حتي من قبل أحداث باريس المروعة، كنت ضد الموقف الدفاعي الذي اعتمده بعض المسئولين عندنا في مواجهة حادث سقوط الطائرة الروسية!! وكنت مع موقف هجومي يدين أية اجراءات تستبق نتائج التحقيقات، ويرفض − حتي في حالة ثبوت التدخل الإرهابي− أن نكافيء الإرهاب وأن نعاقب الضحية بوقف السياحة إلي أجمل بقاع الدنيا وأكثرها أمانا!! بعد احداث باريس واقتناع العالم كله بأن الإرهاب قد أصبح خطرا علي كل بقاع الدنيا، فإن علينا أن نغير استراتيجيتنا لمواجهة التطورات الجديدة، وأن نزداد اقتناعا بما طالبنا به سابقا.. وهو الخروج من حالة الدفاع واستعادة الثقة بأنفسنا وبقدراتنا التي واجهت الإرهاب بمفردها.. في وقت كان البعض يدعمه، والبعض يستخدمه لتحقيق مصالحه، والبعض يراهن علي نجاحه للدرجة التي دفعت بالبعض ممن كانوا يدعمون حكم الإخوان إلي المطالبة بالاعتراف بحكم الدولة الإسلامية الداعشية باعتبار أن ذلك سوف يقودها إلي الاعتدال!! واقرأوا العدد الأخير من أكبر المجلات السياسية الأمريكية المهتمة بالسياسة الخارجية ∩فورين بوليسي∪ لتدركوا إلي أي مستنقع فكري تقود السياسات الانتهازية، ولكي تتعرفوا علي ∩الحبل السري∪ الذي يربط بين إرهاب منحط وسياسة اكثر انحطاطا!! ينبغي أن نقول للعالم بكل وضوح ان ما انجزناه خلال الفترة السابقة كان شيئا نفتخر به. حاربنا الإرهاب في وقت كانت بعض القوي تسميه ∩عنفا∪.. من باب الدلع أو علي سبيل الابقاء علي تحالفها معه!! وقمنا بتحقيق الاستقرار في ربوع الوطن، وبانقاذ سيناء من المصير الذي كان حكم الإخوان قد فتح الباب أمامه، سواء حين دعم عصابات الإرهاب.. أو حين اتفق علي التنازل عن جزء منها في جريمة خيانة لا يتحمل وزرها مرسي وحده، بل كل عضو في هذه الجماعة الخائنة!! من حقنا أن نعتز بذلك كله، وأن نطالب العالم بدعم موقفنا الصامد ضد الإرهاب وليس بمكافأة هذا الإرهاب واستغلال جرائمه في الضغط الاقتصادي علي مصر. لكن علينا هنا أن نتذكر أن القضية أكبر من السياحة التي أثق في أنها ستعود لمصر بأقرب مما كنا نتصور، بعد أن اثبتت الاحداث اننا البلد الاكثر امانا، والاكثر ضراوة وصدقا في محاربة الإرهاب. القضية أكبر من السياحة التي ستعود، فالعالم كله قد دخل مرحلة جديدة علينا ان نستعد لها. انهم يتحدثون عن احداث باريس بوصفها 11 سبتمبر الجديدة. فهل سيتصرفون كما تصرفت امريكا بعد احداث سبتمبر بالصورة الكارثية التي بدأت المأساة التي تعيشها المنطقة.. أم أنهم تعلموا الدرس؟! فلنستعد جيدا لكل الاحتمالات.