صبرى غنيم - عجبي أن يكون لنا شهداء من أبنائنا في القوات المسلحة علي الحدود ولم نسمع صوتا للثوار ينادي بالقصاص لهؤلاء الشهداء كما خرجوا في مليونيات وملأوا الأرض صياحا بقضية شهداء الثورة.. هل لأن شهداء الثورة أولاد البطة البيضاء وشهداء الحدود أبناء البطة »السودة«.. - عجبي، يوم أن زلزلوا الأرض وأوقفوا حالنا وحال البلد ما يقرب من عامين وهم يطالبون بالقصاص لشهداء الثورة مع أن أغلبية الذين دخلوا في قائمة الشهداء من البلطجية، والثوار يعرفون هذا ومع ذلك اعتبروا كل من مات أو قتل في الأيام الأولي للثورة شهيدا.. أما شهداء الحدود الذين كانوا في حالة دفاع عن الوطن وكان لهم شرف الاستشهاد علي الحدود فلم يتحمس الإعلام الحكومي لقضيتهم ولم تتوقف المسلسلات أو السهرات الرمضانية مع ان استشهادهم كان حديث كل بيت حيث كانوا في عمر الزهور ولا يقلون حماسا أو وطنية عن الذين سبقوهم في الاستشهاد خلال ثورة 52 يناير.. .. أنا شخصيا في ذهول، لم أصدق كيف استقبلت مصر خبر هذه المذبحة البشعة والمصريون يجتمعون حول موائد الافطار.. وفي لحظة الأذان وجنودنا وضباطنا الشبان يجرحون صيامهم بتمرة وشربة ماء انهالت طلقات النيران إلي صدورهم.. وبدأ تنفيذ المخطط الاجرامي القذر وطار الخبر علي »الفيس بوك« وتناوله الشباب الذي أصبح بعيدا عن الأحداث ولم نسمع دعوة أو صيحة تنادي بالحساب أو القصاص.. وكأن الخبر كان عاديا شأنه شأن الأخبار التي تعودنا أن نستقبلها ببرود، لم تتوقف الحياة حتي ولو لمدة دقيقة حداد، بل بدأت سهرات المقاهي.. واللي كان عايز »يشيش« نزل يشيش.. والتليفزيون بدأ يبث اعلاناته حتي لا تضيع »الهبرة« ولم يعد مهما متابعة هذه المجزرة البشعة مع ان الذي يدقق يفهم أنها كانت رسالة لكل المصريين عن مستقبل سيناء.. - عجبي أن يكون هذا هو موقفنا مع أبنائنا شهداء الحدود مع أن عظمة استشهادهم تجلت في دفاعهم عن الوطن، لم يسقطوا قتلي وهم في حالة اشتباك مع الشرطة أو بطلقات خيانة انطلقت إلي صدورهم وسط الزحام في مظاهرة شعبية، بل لقوا استشهادهم برصاص القناصة الذين فتحنا لهم معابرنا وأطلقناها لهم علي البحري وتركنا الحدود مفتوحة بيننا وبينهم علي أنهم من أهالينا.. أي عقل يقول هذا.. مع أن »مبارك« الذي اتهمناه بالخيانة العظمي كان أكثر وطنية في تأمين حدودنا ولم يسمح بفتح المعابر إلا في الأغراض الإنسانية حتي لا تصبح مباحة لكل من هب ودب.. لم تحدث مثل هذه المجازر أيام »مبارك« لأنه كان حكيما ومقاتلا عنيدا في تأمين الوطن، ولذلك كان مكروها عند اخواننا الفلسطينيين ولا أعرف ما الذي يغضبهم يوم أن يدافع كل بلد عن حدوده.. هل سمعنا أن دولة مثل قطر والتي تسعي إلي أن تحمل لقب »زعيمة الأمة العربية« تسمح للفلسطينيين بالإقامة علي أراضيها بدون تأشيرة.. فلماذا نحن.. هل لأننا الحيطة الواطية بعد أن أسقطنا عدو الفلسطينيين رقم واحد وأدخلناه طرة.. هل يكون ثمن السقوط أن نفتح لهم المعابر علي البحري؟ - يا عالم أفيقوا، لا يكون ثمن الثورة أو الوصول إلي الحكم علي حساب أمن الوطن.. أنا كمصري لا أصدق ان مصريا تهون عليه بلده ويفرط في أمن حدودها.. ثم ان الإخوان مهما كانت علاقتهم بالفلسطينيين فهم يرفضون ان تأتي هذه العلاقةعلي حساب أمن مصر لازم من نسيج هذا الوطن وليسوا جزءا من فلسطين.. هذا هو رأيي .. لذلك أناشد الرئيس محمد مرسي ان يكون اكثر حزما مع المتهاونين في حق هذا البلد حتي لو كانوا من الاخوان .. أريد منه كمواطن أن يكون اكثر غيره علي بلده ويصدر قرارا بإغلاق المعابر فورا وأن يكون فتحها بحساب وفي الحالات الإنسانية وليس للاستيطان.. أريد منه كممثل للإخوان في إدارة شئون البلاد أن يبدد الشكوك لدي المصريين ولا يسمح باستيطان الفلسطينيين في سيناء أو يغمض عينه علي بيع الأراضي لهم أو لغير المصريين لأن الأرض في عرف الفلاحين مثل العرض.. ولانه فلاح فلن يفرط في ذرة من تراب مصر ..