د. رفعت سىد أحمد بعد أيام من إعلان فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر، وبعد التهنئة الواجبة له، وفقا لقواعد الديمقراطية التي نؤمن بها، حتي لو كانت بعض فصائل الإسلام المتشدد تعتبرها (وسيلة) للبقاء في الحكم والخلود في الكرسي، نقول بعد التهنئة، ان ثمة تحديات كبري تواجه الوطن، بعضها بات معلوما من كثرة ما لاكته الألسن وبرامج التوك شو وفضائيات غسيل الأموال الخليجية الأمريكية، لكن البعض الآخر لايزال مكتوما، أو هو لم يتم الإعلان عنه بصراحة واجبة.التحدي الأول: متي يأمر الرئيس (مرسي) جماعة الإخوان بأن تنضوي تحت شرعية الدولة، وتحديدا في اطار وزارة الشئون الاجتماعية باعتبارها، جمعية أهلية ضمن آلاف الجمعيات؟ متي ينتهي هذا الوضع الاستثنائي والشاذ وغير القانوني للجماعة في وطن يتحدث فيه الإخوان عن سيادة القانون وإعلاء قيم الشفافية؟ هل لابد أن ينتظر الرئيس (مرسي) لحين يحرجه القضاء بأحكام يتم بها حل جماعة الإخوان وتسريح أعضائها وغلق مقراتها في المقطم والمحافظات؟ أما انه وبذكاء الرئيس الجديد المفترض سوف يبادر بالطلب من قادة جماعته ألا يحرجوه أكثر مما هو محرج، وأن يتكيفوا قانونيا مع وضعية الجمعيات ووزارة الشئون الاجتماعية لتصبح جماعة في وطن، وليست وطنا تبتلعه جماعة كما يشيع خصومها وهي اشاعة ان صحت سوف تؤدي في أقل من عام واحد بالجماعة وبابنها الرئيس الجديد؟ خاصة ان هذا الشعب صار أكثر وعيا وثورية ولا يسهل التذاكي عليه؟ ونفس الأمر يقال عن 7 هيئات تسمي نفسها ب(السلفية) وهي بلا ترخيص قانوني وتعمل خارج نطاق الشرعية رغم أن لها أحزابا معروفة ومن بينها (الجماعة الإسلامية) و(الهيئة السلفية) وما يسمي (بهيئة الاصلاح) وهي أسماء لا علاقة لها بالمضمون، وهي تعمل بلا ترخيص رسمي فمتي يواجهها؟! التحدي الثاني: ماذا أنت فاعل في ملف كامب ديفيد واتفاقية السلام، وهل تصلح الوعود والكلام الدبلوماسي لمواجهة تحد خطير مثل هذا مثل كلامك الدبلوماسي في أول خطاب لك؟ وهل ستعيد انتاج نظام حسني مبارك في هذا الملف، من حيث الاحترام المطلق للاتفاقية بكل شروطها المذلة والتي من أبرزها حصار الشعب الفلسطيني والاغلاق المستمر لمعبر رفح رغم ان مصر ليست طرفا في اتفاقية المعابر؟ وما طبيعة العلاقة التي ستربط مصر في عهدك بحركات المقاومة في فلسطين ولبنان وهل ستقتصر العلاقة فقط علي حركة حماس؟ وما أشكالها هل ستكون علاقة دعم موسع أم تدجين وحصار ثم تحويلها إلي حركة مقاومة سلمية غير مسلحة؟ وهل لأمريكا واتصالاتكم السابقة بها دور في هذا أم هو من (اختراعات) الإخوان الجديدة للتكيف مع الشرق الأوسط الجديد الذي سيكون بلحية خارجية وبقلب أمريكي وإسرائيلي أسوأ من أيام حسني مبارك؟! التحدي الثالث: أين أنتم مما يسمي بثورات الربيع العربي والتي ثبت يقينا ان ليس كلها ثورات حقيقية بل بعضها فقط، والبعض الآخر ثورات للC.I.A ولحلف الناتو؟ وأن بعضها كان ولايزال يستهدف قلب العروبة، مصر، من خلال خلق الفوضي حولها وفي محيطها السياسي العربي الداعم للمقاومة؟ وغدا في داخلها؟ أين أنتم من هذا الربيع؟ وأين أنتم منه إذا ما انتقل إلي من يدعون دعمه بالمال والسلاح اليوم لأهداف في نفس يعقوب، طبعا (يعقوب الأمريكي والإسرائيلي) أين أنتم منه إذا ما انتقل إلي بلاد الخليج؟ هل ستقفون مع الثورات هناك أم ان الفم سيمتلئ ساعتها بالماء، بعد ان امتلأ فم بعض جماعات الإسلام والسياسة في بلادنا بالنفط خلال الشهور الماضية فصمتت علي اهانة المصريين والعرب وعن مقدمات الربيع الثائر في تلك البلاد صمتا غير جميل وغير كريم؟ التحدي الرابع: ما هي بصراحة حقيقة الصفقة أو الاتفاقية التي تمت بين جماعة الإخوان، وبين المجلس العسكري لكي تأتي أنت رئيسا بدون مشكلات كما رأينا هل توجد هذه الصفقة أم لا؟ وما حدودها وأبعادها وأسرارها؟ .