في ذكراها ال11.. 25 صورة توثق احتفالات ثورة 30 يونيو 2013 بالأقصر    السكة الحديد توقع اتفاقية مع شركة إيطالية للتحكم في مسير القطارات    محافظ كفرالشيخ يتابع أعمال إنشاء كورنيش وممشى بحر تيرة بالحامول بطول 900 متر    رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق وترميم الآثار وإدارة المتاحف منذ التسعينيات    الانتخابات الفرنسية تثير قلق أوروبا.. هل يتأثر دعم أوكرانيا؟    متفوقًا على الجميع.. رقم قياسي ل عبدالله السعيد مع الزمالك    «رد رسمي».. عضو الزمالك يكشف آخر تطورات ملف تجديد زيزو    تهشم 5 سيارات ملاكي إثر حادث تصادم في التجمع الخامس    ضبط 3 أشخاص بتهمة النصب على صاحب معرض أدوات منزلية بالجيزة    واقعة في دولة عربية .. حقيقة تداول فيديو لسائق يستعرض بسيارته ويعرض حياة المواطنين للخطر    الداخلية: ضبط 8 عصابات و211 سلاحا ناريا خلال يوم    بعد إعلان زواجها.. تعرف على أبرز المعلومات عن عمر الدهماني زوج نجوى كرم    رئيس حزب الريادة ل"إكسترا نيوز": ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من الفاشية الدينية    تصرف مفاجئ من محمد رمضان تجاه أنغام خلال حفله بمهرجان موازين.. ماذا فعل؟    خدمة الطوارئ لكبار السن وذوي الهمم تستقبل أول حالة بشمال سيناء    رئيس جامعة المنوفية: بدء اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء معهد الأورام    محافظ الإسكندرية يطلق حملة من بدري أمان للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية المختلفة    رئيس الاتحاد السكندرى: تعرضنا لظلم تحكيمي أمام الداخلية.. مصر كلها شافت هدف مابولولو    نتيجة دبلوم تجارة.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 دور أول بوابة التعليم الفني    بيراميدز: لا نتهم أحدا ولكن ما حدث ليس ظرفا قهريا    رئيس اللجنة الأولمبية يهنئ السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو: أسست لجمهورية جديدة    انتشال جثمان طفل غرق في شاطئ الزراعيين غرب الإسكندرية    شوبير يتحدث عن أزمة كهربا مع الجهاز الفني للأهلي    مفهوم الوطنية الصادقة ندوة بمسجد بكفر شكر احتفالا بذكرى 30 يونيو    شون وصوامع الشرقية تواصل استقبال محصول القمح المحلي    اطلاق مسابقة حسن عطية للنصوص المسرحية فى دورتها التاسعة    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره جراء القصف الإسرائيلى على الجنوب اللبنانى    بداية من اليوم.. عودة خطة تخفيف أحمال الكهرباء ساعتين يوميًا    أستاذ علاقات دولية: ثورة 30 يونيو أجهضت مخططات الإخوان لتقسيم مصر    وائل الدحدوح ل "الصحفيين العرب" : نتوقع منكم الكثير والمزيد من الدعم والضغط من أجل وقف الاعتداءات    السيدة انتصار السيسي: أدعو المصريين إلى استلهام روح 30 يونيو لمواجهة التحديات    بمشاركة 289 عملا.. اختتام الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتليفزيون بتونس    هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟..الإفتاء توضح    تعرف على دعاء النبى فى الهم والكرب    بعد رحيله عن الزمالك.. ياسر حمد يكشف علاقته بنجوم القطبين    أكثر من 15 سيارة جديدة تدخل السوق المصري لأول مرة في 2024    إدارة الحوار الوطني تهنئ المصريين بذكرى ثورة 30 يونيو: سطروا بها ملحمة وطنية فريدة    عبدالغفار يبحث مع «الصحة العالمية» إجراءات حصول مصر على الإشهاد الدولي بالخلو من مرض الملاريا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 30-6-2024    أسعار الخضراوات اليوم 30 يونيو في سوق العبور    مصدر حكومي يعلن تفاصيل التعديل الوزاري وحركة المحافظين وموعد حلف اليمين    أمين سر "دفاع النواب" : ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من الفوضى    مفيدة فوزي تحتفل بعقد قران ابنتها بوصلة رقص داخل مسجد وتثير الجدل    هيئة بريطانية تتلقى بلاغاً عن حادث قرب ميناء المخا اليمنى    ملخص وأهداف مباراة الأرجنتين ضد بيرو 2-0 فى كوبا أمريكا    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى بولاق الدكرور دون إصابات    ثورة 30 يونيو|النقيب محمد الحبشي.. نال الشهادة قبل ولادة ابنه الوحيد بشهر    صيغة بايدن الجديدة لوقف الحرب فى غزة.. لماذا لا ينبغى أن ينجح بايدن؟    أبو الغيط يكشف صفحات مخفية في حياة الرئيس الراحل مبارك وتوريث الحكم وانقلاب واشنطن عليه    أبو الغيط يلتقي وزير خارجية الصومال    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 30 يونيو    هفوة جديدة.. بايدن يخلط بين فرنسا وإيطاليا والحروب العالمية    شاهد محمد أبو تريكة يصنع الحدث في مواقع التواصل بعد احداث مباراة المانيا والدنمارك ... خالد منتصر يسخر من تصريحات محمد أبو تريكة    هل يجوز التهنئة برأس السنة الهجرية.. الإفتاء توضح    حظك اليوم برج القوس الأحد 30-6-2024 مهنيا وعاطفيا    ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر    الإجازات تلاحق الموظفين.. 10 أيام عطلة رسمية في شهر يوليو بعد ثورة 30 يونيو (تفاصيل)    5 علامات تدل على خلل الهرمونات بعد الحمل.. لاتتجاهليهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلامي طارق عبد الجابر يدلي بشهادته بعد تجربة «الشهور السوداء» في قناة «الإخوان»:
ندمان... وأتمني أن أدفن في تراب بلدي «30 يونيو» ثورة شعبية عظيمة أنقذت البلد من مصير مجهول
نشر في أخبار اليوم يوم 21 - 03 - 2016

عرفه الناس بملامحه السمراء وصوته القوي، يتجول كمراسل ميداني لتغطية العديد من الأحداث في مناطق النزاعات والحروب، ولمع نجمه في تغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2001 للتليفزيون المصري ، ليصبح بعدها مراسلا لعدد من القنوات التليفزيونية .. إنه الإعلامي طارق عبد الجابر، الذي يبدو أن هوايته في اختراق مناطق الخطر والاشتباك دفعت به إلي أن يخوض واحدة من التجارب الإعلامية الشائكة، فقد قرر أن يعمل في واحدة من القنوات الداعمة لجماعة «الإخوان» الإرهابية وتبث من تركيا، وهي قناة «الشرق»، ورغم أنه يقول إنه لم يكن يعلم بانحياز تلك القناة للجماعة الإرهابية، وأن عمله بها اقتصر علي تقديم برنامج وثائقي لا علاقة له بالسياسة، إلا أنه سرعان ما اكتشف الحقيقة المرة، وهي أن القناة ذات توجه وتمويل إخواني واضح، ودب الخلاف بينه وبين إدارة القناة، لرفضه الانصياع لتوجيهاتها بالهجوم علي مصر وشعبها، وعاد طارق عبد الجابر إلي اليونان بلد والدته ليضعه القدر في اختبار صعب، فقد أصيب بسرطان المعدة، وعاني من عدة مشكلات صحية أخري، ولم تعد لديه في الحياة سوي أمنية واحدة... أن يعود إلي مصر ويدفن في ترابها عندما يحين موعد القدر.
هذه خلاصة تجربتي مع «الإخوان» .. مخادعون .. فاشلون .. مستكبرون
«الأخبار» حاورته تليفونيا من اليونان، حيث يقيم حاليا، ويخضع للعلاج، ليفجر طارق عبد الجابر العديد من المفاجآت حول تجربته مع «الإخوان».. وأكد أنه نادم علي تلك التجربة، وأنه يراها «غلطة عمره»، وأن حكمهم لمصر وتجربته الشخصية معهم أكدت انهم فاشلون ومخادعون ومستكبرون، كما تطرق إلي رؤيته للأحداث في مصر، مشددا علي أن ثورة «30 يونيو» ثورة شعبية عظيمة أنقذت مصر، وأن من لا يؤمن بها فهو لا يؤمن بثورة « 25 يناير» وأن البلاد تتعرض لمؤامرة دولية لحصارها، ومن الواجب علي كل المصريين الالتفاف حول الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اختاره الشعب، وأكد علي أن كل من يحرض علي هدم الدولة أو قتل الجنود خائن يجب عقابه، مطالبا في الوقت ذاته بأن تفتح مصر أبوابها لكل من يريد العودة طالما لم يتورط في العنف او التحريض ضد الدولة.. وإلي تفاصيل الحوار.
في البداية ماذا عن تطورات حالتك الصحية وإلي أي مدي وصل تقدم العلاج؟
جاءني صوته واهنا، مثقلا بالإجهاد والوجع: الحمد لله علي كل حال، أنا مازلت أخضع للعلاج في اليونان، بعدما أجريت جراحة لاستئصال ورم سرطاني بالمعدة، كما أخضع للعلاج من عدة مشكلات بالكلي والقلب، والحمد لله أنني ما زلت علي قيد الحياة لأقول للجميع أنني نادم علي ترك مصر، فمصر بحلوها ومرها هي الوطن الذي ليس لنا سواه، ويعلم الله أن تجربتي مع المرض ليست هي الدافع لمحاولتي العودة إلي مصر، ولكن إدراكي العميق بأن ما فعلته من مغادرة مصر التي تربيت وعملت بها كانت «غلطة عمري»، وأنا لا أريد شيئا الآن سوي العودة إليها لأدفن في ترابها.
تجربة «سوداء»!
لكن لماذا غادرت مصر للعمل في إحدي القنوات الداعمة ل«الإخوان» رغم أنك كنت تعمل في عدد من المؤسسات الإعلامية، ولم يعرف عنك من قبل انتماؤك لهم؟
أولا أحب أن أؤكد أنني بحكم تربيتي وتكويني الفكري والسياسي شخص ليبرالي، ولم أكن يوما قريبا أو متعاطفا مع فكر الجماعات المسماة بالإسلامية، فضلا عن أنني إعلامي محترف وخضت العديد من التجارب التي أعتز بها سواء في بداياتي كمراسل باليونان لدار أخبار اليوم التي أعتبرها بدايتي الحقيقية، أو عملي لاحقا في الاسوشيتدبرس في لندن، ثم عملي التلفزيوني في التلفزيون المصري وقناة «أون تي في»، وهذه هي التجارب الإعلامية التي أعتز بها، أما بعد ذلك فكله صفر علي الشمال، ومنها عملي في قناة «الشرق» التي تبث من تركيا، وهي تجربة «سوداء» لا أريد أن اتذكرها.
لكن هذه التجربة كانت وراء اتهامك بالتعاطف مع جماعة «الإخوان» الإرهابية؟
أنا كما قلت سابقا ليبرالي الفكر، وكنت من مؤسسي حزب «الجبهة الديمقراطية» مع الدكتور أسامي الغزالي حرب والدكتور يحي الجمل ولم تكن لي يوما أية علاقة بالإخوان أو غيرهم من الجماعات الإسلامية، باستثناء العمل الإعلامي المهني، وكنت ككل المصريين بعد ثورة «25 يناير»أحلم بمصر ديمقراطية مدنية، ولم أصوت للإخوان في أي من الاستحقاقات الانتخابية بعد الثورة، بل كنت دائما أرفض تأسيس الأحزاب علي أساس ديني، وأقول لمن أعرفهم بحكم نشأتي في أوروبا أن تجربة الأحزاب المسيحية في الدول الأوروبية مختلفة عما يزعمه الإسلاميون، وأنها ليست أحزاب دينية وأنما أحزابا مدنية لا تحمل غير الاسم المسيحي، وقد أدركت بعد ثورة يناير ان «الإخوان» لا يريدون سوي السلطة، وأنهم وراء تفتيت الالتفاف الوطني بعد 25 يناير، عندما قرروا الانفراد بالسلطة وحدهم واستبعاد كل القوي الوطنية من غير الاسلاميين.. وأقول أنني في تلك الفترة أيقنت أن الإخوان متغطرسون ومتكبرون وفاشلون أيضا، وكنت في تلك الفترة مع جموع المصريين التي نزلت في الاحتجاج ضد حكمهم، فمصر كانت في «كابوس» حقيقي طوال عام حكمهم، والله وحده يعلم ما كنا يمكن أن نصل إليه لو استمروا في الحكم، فقد كانوا يقودون البلاد إلي الهاوية، وقد طلبت قيادة الجيش وقتها ممثلة في الفريق اول عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع من الجميع حل المشكلات وتجنيب البلاد مصيرا مجهولا، لكن «الإخوان» ومن عاونهم أصروا علي استكبارهم وغطرستهم، ورفضوا اليد الممدودة لهم لإنقاذ البلاد، لم يكن أمام الجيش سوي التدخل لإنقاذ مصر من مصير سوريا وليبيا، وأقولها بكل صراحة واقتناع أنه إذا لم يتدخل الجيش كانت مصر «راحت في داهية»، وثورة «30 يونيو» ثورة شعبية عظيمة خرج فيها ملايين المصريين ضد حكم الإخوان الفاشلين، وإرادة الشعب مقدسة ولابد ان نحترمها، ومن يؤمن ب«25 يناير» فعليه أن يؤمن أيضا ب«30 يونيو» لأنها إرادة الشعب، ولو كان «الإخوان» يريدون الخير لمصر كما كانوا يزعمون لنزلوا علي إرادة الناس واحترموا مطالبهم العادلة، وخاضوا انتخابات مبكرة، وجنبوا البلاد الكثير من المشكلات بسبب استكبارهم ورغبتهم المحمومة في احتكار الحكم وأخونة مصر.
لكنك حتي الآن لم تجبني... لماذا انضممت إلي إحدي القنوات الداعمة ل«لإخوان» رغم أنك تقول إنك دائما كنت ضد أفكارهم وممارساتهم؟
تتغير نبرة صوته، وهو يستعيد تفاصيل تلك الفترة العصيبة كما يصفها فيقول:
في تلك الفترة بعد ثورة 30 يونيو 2013 تعرضت لبعض المشكلات في عملي، وكنت بلا عمل، وساءت حالتي النفسية، فاتجهت إلي اليونان بلد والدتي- ولدي تصريح بالإقامة فيها، وكنت في حالة عدم اتزان، حتي أنني ذهبت لمدة ثلاثة أشهر إلي أمريكا للبحث عن عمل بمساعدة أحد أقاربي هناك، ثم عدت إلي اليونان، وكانت غلطتي أنني لم أعد إلي مصر مباشرة، وفي تلك الفترة وأنا في اليونان تلقيت اتصالا من الدكتور أيمن نور، الذي كان في البداية مؤيدا ل «30 يونيو» وله العديد من الفيديوهات التي تثبت ذلك، وعرض علي التوسط لدي المنتج باسم خفاجي الذي كان يؤسس قناة تلفزيونية في تركيا وقتها تحت اسم قناة «الشرق»، وقال أيمن نور لي أن القناة مفتوحة لكل الناس، وليست داعمة للإخوان، وبالفعل سافرت إلي تركيا والتقيت باسم خفاجي ومساعديه، ولم يكن أحد منهم من جماعة «الإخوان» واتفقنا باقتراح مني أن أقدم برنامجا وثائقيا يصحح أخطاء التاريخ، ولا علاقة له بالسياسة تحت اسم «الأبواب الخلفية»، وبالفعل بدأنا العمل، والتزمت بالمهنية الكاملة في عملي، ولم أتورط في أي شيء يسيء إلي وطني وشعب مصر العظيم، وحلقات البرنامج موثقة ومتاحة علي الانترنت، وإذا كان بها أي شيء مسيء حاسبوني.
التآمر علي الوطن!
ولماذا تركت القناة إذا كانت كل الأمور تجري بمهنية وبعيدة عن التسييس كما تقول؟
بعد عدة شهور من العمل بدأت الخلافات تظهر مع إدارة القناة، وبدأ اختلافنا في الأفكار يطفو إلي السطح، حتي وصلنا إلي مرحلة الصدام، فعلي سبيل المثال هم كانوا يصرون علي إطلاق وصف «الرئيس المنتخب» علي مرسي، بينما كنت أصر علي وصفه ب»الرئيس المعزول» فهذه حقائق لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، مهما كانت خلفيته السياسية، كما كنت أطالب بإعلاء المعايير المهنية واستضافة الرأي والرأي الآخر، لكنهم رفضوا، وبصراحة أنا لا أعرف سبب انحياز باسم خفاجي ل»الإخوان» وهل كانت بسبب رغبته في الحصول علي تمويل منهم أو لا، حقيقة أنا لا اعرف ولا أريد أن أخوض في شيء لا أعرفه، فالله تعالي سيحاسبني علي كل كلمة أقولها، ومع تصاعد الخلافات قررت في تلك الفترة ترك القناة بعد تجربة عدة شهور أعتبرها فترة سوداء في حياتي» رغم أنني لم أتورط في أية اساءة لبلدي، لكنني أيقنت في تلك الفترة أن وجودي في القناة كان خطأ، وأن استمراري بها سيكون خطأ أكبر، فقد يختلف الإنسان مع النظام في بلده، لكن لا يمكن أبدا أن أختلف مع الدولة، مع وطني، أو أدعو إلي هدم الدولة وتخريب منشآتها، أو التحريض علي قتل أفراد الشعب أو ضباط وجنود الجيش والشرطة، فهذه أمور لا يمكن الخلاف حولها... من حق أي انسان أن يختلف مع النظام، لكن ليس من حق أحد التآمر علي وطنه.. ولكل هذه الأسباب قررت الخروج من القناة في 5 يونيو 2015، لأكتشف وجها آخر لم أكن أراه من قبل، فقد أجبرونا علي التنازل عن نصف مستحقاتنا، وعندما لجأنا إلي الدكتور أيمن نور الذي اشتري القناة لاحقا، فوجئنا به يتخلي عنا.
وكيف كنت تري محتوي تلك القنوات التي تبث من تركيا وتحرض علي العنف في مصر؟
كما قلت هناك فارق بين الاختلاف مع النظام والتآمر علي الوطن، وما وجدته في تلك الفترة كان دعوات صريحة لقتل جنود جيشنا وشرطتنا البواسل الذين يؤدون واجبهم في حماية الناس وخدمة الوطن، وبالطبع رفضت هذا المنطق، فالخلاف السياسي لا يمكن أن يصل إلي التحريض علي القتل، وأنا أعتبر كل من يحرض علي هدم الدولة وقتل جنود الجيش والشرطة خائن لدينه ولوطنه ولإنسانيته، وأنا اتبرأ من كل هذه الدعوات المقيتة والكريهة، والتي لا تتناسب مع سماحة ديننا الاسلامي الحنيف وأخلاقنا المصرية المتسامحة، ولو كان من يطلقون تلك الدعوات الدموية متدينين حقا لالتزموا بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم في التسامح ونشر المحبة ونبذ الكراهية، لكن ما فعلوه ويفعلونه ليس سوي السعي إلي السلطة حتي ولو كانت علي جثث الشعب.
حلم العودة
ولماذا لم تعد إلي مصر بعد رحيلك عن تلك القناة طالما أنك لم تتورط في أي شيء ضد الدولة؟
في تلك الفترة كانت والدتي قد دخلت في حالة صحية صعبة، فهي سيدة مسنة وقعيدة وكانت بحاجة لوجودي إلي جوارها، فقررت العودة لأكون إلي جوارها في اليونان، لكن القدر لم يسعفني، وتعرضت لبعض المشاكل الصحية في المعدة واكتشف الأطباء خلال الفحوصات أنني مصاب بورم خبيث في المعدة، بالإضافة إلي عدة مشكلات صحية أخري لا أريد التطرق إليها حتي لا يقول البعض أنني أستدر عطف الناس بمرضي، فالله وحده يعلم بأي أرض سأموت، لكنني لا أريد سوي الموت في مصر، وأن أدفن عندما يأتي أمر الله في ترابها الحبيب، وأنا بالفعل نادم علي قرار خروجي من مصر، ولو عاد بي الزمن لما اتخذت أبدا هذا القرار الصعب، ويعلم الله أن رغبتي في العودة إلي مصر هي رغبة صادقة سواء قبل المرض أو بعده.
هل وجدت أي اجراءات لملاحقتك أو وضعك علي قوائم ترقب الوصول؟
في الحقيقة أنا لا أعرف إن كان اسمي مدرجا علي قوائم ترقب الوصول أم لا، ولست أعلم إن كانت هناك أية اجراءات أمنية او قضائية بحقي من عدمه، ولم أحاول معرفة ذلك، وقد عرض أحد المعارف استطلاع الأمر وأفادني بأن اسمي مدرج علي قوائم ترقب الوصول، ووالله أنا لا أعرف إن كان ذلك صحيحا أم لا، فهذا الشخص ليس شخصا مسئولا، وأتمني من الجهات الأمنية في مصر أن تعلن حقيقة موقفي.
يختنق صوته بالبكاء، ويصمت للحظات قبل أن يسترد ثباته ويواصل الحديث: أنا بالفعل لا أريد شيئا سوي العودة إلي بلدي، لكنني كأي إنسان أخاف من أن اتعرض للحبس في ظل ظروفي الصحية الحالية، وأنا وأقسم بالله العظيم لم اتورط في أي شيء ضد وطني، وأشعر بالندم الشديد علي تلك التجربة السوداء التي خضتها بالعمل في القناة بتركيا، لكنني واثق في سعة أفق السلطات في مصر، وقد لمست سماحة وصفح الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أكد في أكثر من مناسبة ان يده ممدودة لكل المصريين للتعاون في بناء بلدهم، طالما لم يتورطوا في العنف أو في التحريض عليه، وأنا واثق من أنه صادق في موقفه وفي دعوته، وأريد أن أطلق نداء له بأن يفتح الباب أمام كل المصريين الراغبين في العودة ماداموا لم يتورطوا في العنف أو التحريض ضد بلدهم، وأعرف أن هناك الآلاف من هؤلاء يحلمون ليل نهار باللحظة التي يعودون فيها إلي مصر.. ولا يثقون سوي في الرئيس ليكون الضامن لعودتهم آمنين مطمئنين إلي وطنهم، ليشاركوا في مسيرة التنمية والبناء بعد الفترة العصيبة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية.. وأنا علي يقين بأن الرئيس السيسي لن يخذلنا أو يغلق باب العودة في وجوهنا، فمصر المضيافة المتسامحة مع الغريب والأجنبي، ستكون أرحم وأحن علي أبنائها.
مؤامرة لحصار مصر
وكيف تابعت هجوم «الإخوان» ضدك سواء من قياداتهم او من أنصارهم عبر صفحات مواقع التواصل بعد إعلان رغبتك في العودة إلي مصر؟
أنا لا يهمني رأي أحد مادمت واثقا من صحة ما أفعله، فهم اتهموني بالخيانة والعمالة للأجهزة الأمنية في مصر وغيرها من الاتهامات التي يرددونها بحق أي شخص مختلف معهم، وأنا لا يفرق معي هجومهم او رضاهم لأني أرفض أن يزايد أحد علي وطنيتي، وأنا لم أخطيء عندما طلبت العفو والغفران من وطني، وكل ما أريده هو العودة إلي أرضه فقط، لأكون بين الملايين التي تبني مصر المستقبل التي نريدها تتسع لنا جميعا، وليست علي مقاس فصيل بعينه، وأود ان أقول ل«الإخوان» وأنصارهم، والمتعاطفين معهم: أفيقوا... نعم أفيقوا من تلك الأفكار التي ترددونها في كل وقت ولا تريدون أن يروا أن كل شيء يتغير من حولكم ، ولا تدركون أن رحيلكم عن الحكم كان بإرادة الشعب، وانتخاب الرئيس السيسي كان أيضا بإرادة الشعب، وعليكم أن تحترموا إرادة الشعب في كل الأحوال، أما الحديث عن عودة مرسي وغيره فهذا «كلام فاضي» عليهم أن يكفوا عنه، ويتوقفوا عن تحريض أنصارهم علي العنف وتدمير البلد فقط لأنهم ليسوا في الحكم، بينما القيادات تنعم في الخارج في الفنادق وتعقد المؤتمرات وتتلقي التمويل، وحتي ما يرددونه عن اعتصام «رابعة» يمكن تسويته مع الدولة إن هم أرادوا المصالحة، فهذا الاعتصام المسلح كان ضد الدولة، ومنه خرجت دعاوي تحريض لا يمكن لدولة أن تقبلها، وانظروا إلي الوضع في دول أوروبا الديمقراطية، هل يمكن لدولة منها أن تقبل باعتصام مسلح علي أراضيها يدعو صراحة لقتل أفراد الجيش والشرطة؟!، وأقول للمتعاطفين مع «الإخوان» أفيقوا، فالقيادات تستخدمكم لأغراض سياسية من أجل الوصول إلي الحكم، فالسلطة هي قضيتهم الوحيدة، ومن يتصور أنه قادر علي هدم الدولة المصرية فهذا «بعيد عن شنباته».. واستمعوا إلي شهادات القيادات الإخوانية التي انفصلت عن الجماعة مثل الدكتور محمد حبيب ومختار نوح وغيرهم لتدركوا أن «الإخوان» طوال تاريخها جماعة صفقات.
وكيف تري حملات الهجوم علي مصر حاليا في أوروبا ؟
بالفعل أنا بحكم إقامتي في اوروبا أرصد أبعاد تلك الحملات، وهناك بالفعل مؤامرة دولية لحصار مصر، وإجبارها علي الأذعان، وهناك أيضا محاولات متعمدة لتشويه مصر في مختلف وسائل الإعلام في العالم، وعندما يصدر حكم ضد الإخوان تمتليء وسائل الإعلام بالانتقادات، بينما عندما يصدر نفس القضاء أحكاما بتبرئة العديد من قيادات الجماعة لا نجد صدي لهذه الأخبار، فالإخوان يعملون علي تشويه صورة مصر وخداع البسطاء، وترويج صورة مغلوطة عن الأوضاع الداخلية، علي الرغم من انني ألمس أن النظام حاليا منفتح علي الجميع ويريد معارضة وطنية حقيقية تعارض بشرف وهناك مساحة حرية كبيرة أراها في وسائل الإعلام المصرية، وأسمع انتقادات للعديد من السياسات الحكومية، لكن الصورة الرائجة هنا في أوروبا غير ذلك، ومن المهم أن تتحرك الدولة بكل ثقلها لتصحيح تلك الصورة، وأول خطوة لابد ان تتخذ في هذا السياق أن يتم فتح الأبواب لعودة أي مصري يرغب في الرجوع إلي وطنه ، وأن تساهم السفارات في الخارج بإيجابية في هذا العمل بتوضيح حقيقة الأمور في مصر، وأنا علي يقين بأن الدولة ستستجيب ان شاء الله لدعوتي تلك، وأنا أول من يتمني العودة إلي الوطن وأدعو الله أن يكون ذلك قريبا جدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.