أثارت كوريا الشمالية عاصفة جديدة من الغضب الدولي بعدما أكدت أمس أنها نجحت في وضع قمر صناعي في مداره من خلال إطلاق صاروخ بعيد المدي في خطوة اعتبرت تحديا جديدا للأسرة الدولية التي مازالت تدرس طريقة معاقبة بيونج يانج بعد تجربة قنبلة هيدروجينية الشهر الماضي. ووصف التليفزيون الرسمي إطلاق الصاروخ «بحدث العصر» وقال إنه تم بأمر من الرئيس كيم جونج-أون. ورغم تأكيد بيونج يانج علي أن إطلاق الصاروخ يأتي ضمن حقها في استخدام الفضاء لأغراض سلمية إلا أن هذه الخطوة اعتبرت اختبارا لصاروخ «باليستي» عابر للقارات وتحديا لقرارات الأممالمتحدة التي طالبت علي لسان سكرتيرها العام بان كي مون كوريا الشمالية «بالكف عن أعمالها الاستفزازية». ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا في شكل مشاورات مغلقة وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده ستعمل مع المجلس لاتخاذ «إجراءات مهمة» لمحاسبة كوريا الشمالية. وأكد كيري مجددا «الالتزام الثابت» لواشنطن بالدفاع عن الحلفاء وخصوصا كوريا الجنوبيةواليابان مؤكدا أن إطلاق الصاروخ يهدد أمن المنطقة والولايات المتحدة. كما أدان البيت الأبيض «العمل الجديد المستفز والمزعزع للاستقرار» حسبما أعلنت سوزان رايس مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي التي دعت المجتمع الدولي للتكاتف مؤكدة أن هذه الأعمال ستكون لها «عواقب وخيمة». من جانبها أكدت رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هاي أن إطلاق الصاروخ «عمل استفزازي لا يغتفر» ودعت مجلس الأمن للموافقة بسرعة علي عقوبات قوية. وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن مسئولين دفاعيين من أمريكاوكوريا الجنوبية قرروا بدء محادثات رسمية لنشر نظام دفاعي أمريكي مضاد للصواريخ تعارضه الصينوروسيا. ونددت اليابان وفرنسا وبريطانيا وألمانيا واستراليا بإطلاق الصاروخ. وأعربت الصين الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية عن «أسفها» لإصرار بيونج يانج علي إطلاق الصاروخ رغم المعارضة الدولية. وفي روسيا - أحد الحلفاء القلائل لبيونج يانج - قالت وزارة الخارجية في بيان إن إطلاق الصاروخ لا يمكن أن يقابل إلا «بالاحتجاج الصارم» واعتبرته ضارا جدا بالأمن الإقليمي بما في ذلك أمن كوريا الشمالية. وأضاف البيان أن بيونج يانج تجاهلت مرة أخري القانون الدولي ونصحت كوريا الشمالية بأن تفكر فيما إذا كان انتهاج سياسة تعارض المجتمع الدولي برمته يحقق مصالح البلاد.