بيونسيه قد صرحت أنها تعشق الحضارة المصرية وتعشق الملكة المصرية كليوباترا وتعتقد بأنها هي نفسها كانت كليوباترا فهي استطاعت ايضا بجمالها وذكائها السيطرة علي قلوب وعقول أباطرة العالم القديم انتشر خبر مجيء المغنية الأمريكية السمراء بيونسيه إلي مصر للغناء في الغردقة، واهتمت وسائل الإعلام ليس في مصر فقط ولكن في كل مكان بالعالم حيث كانت بيونسيه قد صرحت أنها تعشق الحضارة المصرية وتعشق الملكة المصرية كليوباترا وتعتقد بأنها هي نفسها كانت كليوباترا في العالم القديم وأنها استطاعت بجمالها وذكائها السيطرة علي قلوب وعقول أباطرة العالم القديم. وبالطبع يؤمن الأمريكان السود بأنهم هم أصل الحضارة المصرية، وهي الفكرة التي نشرها الباحث السنغالي المعروف الشيخ أنتاديوب وهو القائل بأن الفراعنة كانوا سودا أفارقة! وبداية لا يعيب أي حضارة أن تكون سوداء أو بيضاء أو صفراء ولسنا عنصريين لنفرق بين الحضارات بسبب اللون والعرق، ولكن الحقيقة العلمية الثابتة هي ان الفراعنة هم فرع من الجنس السامي ولغتهم المصرية القديمة تنتمي إلي اللغات السامية، لم يكن الفراعنة سودا أفارقة ولا من عرب شبه الجزيرة بل كانوا مصريين جيناتهم هي الأقدم وهي المسيطرة والتي تبتلع وتتغلب علي أي جين آخر. حكم مصر حكام كوش الأفارقة، وحكام ليبيون، وفارسيون، وأغريق ومن بعدهم رومان ثم عرب مسلمون.. ومع ذلك لم يتغير الجنس المصري الذي يستطيع أن يحتوي كل الأجناس والأعراق ويسيطر عليها دون أن يذوب فيها. نعود إلي موضوع زيارة بيونسيه إلي مصر، حيث فوجئت بوزير السياحة في ذلك الوقت ومنظمي حفلها الغنائي وزيارتها يتصلون بي ليبلغوني أن المغنية الجميلة ترغب في أن تقابلني وتستمع إلي شرحي عند سفح الأهرامات وأمام أبو الهول وبالفعل وافقت علي طلبها فمثل هذه الزيارات مهمة لمصر حيث انها دعاية مجانية لبلد سياحي واتفقت علي الموعد في أحد الأيام في تمام الساعة الرابعة مساء أمام أبو الهول. وذهبت في الموعد المحدد ولم أجد بيونسيه ولكني وجدت مئات الصحفيين والمراسلين ينتظرون لتغطية الحدث. وانتظرت حوالي نصف ساعة ولم تأت بيونسيه وبالتالي عزمت علي مغادرة المكان، ولكن المنظمين أقسموا أنها في الطريق إلي الأهرامات وأن هذا اللقاء مهم جداً وفرصة لتنشيط المزيد من حركة السياحة إلي مصر إلي آخر هذا الكلام. المهم أن المغنية الشهيرة وصلت أخيراً بعد ساعتي تأخير! لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أري بيونسيه تختال في فستان أبيض تقليداً لكليوباترا. وقد جاءت يرافقها حارس شخصي يشبه بوابات القلاع.. عبارة عن مجموعة من العضلات المتراكمة دون ترتيب. وبعد أن تبادلنا التحية ولم تعتذر عن تأخرها.. قلت لها لقد جئت متأخرة عن موعدك لساعتين! فنظرت إلي وابتسمت دون أن تعقب! وتخطيت الموقف وبدأت أحدثها عن الفراعنة والأهرامات وابو الهول، وتطرق الحديث إلي أصل الفراعنة ولون جلدهم وكليوباترا.. وبالطبع كانت برأسها مجموعة لا بأس بها من المعلومات الخطأ التي قمت بتصحيحها لها، وكان في تلك الأثناء يقوم مصورها الشخصي بالتقاط الصور، وحينما همت المصورة الخاصة بالآثار بالتقاط صورة لنا وأنا أقوم بتوقيع كتاب من تأليفي لأهديه لبيونسيه فوجئت بالحارس الضخم ينقض علي المصورة وينتزع منها الكاميرا ويسقطها علي الأرض! كان الموقف أكثر مما أحتمل، وبالتالي قمت بتوبيخ كل من بيونسيه وحارسها وذكرتهما أنهما لا يستحقان أن يقفا أمام أبو الهول وأن ما فعله الحارس غير مقبول وقمت بطردهما من المكان! استوقفني الصحفيون عند مدخل المنطقة الأثرية لسؤالي عن رأيي الشخصي في بيونسيه؟ وأجبت بكلمة واحدة:»غبية!».