أعلن «حزب الله» مقتل الأسير اللبناني السابق في سجون اسرائيل سمير القنطار في غارات شنتها طائرات اسرائيلية علي مدينة جرمانا جنوب شرق دمشق وأكدت مصادر رسمية سورية مقتل القنطار في «هجوم إرهابي» الليلة قبل الماضية. وذكر «حزب الله» في بيان أمس أن «العدو الصهيوني» أغار علي مبني سكني في مدينة جرمانا أحد المعاقل المؤيدة للحكومة ويقطنها كثيرون من الأقلية الدرزية السورية بالإضافة إلي المسيحيين في ريف دمشق مما أدي إلي «استشهاد» عميد الأسري اللبنانيين في السجون الإسرائيلية القنطار وعدد من المواطنين السوريين. ورحب وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يؤاف جلانت بمقتل القنطار دون تأكيد وقوف إسرائيل وراء الهجوم وقال «من الأمور الطيبة أن أشخاصا مثل سمير القنطار لن يكونوا جزءا من عالمنا.» وأعربت وزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شيكد عن سعادتها واصفة إياه بإنه «إرهابي كبير». وذكرت قوات الدفاع المدني في جرمانا - وهي وحدات شبه عسكرية موالية للنظام تعمل تحت مظلة الجيش أن إسرائيل شنت غارتها بطائرتين اخترقتا الأجواء السورية وقصفت المنطقة بأربعة صواريخ بعيدة المدي. ونشرت قناة «المنار» التابعة لحزب الله مشاهد فيديو تظهر المبني الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية وهو شبه مدمر. وقضي القنطار الذي انضم في شبابه إلي جبهة التحرير الفلسطينية- عقوبة بالسجن المؤبد بتهمة قتل إسرائيليين في منطقة نهاريا الساحلية شمال إسرائيل عام 1979 واحتٌجز في السجون الإسرائيلية نحو 30 عاماً قبل أن يفرج عنه في اطار صفقة تبادل مع «حزب الله» عام 2008. وبعد الإفراج عن القنطار - وهو درزي من مواليد عام 1962 - قل ظهوره علانية ولكن يعتقد أنه أصبح قيادياً في «حزب الله» الذي أرسل مئات من أعضائه للقتال إلي جانب القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان شغل القنطار منصب «قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان» التي أسسها «حزب الله» منذ نحو عامين لشن عمليات في منطقة الجولان مشيراً إلي أن «الطيران الإسرائيلي استهدف القنطار في أوقات سابقة ولمرات عدة داخل الاراضي السورية دون أن يتمكن من قتله». وأشار المرصد إلي مقتل قيادي اخر مع القنطار وهو مساعده في المجموعة ذاتها ويدعي فرحان الشعلان. وأدرجت الولاياتالمتحدة في 8 سبتمبر الماضي القنطار وثلاثة من قادة حركة «حماس» علي لائحتها السوداء «للارهابين الدوليين». في تطور آخر سيطر الجيش السوري والقوات الموالية له بينها عناصر من حزب الله علي بلدة خان طومان الاستراتيجية والمزارع المحيطة بها والتي وصفها التلفزيون السوري بأنها أكبر معقل للتنظيمات الإرهابية في ريف حلب الجنوبي الغربي. وتزامن ذلك مع تنفيذ الطائرات الحربية السورية والروسية أربعين ضربة جوية علي الأقل استهدفت المنطقة.