وبالأشواك لصباحي والعوا والبسطويسي وخالد علي تهمة الفلول تطارد شفيق والكتلة الصامتة قد تدخله جولة الإعادة رئيس مصر القادم من يكون؟...هذا هو لسان حال الجميع حاليا ، السؤال يتردد علنا لأول مرة في تاريخ مصر الحديث والإجابة تكتبها أيدي 51 مليونا و600 ألف مصري بأنفسهم عندما يذهبون يومي الأربعاء والخميس المقبل للإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 13 مرشحاً وهم عمرو موسي وابوالفتوح ومرسي واحمد شفيق وسليم العوا وحمدين صباحي والبسطويسي والحريري وحسام خيرالله وخالد علي ومحمود حسام ومحمد فوزي وعبدالله الاشعل.. لأول مرة لا ينام الحالمون بكرسي الرئيس بعد أن سيطر عليهم القلق والتفكير في كيفية كسب عقل وقلب الشعب المصري وذلك بعد أن أصبح لصوت الناخب المصري قيمة كبيرة هي التي تحمل الرئيس نحو مقعد قيادة الوطن..لأول مرة إرادة الشعب تقول كلمتها في صندوق شفاف في 13 ألفاً و99 لجنة انتخابية يشرف عليها 14 ألفاً و500 قاض من يحسم المقعد؟ وهل الجولة الأولي كافيه؟وما هي فرص كل مرشح في الإستحواذ علي رضاء الناخبين ، ومن سيصعد لجولة الاعادة ؟ أسئلة كلها حائرة واجاباتها غير معروفة حتي ولو استعنا بنتائج انتخابات المصريين في الخارج .. لأنها وان كانت مؤشرا إلا أنها لن تكون معيارا دقيقا ومعبراً عن اختيارات المصريين في الداخل .. الاجابات سنعرفها نهاية الأسبوع الحالي .. تصنيف مرشحي الرئاسة من حيث المرشحين الكبار أو الأوفر حظا لا تمثل دلالة في الساعات الأخيرة قبل بدء التصويت وذلك بسبب حداثة التجربة وعدم وجود أي خبرات سابقة لعدد كبير من المرشحين يتم عليها قياس اتجاهات الرأي العام إلا أن ذلك لا ينفي أن هناك بعض الأسماء التي تفرض نفسها علي رأس القائمة وأبرزهم د.عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسي ود.محمد مرسي وذلك لعدة اعتبارات أبرزها بالنسبة لعمر موسي هي أنه يتمتع بثقة بين قطاعات عريضة من الليبراليين والفئات التي تميل نحو المرشح الذي يملك خبرة تساعده علي المرور بهذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة وساعدت خلفية عمرو موسي الدبلوماسية علي تثبيت هذه الصورة لدي القطاعات التي تبحث عنها وهي قطاعات تعبر عن كتلة تصويتية ليست بالقليلة خاصة وأنها صورة تدعمها أيضا شعبية نسبية تمتع بها عمرو موسي في الشارع المصري خلال عمله كوزير للخارجية وكان من القلائل الذين إكتسبوا هذه الشعبية أثناء حكم النظام السابق إلا أنها أيضا النقطة ذاتها التي يستغلها منافسوه ضده وهي إعتباره جزءا من النظام بغض النظر عن توجهاته وسياساته كفرد. وإذا كان عمرو موسي يقف علي أرضية صلبة نوعا ما عن طريق مغازلته للحالمين بالرئيس ممن يتصورون أنه يملك خبرة الإدارة والسياسة ، فإن د.محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين والذي صاحب ترشحه جدل كبير يقف علي أرضية صلبة أيضا متمثلة في خبرة الإخوان في حشد وتنظيم الإنتخابات والتصويت الجماعي والذي يشارك فيه الشيوخ والشباب والنساء من المنتمين للجماعة وجميعهم لا يدعمون سوي المرشح الذي تعلن الجماعة عن دعمه وبالتالي فهو يضمن باقة من الأصوات قد تجعل علي الأقل وجود اسمه في جولة الإعادة مع مرشح آخر ليس أمرا مستغربا ولكن دعم جماعة الإخوان الذي ينفرد به د.محمد مرسي هي نقطة الضعف ذاتها التي تجعله لا يمثل المرشح الفائز بإكتساح بالرغم من قوة الجماعة وثقلها من حيث إنها كتلة تصويتية ضخمة وذلك بسبب الرافضين لسياسات الجماعة في الفترة الأخيرة والتي ظهرت من خلال رغبتها في الإستحواذ علي كافة منافذ السلطة وأكد ذلك تعهدها بعدم الدفع بمرشح للرئاسة إلا أنها لم تلتزم بتنفيذ ذلك كما أن أداءها البرلماني الذي لم يرو ظمأ كثيرين من غير المنتمين للجماعة الذين اصطفوا في طوابير خلال الإنتخابات البرلمانية للتصويت لمرشحي الإخوان أملا في تحقيق الخير لكل المصريين وهو ما لم يحدث حتي الآن من وجهة نظر البعض ، ولكن لن يستطيع أحد أن يؤكد أن جماعة الإخوان فقدت تأثيرها في الشارع سوي الصندوق أو أبوالفتوح؟ الضلع الثالث يصف د.عبدالمنعم أبوالفتوح نفسه بأنه مرشح الجميع وهوعضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين سابقا وهو "بعبع" الجماعة ، حيث يسيطر عليهم القلق من أن يخرج إليهم عن طريق صندوق الإنتخابات وذلك باعتباره عضوا مفصولا لم يعد يمثل الإخوان..وذلك ساعده في أن يحظي بتأييد التيارات الإسلامية التي تتحفظ علي أسلوب الإخوان وتري في أداءها أنه مغالبة لا مشاركة كما أنه يحظي أيضا بتأييد من يريدون رئيسا لا إخوانيا ولا علاقة له أيضا بالنظام السابق من قريب أو من بعيد. ويبقي السؤال مع أبوالفتوح الذي يمثل الضلع الثالث للمرشحين الذين يمتلكون شعبية تجعل من وجودهم في جولة الإعادة أو ربما حسمهم للمقعد من أول جولة شيئا مقبولا هو: هل المرشح الذي حمل الإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين طوال 37 عاما قادرعلي أن يفصل نفسه معنويا عن الإنتماء للجماعه؟ المرشح الفائز الخاسر الحائرون في البحث عن إجابة لهذا السؤال وجدوا أنه من الممكن وضع طموحاتهم في صورة حمدين صباحي باعتباره يمثل المرشح المعتدل للذين لا يرغبون في أي علاقة مع مرشح انتمي بأي شكل للنظام السابق وأيضا للذين يتخوفون من التيار الإسلامي أو أي مرشح يعبر عنه وبالرغم أن ذلك التحليل يعني أن صباحي يعد مرشح وسطي نموذجي إلا أنه لا يحظي بتواجد كبير في ظل وجود ثقافة عامة لدي الناخبين تعتمد علي تأييد المرشح الذي يأتي من خلفية كبيرة أو صاحب خبرة وعمل عام ملموس وبالتالي طريق صباحي نحو هؤلاء ليس سهلا..ويؤكد البعض أن فرص حمدين صباحي في الخسارة تكاد تتساوي مع نسبة فرصته في الفوز ولا يمكن لأحد توقع ترتيبه بالضبط في قائمة التصويت. الأفضل أم الأنسب د.محمد سليم العوا أطلقت عليه الدعوة السلفية أنه الأفضل ولكنه ليس الأنسب وإن كان في ذلك تناقضا ولكن تفسيره يعود إلي أستاذية العوا في مجاله وظهور ذلك في أدائه ، فهو يعتمد دائما علي المنهج العلمي في الخطاب وأن يكون كل شئ محددا بضوابط واضحة وهي لغة خطاب ليست إعتيادية في الشارع المصري ، لذلك بالرغم من وجود قاعدة جماهيرية ترغب في هذا المنطق إلا أنها قد تكون غير كافية للدفع بالمرشح نحو مقدمة السباق ولكن من يدري. الحلم الصعب أما خالد علي أو مرشح الثورة الشاب ، فهو يحظي حتي الآن بإجماع معظم القطاعات التي تعبر عن الثوار من الشباب إلي جانب قطاع آخر من العمال الذين كان لخالد علي مشوار طويل علي طريق إسترداد جزء من حقوقهم..وتظل المشكلة التي يواجهها المرشح خالد علي والتي من الممكن أن تمنعه من الوصول إلي القمة هي مشكلة شباب الثورة عموما وهم القطاع الأكبر الذي يقوم بتأييده والتي تتمثل في عدم استحواذهم علي الصورة وعدم قدرتهم علي الوصول إلي معظم قطاعات الشعب كما هو حال مرشحين آخرين. لعنة رئاسة الوزراء تعد لعنة الأيام القليلة التي قضاها الفريق احمد شفيق رئيسا للوزراء قبل تنحي الرئيس السابق مبارك هي العقبة الكبيرة أمام مشواره لقصر الرئاسة، في حين أنه يتمتع بحظوظ كبيرة للفوز بجولة إعادة في حال نجح تأييد الكتلة الصامتة في دفعه نحو ذلك ولكن يبقي ما حدث خلال أيام الثورة حاجزا نفسيا لقطاع من الناخبين يمكن أن يقضي علي أحلام الداعمين لشفيق. الحقيقة الوحيدة التي نعلمها جميعا أن المواطن المصري سيكون له رأي آخر بعيداً عن التكهنات والاستطلاعات والتحليلات .. وسنعرف رأي الأربعاء والخميس المقبلين، فكل المصريين علي موعد مع الرئيس.