في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل . أنيسة عصام حسونة هي نموذج للمرأة المصرية الناجحة..برعت في العديد من المجالات..حيث تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية..وعملت ملحقا دبلوماسيا بالخارجية..ثم انتقلت للعمل في مجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية وأصبحت مدير عام منتدي مصر الاقتصادي الدولي..وحاليا تتولي منصب الامين العام للمجلس المصري للشئون الخارجية..كأول امرأة يتم انتخابها في هذا المنصب..بالاضافة لاختيارها ضمن النواب المعينين في مجلس النواب لخبرتها الطويلة في مجال المجتمع المدني من خلال عملها لسنوات طويلة كمدير تنفيذي لمؤسسة مجدي يعقوب الخيرية .. هي أنيسة عصام حسونة..التي تعتز قبل كل شئ بأنها ابنة وزير العدل الاسبق المستشارعصام حسونة..هذا الرجل صاحب الفكر المستنير الذي اشتهر عهده بصدور قراره الغاء تنفيذ حكم الطاعة بالقوة الجبرية رغم كل ما واجهه من هجوم في ذلك الوقت . ؛................................... ؟ والدي المستشار عصام حسونة كان قاضيا شهيرا مستنير الفكر..كان محافظا لاسيوط ثم بني سويف ثم بورسعيد واخيرا اصبح وزيرا للعدل.. وحينما كان قاضيا كان يتم انتدابه كقاض وحاكم عسكري في قطاع غزة..وعام 1956 تم اسره مع قيادات مصرية اخري .. وظل بسجون اسرائيل شهورا طويلة.. وفي ظل هذه الاجواء الوطنية كانت تربيتنا انا واخوتي . ؛................................... ؟ والدي أنجب أربع بنات فقط انا أكبرهن.. وقد ربانا تربية مستنيرة..أساسها إعمال الفكر كما يدعونا الدين الاسلامي.. كان يؤمن بحق المرأة في العمل والمشاركة في كل مجالات الحياه ومواكبة العصر..وفي عهده تم الغاء تنفيذ حكم الطاعة بقوة القانون..رغم كل ما تعرض له من هجوم.. لدرجة ان مجلس النواب وقتها طلب سحب الثقة منه..لكن الرئيس عبد الناصر ساند القرار..وأكد عدم مخالفته للدستور . ؛................................... ؟ والدي كان حريصا جدا علي تربيتنا تربية مستنيرة تهتم بالتعليم والتثقيف والرياضة والفنون..فكان يشجعنا علي القراءة وممارسة الهوايات الفنية فانا تعلمت البيانو وشقيقتي تعلمت العود..والثالثة تعلمت الأكورديون..حتي الرياضة كان حريصا علي ممارستها.. فكنت لاعبة تنس..واخواتي كرة يد وسلة..وتبتسم قائلة : «الاجتماع علي مائدة الطعام كان امرا مقدسا في بيتنا..وكان أبي يضع عملات ورقية جديدة علي مائدة الطعام.. ويسألنا في المعلومات العامة.. ويكافئنا علي الاجابات الصحيحة بهذه العملات . ؛................................... ؟ أمي ايضا كانت زوجة رائعة.. كانت طبيبة أطفال ناجحة.. وصلت لمنصب وكيل وزارة الصحة.. لكن الاولوية في حياتها كانت لزوجها..ولتربيتنا.. فكنا انا واخوتي متفوقات.. كنت السابعة علي الجمهورية في الثانوية العامة..والتحقت بكلية الاقتصاد وشقيقاتي خريجات طب واعلام وتجارة..كانت أمي نموذجا لمساندة الزوجة لزوجها..لم نسمعها أبدا تعارض أبي علنا أو حتي تقاطعه أمام الناس..وكان هو أيضا يعاملها بمنتهي الحب والاحترام.. «كانت أمي دايما تؤكد لنا ان الست هي عماد البيت وهي المسئولة عن نجاح الزواج واستقرار البيت» . ؛................................... ؟ العلاقة بين ابي وامي كانت علاقة مثالية..كانت بينهما قصة حب قوية وارتباط شديد واحترام متبادل.. وكانوا حريصين علي اظهار هذه المشاعر أمامنا.. « عمرنا ماشفناهم بيتخانقوا..او يتخاصموا».. كان أبي يشجع امي علي السفر وحضور المؤتمرات.. ومع ذلك كان يعاني نفسيا طوال فترة غيابها.. لدرجة انه كان يعد الساعات علي عودتها.. وكنا نعتاد علي استقبال أمي في المطار ونحرص علي شراء أي شئ بسيط في البيت نستقبلها به عند رجوعها.. بجانب الزهور طبعا.. والتي كانت جزءا اساسيا في المنزل..قبل وفاة أبي ظل مريضا ستة اعوام في المنزل.. وطوال سنوات المرض تفرغت له تماما..لدرجة انها لم تكن تغادر البيت ابدا . ؛................................... ؟ التربية السوية داخل اسرة مثالية نعمة كبيرة من الله.. لكن يمكن ان تتحول إلي مشكلة اذا لم يكن زوج المستقبل قريبا من الصورة المثالية للأب .. لكن الحمد لله..فقد وهبني الله زوجا محبا.. حريصا علي دعمي وتشجيعي.. هو رجل الاعمال شريف حسين ناجي..وهو رجل حكيم الجأ اليه في كل شئ..اتبع نصائحه.. ولا أفعل شيئا دون مشورته وموافقته . ؛................................... ؟ لدينا ابنتان مها وسلمي.. الأولي درست علاقات عامة واتصالات.. والثانية علوم سياسية وقانون دولي.. ربيناهما تربية ديمقراطية مستنيرة ولدي ثلاثة احفاد علي وفريد وشريف.. « أحفادي نور عيني..وبأكون في منتهي السعادة لما أشتغل لهم بيبي سيتر». ؛................................... ؟ عملي مع د. مجدي يعقوب بدأ حينما رشحني له السفير محمد شاكر.. والغريب انني تخلفت عن موعد لقائي به ثلاث مرات لمرضي المفاجئ..ولكن كان لي نصيب اخيرا والتقيت به.. واتصور انه اختارني للجدية في العمل.. فلا شئ يهمه سوي ذلك . ؛................................... ؟ د.مجدي يعقوب عالم كبير دمث الخلق..لا يركز في شئ سوي العلم والمرض..تعلمت منه احترام المرضي..واهمية توظيف التقدم العلمي لخدمة المريض أولا وأخيرا . ؛................................... ؟ « الاستيقاظ بدري يجعل في اليوم بركة».. فأنا أؤمن بالعمل والانجاز في النهار.. وأبدا يومي مع صلاة الفجر.. وهذا يساعدني في التوفيق بين اعمالي الكثيرة وبين مسئولية بيتي وزوجي وأحفادي أيضا . ؛................................... ؟ أحب الأناقة وأعشق الذوق الكلاسيكي سواء في الاثاث او اللوحات الفنية.. وأيضا اعشق الزهور.. وهو عشق توارثته عن أبي وأمي.. فقد كانت الزهور جزءا أساسيا في بيتنا . ؛................................... ؟ أتمني ان تثبت المرأة نجاحها في البرلمان وان تساهم في نقلة نوعية لتحسين حياة المواطن المصري.. واتمني من خلال عضويتي للبرلمان ان اساهم في دعم المرأة لتولي مراكز قيادية علي نطاق اوسع لأن المرأة لديها القدرة دائما علي التوصل للحلول التوافقية.. وهو امتداد لدورها الطبيعي داخل اسرتها.. واهتمامها بكل كبيرة وصغيرة داخل بيتها .