بعد هول الصدمة الناجمة عن الاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ فرنسا، حملت أعمدة الصحف الفرنسية الصادرة أمس مشاعر الحزن والغضب ومناشدات للوقوف صفا واحدا ضد «التطرف الجهادي» ولكن ايضا دعوات إلي «رد الضربة بمثلها» بعنف. وعنونت صحيفة «لو فيجارو» صدر صفحتها الأولي ب»الحزن والغضب»، وعلي غرار «ليبراسيون» صدرت «لو فيجارو» استثنائيا أمس بعد يومين من الاعتداءات التي تبناها تنظيم «داعش» وأسفرت عن سقوط 129 قتيلا و352 جريحا، في ستة مواقع مختلفة في العاصمة. وحذرت الصحيفة من ان «هذه الحرب ضد الارهاب، والكل يفهم ماذا تعني، قد بدأت لتوها». وأضافت: «ضد الوحشية ليس هناك الا مبدأ واحد: انه القوة، وضد الهمجية ليس هناك إلا قانون واحد: انه الفعالية». أما «ليبراسيون» فاختارت عنوان «انا باريس»، مستخدمة في ذلك شعارا يتم تداوله علي نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومستلهما من شعار «انا شارلي» الذي انتشر في العالم اثر اعتداءات استهدفت مجلة ساخرة في يناير 2014 في باريس ايضا. واعتبرت الصحيفة أن المذبحة التي وقعت في باريس تفضي إلي «خلاصة تفرض نفسها بواقعيتها المريرة: علي الفرنسيين من الآن فصاعدا العيش مع الارهاب». وأصدرت صحيفة «لوباريزيان أو جوردوي آن فرانس» عددا خاصا بعنوان «فلنقاوم». كما كتبت «لوموند» من ناحيتها أن «فرنسا في حرب ضد إرهاب شمولي، أعمي، قاتل علي نحو رهيب». وفي تقارير كل الصحف، برزت الدعوة إلي الوحدة الوطنية، وقد لخصتها «لو جورنال دو ديمانش» علي صدر صفحتها الأولي بعنوان «الجمهورية في مواجهة الهمجية». أما الصحف الإقليمية فأظهرت الغضب والحزن جراء الاعتداءات، حيث كتبت «ديرنيير نوفيل دالزاس» ان «التحدي الحقيقي هو تأكيد القيم الجمهورية»، بينما اعتبرت «لا باريس دو لا مانش» أن الجهاديين «يشنون الحرب علينا. وبوحدتنا سنتمكن من مواجهة هذا الجنون المرفوض». أما صحيفة «الزاس» فكانت اكثر صراحة في المطالبة برد الصاع صاعين وكتبت «حان الوقت لأن نرد الضربة بضربة، لان نكون عديمي الرحمة في مواجهة أعدائنا، في الداخل كما في الخارج».