يجب تسليح مقرات الإخوان لهذه الأسباب يصف نفسه بأنه «صانع الرجال القادرين على حكم مصر الآن وفى المستقبل» همه الأول والأخير تحرير القدس والمسجد الأقصى, ولديه قناعة تامة بأن مصر هى التى ستحقق ذلك .. إنه الدكتور صلاح سلطان، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس لجنة القدس والقيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين، والذى التقته « فيتو» فى هذا الحوار. لماذا صرحت يوم السبت الماضى بأستخدام العنف ضد المتظاهرين امام المقر العام لمكتب الارشاد؟ - انا طلبت حماية كل المنشآت المصرية سواء كانت تابعة للاخوان او لغيرهم،درءا للفوضى . وهل هذه دعوة لشباب الاخوان لحماية مقراتهم ؟ -طالما ان الجهاز الامنى لا يقوم بوظيفته كما يجب فعلينا على الاقل حماية انفسنا وحماية من حولنا . ولكنك ذكرت انه على شباب الاخوان استخدام كافة انواع الاسلحة،للدفاع عن مقراتهم، أليس هذا معناه تحريضا على استخدام العنف؟ -نحن لا ندعو إلى العنف!! و الاخوان لا يمتلكون اسلحة كما يدعى البعض ..وفى النهاية انا لم ادع للعنف فالمعتدى والمعتدى عليه فى النهاية مصريون ودم المسلم على المسلم حرام . كيف الخروج من الازمة ؟ -لا خروج من المأزق إلا بتطبيق دولة القانون وتفعيل دور الامن بصورة حقيقية. ماذا بعد توليك مسئولية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؟ - منذ أن توليت هذا المنصب وأنا لا أجلس فى مكتبى, ولكننى أتجول فى كل محافظات مصر، فأنا فى حرب مستمرة مع الفساد، فقد اكتشفت وجود الكثير من الأئمة المعينين فى مساجد ليس لها مكان على أرض الواقع ومع ذلك يتقاضون رواتب على عمل وهمى، وإن شاء الله سنقف موقفا حاسما من كل هذه المخالفات التى أورثها لنا النظام السابق الذى أشاع الرشاوى والمحسوبيات، وسأحاول بشكل مستمر إرجاع علمائنا الأجلاء، الذين ملأوا الدنيا بعلمهم، إلى بلادهم فهم خرجوا بسبب النظام ونحن الآن فى أشد الحاجة لهم وأولهم الشيخ يوسف القرضاوى. هناك اتهام لك ب«أخونة» المجلس عبر تعيين الكثير من أعضاء الجماعة به.. ما ردك؟ هذا الكلام غير صحيح, فأنا لا أعين إلا الكفاءات وبعد مرورهم بالعديد من الاختبارات والامتحانات القاسية، وإن كان قد نجح عدد من الاخوان فهذا لعلمهم وكفاءتهم وليس للوساطة والمحسوبية. لماذا لا تشارك فى المشهد السياسى - أنا متفرغ للبحث العلمى والفقهى والجانب التربوى والدعوى وتأهيل الرجال الذين سيحكمون الدولة وينتقلون من الدعوة للدولة ويجمعون بينهما, أى بين العبادة والقيادة فى آن واحد , فأنا وظيفتى بناء الرجال الذين سيحكمون مصر مستقبلا ولا أحكم أنا, فأنا القريب البعيد , وأنا المصنع الذى يصنع مولدات الكهرباء. أنت مهتم بالقضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة، فكيف ترى وضعها الآن؟ القضية الفلسطينية تجرى فى عروقى مجرى الدم منذ طفولتى وعقلى ووجدانى وما سألت ربى سبحانه وتعالى أن يرزقنى شيئا فى هذه الدنيا إلا أن يرزقنى الشهادة عندما يتحرر المسجد الاقصى, وأشهد أن الله يهيئ لى أمورا ليساعدنى فى إقرار هذه الغاية النبيلة قبل الثورات العربية , وكنت أحدث الناس أننا إن شاء الله سوف نجهز جيشا لتحرير القدس, فكانوا يقولون لى هذا جنون هذه الامة لا تصلح أبدا لتحرير القدس ولكن حدث ما لم يتوقعه احد ولكننى كنت أتيقن أن ما وعد الله به فى كتابه سيتحقق بالفعل, وقد ذهب الطغاة وجاءت مرحلة جديدة لها رجال غير الرجال, وأنا أعتبر أن كل مرحلة لها رجالها وأعتقد أننا رجال هذه المرحلة ورجال هذا العصر. قلت إن المعركة ضد إسرائيل ستبدأ من مصر لماذا ؟ مصر هى المفتاح, فعلى سبيل المثال نجد أن صلاح الدين الايوبى كردى لم يبدأ معركته من العراق وجاء إلى مصر ليبدأ معركته ضد الصليبين, والعز بن عبد السلام الدمشقى جاء لمصر لتبدأ المعركة من هنا ضد المغول الذين دمروا كل العالم الاسلامى وكانت مصر مقبرتهم وكانت نهايتهم على أيدى الجيش المصرى فأهل مصر فى رباط إلى يوم القيامة. وماذا تقول للأقباط المتخوفين من تشدد الإسلاميين وخاصة فى ظل غياب الأمن وتلويح الإسلاميين بأمن بديل؟ - أقول لهم نحن الحماة الاول لكم ولكل الأقليات فى مصر, ونحن نمارس هذا لآن ديننا يأمرنا بهذا, وبالتالى نفعله من اجل الدار الآخرة ولإعمار آخرتنا وليس فقط لإعمار دنيانا, ولا أظن أنه يوجد اسلامى يعرف شرع الله معرفة حقيقية سوف يوقع الظلم على احد منهم او من غيرهم. طالبت بدولة مدنية بمرجعية إسلامية فكيف ستكون فى ظل ما نعانيه من مشاكل؟ - نقصد بالدولة المدنية انها ليست دولة عسكرية, وأنا مع التجربة التركية للتدرج فى التغيير الذى يتبناه أردوغان بأنهم لا يكرهون الشعب على اختيار الشريعة الإسلامية، وإنما يعملون لكى يطالبهم الشعب بالشريعة الاسلامية , فنحن لا نريد من اى تيار اسلامى ان يفرض الشريعة الاسلامية وقد قلت على قناة التحرير اقنعوهم ولا تقمعوهم واعملوا لإقناع الناس بالشريعة وهم الذين سيطالبون بها, وهذا هو الطبيعى لأن فرض الشريعة عكس ما كان يفعله النبى صلى الله عليه وسلم , فالرسول صبر 21 سنة على الكعبة التى كان بها 360 صنما تعبد من دون الله وكان يوجد رايات حمراء خارج الكعبة للنساء الداعرات و خمور تشرب فى مكة وكان هناك رجال ونساء يطوفون بالبيت عرايا والرسول لم يمنعهم إلا سنة 8 من الهجرة أى بعد 21 سنة من البعث, اى قبل فتح مكة, إذا فمنهجنا هو إقناع الناس بحاجتهم إلى شريعة الله وهم الذين يطلبون أن يحكموا بالشريعة الاسلامية لا أن تفرض عليهم وهذا ما يفعله أردوغان بمنهج التدريج..