بين عبقرية الأثاث الدمياطي والصدف وروعة التصميم والأزياء النوبية والأسوانية ودقة الأيادي المنوفية والشرقية والغربية ومن حلايب وشلاتين حتي مطروح، يخطف أنظارك تألق وإبداع المصريين في معرض "ديارنا" والذي انطلقت فعالياته الخميس الماضي علي نغمات المزمار البلدي ودوي الزغاريد وترديد "تسلم الأيادي يا جيش بلادي"؛ كست الفرحة والأمل وجوه جميع المشاركين في المعرض في دورته ال 55، والذي افتتحته غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، وسها سليمان، الأمين العام للصندوق الإجتماعي للتنمية، في معرض الصندوق الدائم بأرض المعارض بمدينة نصر، ويستمر حتي يوم الأحد 27 ديسمبر. المنتجات متميزة ومصرية 100% وبأسعار تنافسية وجودة عالية للعديد من أصحاب المشروعات الصغيرة والجمعيات الأهلية الممولة من الصندوق بالاضافة إلي المنتجات اليدوية والحرفية الخاصة بمشروعات الأسر المنتجة المشاركة من كافة محافظات الجمهورية.. موبيليا وسجاد حرير وصوف يدوي ومستلزمات ديكور من تابلوهات ونحاسيات وفضيات وتحف ومنتجات خزفية وفخارية وصدف ومفروشات ومصنوعات جلدية إضافة إلي الصناعات التقليدية والتراثية للعديد من محافظات مصر. "الأخبار" تجولت داخل المعرض ورصدت شباب الصناع والجمعيات والأسر المنتجة، إشادة كبيرة بالخدمات التي يقدمها الصندوق الاجتماعي للتنمية والتسهيلات في الحصول علي القروض ولكن اتفق الجميع علي أهمية زيادة هذه المعارض وايجاد آلية جديدة للتسويق وعرض منتجات الشباب والأسر والجمعيات والمطالبة بمراعاة توقيتات إقامة المعارض، وطالب آخرون بمعرض خاص للأثاث.. هدي عبد الرازق، هي شابة في منتصف العمر، تعرض منتجاتها من المفروشات، قالت إنها حصلت علي قرض من الصندوق الاجتماعي للتنمية بقيمة 70 ألف جنيه بتسهيلات جيدة، مؤكدة أن الصندوق يساهم معهم في تسويق منتجاتهم وأي تعثر في سداد القرض يواجهة الصندوق بمزيد من التسهيلات والمرونة، وقالت نحن لا نطالب سوي بزيادة هذه المعارض لعرض منتجاتنا. بسمة سامي، مدير فرع جمعية السامري الصالح، والتي تعرض مشغولات يدوية وتحف وخزف، قالت: أشارك في المعرض منذ 3 سنوات والاقبال من قبل المواطنين جيد ولكن ينقص المعرض شئ من التنظيم وطريقة العرض فهذا يؤثر علي حجم المبيعات، مؤكدة أن المنتجات مصرية من الألف إلي الياء وحتي الخامات وشارك في تصنيعها العشرات من الأسر المصرية. ويضيف محمد حنفي، مدير مخازن بالمؤسسة القومية لتنمية الأسرة والمجتمع، نشارك بمنتجات عديدة مصرية 100% من صنع أيادي أكثر من 300 أسرة مصرية من كافة المحافظات وأسعارنا لا تقبل المنافسة وأرخص بكثير من الأسواق الخارجية وأعلي جودة كما نملك مراكز للتدريب وتأهيل الأسر والشباب ونعقد دورات مستمرة ونمنح قروضا فالمؤسسة تتبع وزارة التضامن الاجتماعي. أما علاء محمود، الشاب الذي يعرض منتجات أخميم اليدوية، فالإقبال علي منتجاته كبير جدا، اجتذبناه من بين زبائنه وقال: اقترضت 50 ألف جنيه من الصندوق الاجتماعي للتنمية وكانت بداية موفقة وتم تسديد القرض بالكامل مشيرا الي ان الصندوق يدعم شباب المنتجين ليس بالتمويل فقط ولكن بالدعم الفني والتسويق ايضا، والمتابعة في استكمال الأوراق والرقابة علي البنوك فيما يخص متابعة القروض وعملية السداد، وكذلك مساندة المتعثرين، نحن فقط نطالب بزيادة المعارض. وفي ركن محدود زحام غير طبيعي علي إبراهيم عبد السلام، شاب يبيع منتجات جلدية، زبائنه تناديه وكأنهم "عشرة طويلة"، تركناه مشغولا لمواجهة الزحام وسألنا الزبائن، سماء محمد، مدير عام بالمعاش، قالت: "نتعامل مع إبراهيم دائما مع اقامة المعرض فجودة منتجاته تتحدث عن نفسها واسعاره أفضل وارخص كثيرا عن غيره، ونحن نطالب الدولة بدعم وتشجيع الصناعات الصغيرة وتوفير منافذ بيع كثيرة لهم. من جهتها، أكدت سها سليمان، الأمين العام للصندوق الاجتماعي للتنمية، أن إقامة تلك المعارض تأتي إنطلاقا من حرص الوزارة والصندوق علي مساعدة أصحاب المشروعات الصغيرة علي تسويق منتجاتهم وفتح منافذ جديدة لهم وذلك من خلال البيع المباشر للجمهور أو التعاقدات الداخلية أو التصديرية للخارج، كما أنها جزء من سلسلة الخدمات غير المالية التي يقدمها الصندوق، مشيرة إلي ظهور وجوه جديدة مشاركة في المعرض ومنتجات مختلفة و250عارض، و33 من عارضين الصندوق الاجتماعي و10 % منهم علي الأقل من المتعثرين ونساندهم لعرض منتجاتهم لمساعدتهم في سداد القروض، واضطررنا إلي زيادة مدة المعرض بناء علي رغبة المواطنين، وأقول للمواطن أن زيارتك لمعرض "ديارنا" هو بمثابة زيارتك لمصر كلها في يوم واحد فالمنتجات من جميع المحافظات، مؤكدة أن المعرض عبارة عن الذراع التسويقية للمشروعات الصغيرة وفتح أبواب رزق للكثيرين.