"اللي يعوزه البيت يحرم علي الجامع" تذكرت هذا المثل الشعبي عندما قرأت وسمعت عن قرار رئيس الجمهورية د. محمد مرسي بتوجيه كميات من السولار والمازوت إلي قطاع غزة لاستخدامها في توليد الكهرباء، بالاضافة لتعهده بعدم انقطاع الكهرباء عن غزة، وشعرت بالاستغراب من موقف الرئيس، فرغم أننا نؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، وضرورة توجيه الدعم المعنوي والمادي للشعب الفلسطيني الشقيق، إلا ان الشعب المصري "الشقيق أيضا" أولي بهذه الكميات من السولار والمازوت، لاستخدامها في توليد الكهرباء، بعد أن أصبحنا نعاني سواء في الريف أو الحضر من الانقطاع المستمر للكهرباء لساعات طويلة يوميا، واذا كان المسئولون يصرحون بأن السبب في ذلك تخفيف الأحمال علي الشبكة الكهربائية حتي لا تنهار، فإن الحقيقة المؤكدة أن نقص السولار والمازوت السبب الرئيسي وراء قطع الكهرباء، كما ان السبب في نقص السولار والمازوت يعود لمعاناة الحكومة في تدبير الاعتمادات المالية من العملة الصعبة اللازمة لاستيراد كميات السولار والمازوت. إن الشعب المصري أولي بموارده من الشعب الفلسطيني، خاصة إذا كانت هذه الموارد محدودة ولا تكفي لتلبية احتياجات المصريين الأساسية، بالاضافة لارتفاع عجز الموازنة العامة للدولة، وتوسع وزارة المالية في طرح أذون وسندات خزانة بفائدة باهظة تتحملها الحكومة، ومن بعدها الشعب المصري المغلوب علي أمره.. كما ستتحمل الأجيال القادمة أعباء تزايد الدين العام والفوائد المترتبة عليه.