئيس وزراء أرمينيا ∩هوفيك ابراهميان∪ إلي اجتماع عاجل للحكومة في مواجهة هذه الأعمال العدائية غير المقبولة في مداها من قبل العدو∪، مؤكدا استعداده لاتخاذ إجراءات لإحلال الاستقرار . وتهدد أذربيجان التي تتجاوز ميزانيتها الدفاعية ميزانية ارمينيا باكملها في بعض الاحيان باستعادة المنطقة بالقوة إذا لم تسفر المفاوضات عن نتيجة. من جهتها، تؤكد ارمينيا انها قادرة علي مواجهة أي هجوم. ويقع إقليم ناجورنو قرة−باغ داخل أذربيجان لكنه وقع تحت سيطرة أرمن عرقيين وهو يدير شئونه بنفسه ولديه جيش خاص به ويتلقي دعما ماليا من أرمينيا منذ الحرب الانفصالية التي انتهت عام 1994. واندلع النزاع بشأن الاقليم عام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفيتي وأسفر عن سقوط نحو 30 ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف. وتم ترتيب وقف لإطلاق النار عام 1994 ولكنه لم يؤد لحل المشكلة .