أرجوك لا تشرح لي أسبابك التي تدعوك لأن تضربني هكذا طوال النهار والليل. أنت ليس لديك سبب مقنع لكي تضربني. أنت سوف تضربني لأني قلت لا ولأني قلت نعم. أنت سوف تضربني بدون سبب. وجائز لأنني لا ألبس برنيطة! شوف ياسيدي وما سيدك وسيدي إلا النبي. ألف صلاة عليه. يروي أن النمر في الغابة. كان كلما شاهد القرد يمر أمامه. ينهال عليه بالضرب. قائلا: أنت مش لابس برنيطة ليه؟وضاق القرد من الضرب المستمر من النمر. فذهب إلي عرين الأسدملك الغابة ليشكو النمر الظالم. ويشكو من أنه قرد. فكيف يلبس برنيطة؟! - قال له الأسد: طيب يا ابني.. روح انت وأنا حا أشوف الحكاية! واستدعي الأسد النمر. وسأله لماذا يضرب القرد. وما حكاية البرنيطة؟ فقال له النمر: أبدا يامولاي.. الحكاية انني لا أستلطف هذا القرد. شكله يستفزني كلما مشي أمامي. شكله من الجماعة إياهم. شكله يمكن فلول. شكله مش عاجبني وخلاص. مش نازل لي من زور. فأحس برغبة شديدة في ضربه. ولأني لا أجد سببا منطقيا. يبرر ضربه. أسأله لماذا لا يرتدي برنيطة علي رأسه. وأقوم بضربه! قال له الأسد: لا اعتراض لي علي أن تضرب القرد. لكن أن يكون لديك سبب شرعي لضربه. قال النمر: وأجيب السبب ده منين يا مولانا؟! - قال له الأسد: بسيطة.. اطلب منه أن يصعد إلي الشجرة ويحضر لك تفاحة. فإذا أحضر لك تفاحة حمراء. قل له انه لم يحضر تفاحة خضراء. واضربه. وإذا حدث العكس برضه اضربه. قال له النمر: والله فكرة حلوة يامولاي! وانصرف. وبعد دقائق شاهد القرد أمامه. فقال له: انت ياواد ياقرد. اطلع الشجرة دي وهات لي تفاحة. لم يتحرك القرد. ونظر إلي النمر في خبث. - وسأله: عايز تفاحة حمراء ولا خضراء؟ أسقط في يدي النمر. ووقف لثوان لا يعرف ماذا يفعل مع هذا القرد الملعون. لكنه سرعان ما اندفع يضربه بقسوة علي وجهه وقفاه. وهو يقول له: انت مش لابس برنيطة ليه؟ »عرفت بقي انك حاتضربني.. حاتضربني«؟!