لو أن أحدا طلب مني قبل أيام، أن أضع قائمة بمائة شخصية، ممن يمكن أن أرشحهم لتولي رئاسة الوزراء، فإنني أعترف أن هذه القائمة لم تكن لتضم الدكتور هشام قنديل، الذي رشحه رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي لتولي هذا المنصب الخطير في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر، وكلفه باختيار الوزراء الذين سيتحملون المسئولية معه.. ولكنني أعترف في نفس الوقت أن هذا الاختيار أبهرني ونال تأييدي منذ اللحظة الأولي لإعلانه، بل إنني صرخت في أعماقي "برافو يادكتور مرسي"، ولمت نفسي علي أن تفكيري لم يتطرق إلي هذه الشخصية المبهرة، التي سمحت لي الظروف ان ألتقي به في حوار طويل مع عدد من الزملاء في ندوة بمقر "أخبار اليوم" منذ شهور قليلة، وكان معه مجموعة من قيادات وزارة "الري والموارد المائية" التي تولي مسئوليتها لفترة زادت عن العام، بدأها بالعمل مع الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأول بعد الثورة، ثم عاد الدكتور كمال الجنزوري -المعروف عنه حسن اختياره- ليحتفظ به في وزارته، التي تحملت مسئولية ضخمة في توقيت صعب من تاريخ مصر.. وقد أبهرني الرجل بشخصيته القوية والمتواضعة في نفس الوقت، وبفكره المنظم وأفكاره المتطورة وحسن قيادته لمعاونيه، وهدوئه الجم، هذا غير السماحة التي تطل من قسمات وجهه، ثم تدينه الواضح، والذي أراه قد آثار حفيظة الكثيرين، من هؤلاء الذين عاشوا وساندوا نظاما عادي الدين والمتدينين. أما هؤلاء الذين أبدوا اعتراضهم علي الدكتور هشام قنديل باعتباره من التكنوقراط وليس من رجال السياسة، فإنهم في حقيقتهم يعترضون علي اختيار الدكتور مرسي، ولو انه اختار شخصية سياسية، لاختلفوا عليه وأبدوا اعتراضهم.. وهؤلاء قبل غيرهم يعلمون جيدا ان وزارة المرحلة القادمة يجب أن تكون من التكنوقراط، فالمشاكل التي تعاني منها مصر تنوء بها الجبال، ولابد أن يتكاتف الجميع مع رئيس الحكومة الجديد ووزرائه لحل هذه المشاكل، ولكن فيما يبدو أن هناك البعض لايريدون أي نجاح للدكتور مرسي أو الحكومة، لأن نظرتهم القاصرة نحو مصالحهم هي التي تحكمهم، وهم ابدا لاينظرون إلي مصر، لأنها لاتهمهم في شيء.. ثم أليس من حق الدكتور مرسي أن يختار وزارته التي ستعاونه في تنفيذ برنامجه؟.. أم تريدون أن تختاروا له ثم تحملونه المسئولية؟!.