وقع أعضاء في البرلمانين المتنازعين في ليبيا وشخصيات سياسية أخري وممثلون عن المجتمع المدني اتفاقا برعاية الأممالمتحدة أمس في المغرب, يهدف إلي توحيد سلطتين تتقاتلان علي الحكم منذ عام ونصف العام وترفضان خطوة التوقيع علي هذا الاتفاق. وجري التوقيع في حفل حضره دبلوماسيون ووزراء خارجية دول أوروبية وعربية, بينها المغرب وتونس واسبانيا وايطاليا وتركيا. وينص الاتفاق علي توحيد السلطتين المتنازعتين علي الحكم منذ عام ونصف العام في حكومة وحدة وطنية, تعمل إلي جانب مجلس رئاسي, وتقود مرحلة انتقالية تمتد لعامين وتنتهي بانتخابات تشريعية. ومن المقرر ان تكون طرابلس مقرا للحكومة التي سيرأسها بحسب الاتفاق الموقع رجل الأعمال فايز السراج, علي ان تضم 17 وزيرا بينهم امراتان, علما ان العاصمة الليبية تخضع لسيطرة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمي «فجر ليبيا» يتبع الحكومة غير المعترف بها التي تديرها منذ صيف 2014. ولم توضح بعثة الأممالمتحدة آلية تنفيذ الاتفاق, أو كيفية ممارسة حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عنه لعملها في ظل وجود حكومتين حاليا في ليبيا منبثقتين عن برلمانين يرفض رئيساهما التوقيع علي اتفاق الأممالمتحدة, ويدفعان نحو تبني اتفاق بديل من دون وساطة المنظمة الأممية. والبرلمانيون الذين وقعوا علي الاتفاق حضروا بصفتهم الشخصية ولم يمثلوا أي من السلطتين, بحسب ما أكد رئيس البرلمان المعترف به دوليا عقيلة صالح, ورئيس البرلمان الموازي, المؤتمر الوطني العام في طرابلس, نوري ابوسهمين. من ناحية اخري, أعلن الفريق أول ركن خليفة حفتر قائد القوات الليبية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا أن قواته مستعدة للتعامل مع روسيا في مسألة محاربة الإرهاب في ليبيا إذا تقدمت موسكو بطرح حول هذه المسألة. وقال حفتر في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر في المرج شرق ليبيا «الذي نراه بالنسبة للروس هو أنهم يقومون بعمل جيد جدا ضد الإرهاب ونحن مشكلتنا الأولي هي الإرهاب». ودعا حفتر إلي إنهاء حظر السلاح المفروض علي ليبيا للمساعدة في محاربة التنظيمات المتشددة. من جهته, أكد كوبلر أن رفع الحظر من قبل مجلس الأمن لن يتم قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا, ملمحا إلي مشاركة دولية محتملة في عملية محاربة التنظيمات المتطرفة. وفي وقت سابق أكد المستشار احمد ابوزيد المتحدث الرسمي للخارجية ان الخطوة الاولي علي طريق مكافحة الإرهاب في ليبيا تبدأ باقرار اتفاق الصخيرات وتشكيل حكومة الوفاق الوطني مما يفتح الباب للدعم الدولي للحكومة الليبية والسماح بتدفق السلاح للحكومة لتكون الممثل الشرعي عن الشعب الليبي حيث انها طلبت دعما دوليا لمحاربة الإرهاب. وأوضح ابوزيد ان مصر تدعم اتفاق الصخيرات في المغرب ولا يمكن اغفال ان هناك تحديات تواجه الحكومة الليبية الجديدة اولها ان هناك عناصر خارج هذا الاتفاق وان توافق المجتمع الدولي علي الانتظار اكثر من ذلك دون تشكيل الحكومة يعتبر خطرا كبيرا لأن كل لحظة تمر دون تشكيل حكومة ليبية تزيد من انتشار الإرهاب.