هناك نقاط اتفاق كثيرة مع ما ذكره محمد عبدالقادر نقيب الفلاحين خلال حواره أمس بجريدة "الوفد". وبعيداً عن نقاط الاختلاف التي تنحصر في وصف "عيد الفلاح" بأنه "مهزلة" أو في المطالبة بتغيير موعد العيد ليكون 11 أبريل. موعد إنشاء النقابة وليس 9 سبتمبر الموعد الرسمي الذي حددته ثورة يوليو 1952 أو بإلغاء الاحتفال احتراماً لشهداء ثورة يناير رغم أن الاحتفال به تكريم للشهداء وليس العكس. بعيداً عن ذلك.. فإنني أتفق معه في أن سياسة الحكومة بل الحكومات المتعاقبة طفشت الفلاح من أرضه. وفي أن النقابة هي الممثل الشرعي والوحيد للفلاح وليس وزارة الزراعة. وفي خطأ إقامة الاحتفال باستاد القاهرة. وليس في ميدان التحرير. حيث مليونية تصحيح المسار. وفي ضرورة توزيع ال32 ألف فدان من الأراضي الجديدة الجاهزة فعلاً علي الفلاحين. وفي أهمية حل الجمعيات التعاونية الزراعية والاتحاد التعاوني الزراعي أسوة بحل اتحاد العمال. ورغم أن هناك قرارات كثيرة صدرت لإصلاح الخلل الموجود في البيئة الزراعية.. لكننا نريد أشياء ملموسة تعود علي الفلاح والأرض والزراعة المصرية بوجه عام وعلي صحة الإنسان المصري الذي أصبح الأعلي عدداً في العالم بين المصابين بالأمراض الخطيرة. من هنا.. أطالب الحكومة بتسعير المحصول وشرائه بأسعار مناسبة لسد احتياجات الفلاح وحتي يعيش حياة آدمية كريمة. لأن ما كان يحدث هو أن الحكومة كانت تشتري المحصول بأسعار متدنية. وفي نفس الوقت تستورد نفس المحصول بأسعار أعلي!! .. وأطالبها بتوفير التقاوي والمبيدات الصالحة والآمنة لا "المسرطنة" أو المعيبة. أو المنتهية الصلاحية.. وأن يوضع عليها بوضوح بيان بالسعر وتاريخ الإنتاج والصلاحية.. كفانا أمراضاً قاتلة لا يُرجَي شفاؤها في ظل المنظومة الطبية المهلهلة. وارتفاع أسعار الخدمات الطبية والأدوية. وتدني الأجور التي لا تتناسب مع ظروف المعيشة الصعبة لفرد واحد. فما بالك لو كان هذا الفرد رب أسرة؟! .. وأطالبها بتطهير الترع والمصارف وتوجيه مياه الصرف الصحي لري الأشجار الخشبية مثلاً لا المحاصيل لمنع تلوث المحاصيل. وإصابة مستهلكيها بالأمراض الفتاكة.. وارجعوا إلي معاهد الكبد والكُلي والأورام. لتعرفوا الجريمة التي تعرض لها شعب مصر. .. وأطالبها بنشر الميكنة الزراعية وبتوسيع ووضع منظومة للإرشاد الزراعي وللدورات الزراعية وتحرير الفلاح من ظلم بنك التنمية والائتمان الزراعي. طول عمر مصر توصف بأنها بلد زراعي.. نريد أن تعود هذه الصفة إليها من جديد إلي جانب أنها بلد صناعي. وتجاري. وتكنولوجي.. وغيرها من الصفات الجميلة. كفانا سنوات طويلة جُرِّفَت فيها الأرض وتم تبويرها وتحويلها إلي منازل.. نريد أن يكون عيد الفلاح عيداً لتغيير المنظومة الزراعية كلها. القرية التي كانت تنتج كافة المحاصيل ولديها ثروة حيوانية وداجنة وسمكية ضخمة. أصبحت للأسف مستوردة لكل ذلك.. فقد أضحي الفلاح يشتري حتي الخبز والجبن والبيض واللحوم والدجاج والبط والسمك من "البندر" حتي تحولت القري إلي "بَنَادر".. يا للعار! القطن المصري الذي كان يضرب به المثل.. نستورده في صورة أقمشة ومنتجات نسجية من أجود الأصناف وأغلاها. ونحن هنا محرومون منه.. أين القماش "اللينوه" من إنتاج المحلة.. هذا البلد الذي أخذ شهرته العالمية من القطن المصري؟! نريد أن ننتج غذاءنا من القمح والأرز والذرة واللحوم والأسماك بدلاً من أن نضطر إلي شراء القمح المسوس واللحم المدود!! أقولها ولن أمل منها: مَن لا يملك غذاءه. لا يملك قراره.. واختاروا. ** آخر الكلام.. * إذا كان د.صلاح يوسف وزير الزراعة قد زار إسرائيل فعلاً أكثر من مرة وتم توجيه اللوم له.. فلماذا جاء وزيراً.. ولماذا هو مستمر؟!.. إذا كان ذلك صحيحاً فلابد من استبعاده. يجب أن يكون هذا الوزير آخر حلقة في سلسلة تدمير إسرائيل للزراعة المصرية التي بدأها د.يوسف والي.. انتبهوا أيها السادة. * سفيرنا في تل أبيب ياسر رضا قال في لقائه مع إيلي بشاي وزير الداخلية الإسرائيلي وزعيم حزب شاس المتطرف إن علاقة مصر وإسرائيل لن تنقطع أبداً!! وأسأله: حتي لو قتلوا أولادنا علي الحدود واستباحوا أرضنا؟! وقال أيضاً: لا توجد أي مخاوف أو قلق من قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين. وأن من ينادي بقطعها هي أصوات أقلية وجوفاء وغير مؤثرة بالمرة!! كلام يدل علي عدم الوعي السياسي أو الدبلوماسي.. لا يا سيادة السفير. فإن الغالبية العظمي وكلهم محترمون يطالبون بطرد السفير وباستدعائك أنت شخصياً من تل أبيب. وتعديل معاهدة السلام أو تجميد العلاقات أم أن ذلك لم يصل إلي مسامعك بعد؟ * رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال إن السفن الحربية التركية مكلفة بالدرجة الأولي بحماية سفن تركيا التي تحمل مساعدات غذائية إلي قطاع غزة.. ومن الآن فصاعداً لن نسمح بتعرض هذه السفن لهجمات من إسرائيل مثلما حدث مع أسطول الحرية لأن إسرائيل عندها ستلقي الرد المناسب. اسمح لي أن أقف لك احتراماً وتقديراً.. هكذا تغير علي كرامة بلدك وشعبك رغم أن بعثة الأممالمتحدة منحت الحصار الإسرائيلي الشرعية.. ليت سفيرنا بتل أبيب ياسر رضا يكون قد سمع بهذا التصريح الخطير ويحلله.. لا أن يسعي لطمأنة إسرائيل!! * الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إن منفذي اعتداءات 11 سبتمبر أخفقوا في حفر هوة بين أمريكا والعالم. الهوة حفرها بالفعل البلطجي جورج بوش الابن.. بل ودمر علاقة أمريكا بكل "الشعوب" الإسلامية والعربية.. فلتسعد أمريكا بالحكام وليسعدوا بها.