إذا كنا نطفش علماءنا ولا نصدرهم، فلماذا لا نستفيد بهم وهم في أولي خطواتهم في طريق العلم والاختراع وذلك بافتتاح مدارس رعاية العلماء الواعدين علي غرار مدارس الكرة 86 ألف عالم مصري في الخارج يضعون مصر في المرتبة الأولي عالميا في تصدير أو بالأحري «تطفيش» علمائها إلي العالم، 42من هؤلاء رؤساء جامعات وأحدهم وزيربحث علمي في كندا وثلاثة آلاف بأمريكافي مختلف التخصصات. إذا كانت الأرقام كذلك فلماذا كانت «الهوجة» العمياء ضد آخر عنقود هؤلاء «المطفّشين» الذي حصل علي الجنسية الاماراتية لينفذ هناك اختراع السدود الذكية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لمثل ذلك الاختراع، ولماذا تتطور الاتهامات للمخترع الصغير الذي طفشوه ليصمه البعض بالخيانة وأتعجب أي خيانة تلك فعلها شاب مبتكر موهوب مشروع لعالم كبير إذا كانت أحضان الأم تلفظه وتلقي به خارجها؟ إنها قصة مستمرة مع الفشل في استخدام أعز ما تملك مصر: ثروتها البشرية وفي أجمل ما حباها به الله : موقعها ، وفي أثمن مايمتلكه أي بلد: خيرات أرضها وشواطئها وسمائها المشمسة، الفشل في استغلال جزء معقول من 328 مليون فدان هي مساحة مصر زراعيا لننحشر جميعا في 5٪ متصارعين علي 8 ملايين فدان أو يزيد قليلا يفوز بلذاتها من يمتلك ثمن الفوز مالا أوجاها، ونعتدي جميعا علي أخصب ما في تلك الارض لنزرعها بأعمدة الخرسانة ونستورد ما نقتات به من الخارج.. وإذا قامت الدولة باستصلاح عدة آلاف من الافدنة في الصحراء تكالبت عليها أيدي «المسقعين» المحتكرين ليعيدوها سيرتها الاولي صفراء. النجاح الأكبر الذي نذوق طعمه مرا وعلقما هو النجاح في هدم ما نفلح فيه لبعض الوقت أو تميزنا فيه تاريخيا، وخذ عندك ما جري للقطن طويل التيلة وقصيرها الذي رحل بتألقه المصري إلي حقول أمريكا وإسرائيل، عندك أيضا محصول البطاطس الذي يمثل محصولا استراتيجيا وغذاء للبسطاء من الناس حتي اذا وصلته أيادي المحتكرين بسكوت متواطئ من مسئولي الزراعة احتكرت استيراد تقاويه وتصدير محصوله وأخذت لأرض أصحابها المستصلحة أو القديمة أجود التقاوي بملاليم وأوصلته للفلاح البسيط المكافح بأربعة أضعاف سعره وأسوأ أنواع محصوله، لنجد أنفسنا في مواجهة أزمة فقدان محصول استراتيجي جديد سنستورده قريبا لينضم إلي القطن والقمح وبقية ما تتحكم فيه مافيا الاستيراد عالميا ومحليا! إن قصة المخترع الصغير الذي «نفد بجلده» توحي باقتراح من باب شر البلية إذا كنا نطفش علماءنا ولا نصدرهم، فلماذا لا نستفيد بهم وهم في أولي خطواتهم في طريق العلم والاختراع وذلك بافتتاح مدارس رعاية العلماء الواعدين علي غرار مدارس الكرة التي تقيمها الاندية الاوربية في افريقيا وتأخذ الموهوبين أشبالا بأثمان ولو كانت قليلة فهي تمثل عائدا لبلادهم غير القادرة علي رعايتهم، وبدلا من تجنسهم «غصبا عنا» فليكن التجنس بعلمنا نظير مقابل رعاية ، والمشترون كثر! ويا خوفي من أن نرفع قريبا شعار : علماء للبيع! قد يبدو اقتراحي تهكما أليم ، لكن الواقع للأسف أشد إيلاما.