الرئيس خلال اجتماعه بالمجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى الانتقال لنظام تعليمي جديد خلال 12 عاما .. وبدء تطبيقه حاليا بالتوازي مع القديم أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية قيام المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي بإيلاء الاهتمام للتعليم الفني والعمل علي تطويره وفقاً لأحدث المعايير المعمول بها وربطه بسوق العمل وإكساب الدارسين فيه المهارات العملية اللازمة للقيام بوظائفهم علي الوجه الأكمل، وكلف الرئيس المجلس بوضع برنامج متكامل لانتقاء ورعاية الطلاب النابغين خاصة من أبناء القري المصرية في الصعيد والدلتا، مشيراً إلي أنهم نواة حقيقية للنهضة العلمية والفكرية في مصر. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي امس بأعضاء المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي برئاسة الدكتور طارق شوقي، المشرف علي الأمانة التنسيقية للمجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عرض خلال الاجتماع نتائج زيارته إلي اليابان فيما يتعلق بالشق الخاص بنظام التعليم الياباني، منوهاً إلي اهتمام ذلك النظام بالجانب الأخلاقي والقيمي وغرس روح العمل الجماعي في نفوس النشء، فضلاً عن بث قِيَم التحلي بالدقة والاتقان والانضباط وإبراز الجوانب الجمالية، بالإضافة إلي جودة المناهج الدراسية وتعظيم دور المعلم الذي يمثل القدوة والمَثَل الأخلاقي والتعليمي للطلاب. ونوَّه الرئيس إلي المتابعة الدقيقة التي يتيحها نظام التعليم الياباني التي تضمن استمرارية جودة النظام التعليمي وتطبيق المنظومة الأخلاقية. وأكد الرئيس أهمية استفادة مصر من التجربة اليابانية في التعليم ومتابعة نتائج زيارة سيادته لليابان والبناء عليها وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين المصري والياباني لإقامة شراكة في مجال التعليم. وأضاف المتحدث الرسمي أن الدكتور طارق شوقي استعرض عدداً من المشروعات التي قام المجلس بدراستها وإعدادها وتنفيذها، ومن بينها «مشروع المُعلمين أولاً» الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو في إطار برنامجها لإعداد المعلمين، وبتمويل قدره 60 مليون جنيه مُقدَمة من صندوق تحيا مصر. وأوضح الدكتور طارق شوقي أن البرنامج يُعني بتطوير أداء المعلمين والارتقاء به وزيادة قدراتهم علي إيصال المعلومات وتطوير نظم الاختبارات وتقييم الطلاب. وذكر السفير علاء يوسف أن الدكتور طارق شوقي قدم خلال الاجتماع تقريراً عن متابعة تنفيذ مشروع «بنك المعرفة المصري» الذي تجاوز عدد زائريه منذ إطلاقه ثمانية ملايين زائر. وأوضح الدكتور طارق شوقي أن المشروع لا يتوقف عند حدود إتاحة المحتوي المعرفي والعلمي، ولكنه يمتد ليشمل التعاون والتنسيق مع كبار الناشرين الدوليين لإعداد دراسات في مختلف مجالات البحث العلمي المتنوعة وتحسين طرق تدريس الرياضيات والعلوم، بالإضافة إلي التنسيق الجاري مع الوزارات المعنية مثل التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، والشباب والرياضة، والثقافة لتعظيم الاستفادة من مشروع بنك المعرفة المصري وتنسيق جهود مختلف مؤسسات الدولة ذات الصلة بالتعليم والبحث العلمي. وأضاف المتحدث الرسمي أن الدكتور طارق شوقي استعرض كذلك ملامح «المشروع القومي لتعليم مصري جديد» الذي يهدف إلي تصميم نظام تعليمي جديد ومبتكر لتنشئة أجيال مصرية تمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين والقدرة علي التعلم مدي الحياة، موضحاً أن هذا النظام الجديد سيتم تطبيقه بالتوازي مع تطوير النظام الحالي الذي سيظل مستمراً لمدة 12عاماً قبل أن يتم الانتقال إلي النظام الجديد بالكامل. وذكر السفير علاء يوسف أن الاجتماع تطرق إلي عدة موضوعات أخري، من بينها طرح أفكار ومقترحات تستهدف الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين لا سيما في مجال الهندسة الذي يرتبط بالعديد من القطاعات الحيوية في الدولة مثل النقل والإسكان والصناعة والصحة، حيث وافق الرئيس علي مقترح تم التوصل إليه بالتنسيق بين الكليات والمعاهد الهندسية وبين نقابة المهندسين ويقضي بضرورة حصول طلاب كليات الهندسة علي تراخيص مزاولة المهنة من خلال اختبارات في أساسيات العلوم الهندسية قبل الحصول علي شهادة التخرج الجامعية لضمان جودة أدائهم وإلمامهم بمختلف الجوانب الهندسية بما يساهم في إتاحة فرص عمل مناسبة لهم في مصر والخارج. وفي سياق متصل استمع الرئيس إلي مقترحات لإنشاء مدينة العلوم للبحوث الالكترونية التي تستهدف ربط مخرجات البحث العلمي بقطاع الصناعة بما يساهم في تحسينه وتطويره بشكل مستمر.