حدث تغييب من الدولة لإرادة الناس حين اعتمدت علي أراجوزات الإعلام الذين يقدمون (حلقة سخنة) بزعم أنهم يدعمون الوطن، ويسبون ويشتمون في كل من يعارض أو ينتقد قولاً واحداً، لم يكن هناك تزوير في انتخابات مجلس النواب التي جرت مرحلتها الأولي خلال الأسبوعين الماضيين. هل أعجبتك الجملة سيادة الرئيس ؟؟ حسناً، ها أنا قلتها وكتبتها وأكدها العديد من مراقبي الانتخابات، ولتسمح لي الآن بأن أكتب ما أظن أنه لن يعجبك، لكنني أقابل به ربي بقلب سليم، ولم أكن يوماً أسعي لإعجاب البشر بما أكتب بل لرضا رب البشر عما أكتب، فأعرني ضميرك. لم يحدث تزوير من الدولة، لكن حدث (تغييب) من الدولة التي ترأسها يافندم، وحسن النوايا لا يكفي لإدارة هذه الدولة، تماماً مثلما قلت سيادتكم عن طريقة وضع الدستور، قبل أن تقدم تصريحاً غامضاً حول تفسيرك لما قلت لم أفهم منه شيئاً، ولا من حضر. حدث تغييب من الدولة لإرادة الناس حين اعتمدت علي أراجوزات الإعلام الذين يقدمون (حلقة سخنة) بزعم أنهم يدعمون الوطن، ويسبون ويشتمون في كل من يعارض أو ينتقد بحجة أنه يدعم الإخوان، أو طابور خامس، أو صاحب أجندة أو ممول، لتبدأ مسلسلات تشويه رضت الأجهزة الأمنية عنها، و(كله عشان خاطر مصر)، ومصر تحارب الإرهاب، والإعلام (الذي شكوت منه أكثر من مرة ) يريد رضاك، فكيف نستغرب من تركك للدراويش والمهاويس والأراجوزات وأصحاب المصالح يتحدثون باسمك، طالما أن ذلك في مصلحة مصر (من وجهة نظر الأجهزة)، وطالما أنهم يصلون للسواد الأعظم من الناس، لتطبق نظرية الطلقة السحرية إحدي أشهر نظريات الإعلام، وتصنع جمهوراً مغيباً يردد (هراءات) حقيقية، يسمعها من إعلاميين مطبلاتية معدومي المهنية والضمير تركتهم ينهشون في الجميع طالما أنهم يصوغون (وعيا) مزيفا لشريحة تكبر وتكبر من الناس، وتحسم بها أي انتخابات، وتهاجم من أجلك كل من ينتقدك، ثم ترضخ لسطوة رسائل إعلامية تحوي من التزييف ما تحوي، وهكذا ينجح من مرشحي البرلمان (سفلة) بالمعني الحرفي، تركتهم الدولة لأنها تستخدمهم كمخلب قط، فإذا حدثتها عنهم قالت إنها إرادة الناس، وهي تعرف أنها إرادة مزيفة، ووعي تم تشويهه طيلة أربع سنوات، والرد الجاهز أنه من أجل الوطن. هل تريد تصريحاً بدل التلميح يا سيادة الرئيس؟؟ حاضر. مرشحون بدون برامج نجحوا، لا لشئ إلا لأنهم أخذوك مثلاً أعلي فسيادتك شخصياً لم تعلن عن (برنامج) في حملتك الرئاسية. مرشح تركته الدولة في الإعلام وهو يقدم تسريبات حصل عليها من أجهزة أمنية ليصنع شهرة مبتذلة ومزيفة، وبدلاً من أن يمنع بحكم القانون (الذي يطبق بالمزاج)، وبدلاً من أن تقوم هيئة الاستثمار ومدينة الإنتاج الإعلامي بموقف محترم ومشرف، تتركه ليصنع وعي الناس بتسريبات حقيرة يجتزئها من سياقها ويغتال بها الناس، والأجهزة مبسوطة لأنه (بيخلص) علي أعدائها و(بتوع) الثورة بمبدأ اللهم اضرب الظالمين بعبد الرحيم، قبل أن يصير الرجل الذي فعل ما هو ضد الدستور والقانون نائباً بمجلس النواب يصنع القوانين. ستقول لي إن ذلك هو اختيار الناس، وسأقول لك : عيني ف عينك كده ؟؟ ألم تصنعه (الدولة) ؟؟ هل كان أحد يعرفه لولا تسريباته التي أعطتها له (الدولة) ولم تمنعه من بثها ؟ أزيدك من الشعر بيتاً ؟؟ ميثاق الشرف الإعلامي الذي هو من بنود خريطة دولة 3 يوليو مجرد كلام، فكم الانتهاكات الذي تتركه الدولة يحدث في الإعلام (الذي تشتكي منه سيادتك بين الحين والآخر)، يكفي لسحب رصيد لا تتخيله من هؤلاء الذين صدقوك يوماً ودعموك حتي لو كانوا في مواقع المعارضة دعماً لبلدهم، لكنهم صدموا في تركك كل ما يحدث لنري ونسمع البذاءة علي ألسنة شخص لا يجرؤ أحد علي الاقتراب منه، وقد صنعت منه (الدولة) فزاعة جديدة تخيف المختلفين معها، وهكذا أصبحنا نسمع الشتيمة بالأب والأم والتخوين والدولة مبسوطة ونجوم إعلام التطبيل يفتحون الباب علي مصراعيه للرجل سليط اللسان والصحف تخاف منه فإما تمجده، وإما تعامله بمبدأ : يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز عسلك، لكنه يستمر ويستمر ويستمر ويتوغل ويتسرب وينتشر والبركة في الدولة التي تصنع كل يوم نماذج مشابهة تقدم كلام مساطيل وبلطجية يصوغون وعياً مزيفاً أكثر مما تقدم إعلاماً حقيقياً مهنياً يصنع تقدماً. ابن المستشار صار نائباً يا سيادة الرئيس بعدما شاركت الدولة في تشويه خصمه وتغاضي القاضي عن شتيمته الصريحة التي لا لبس فيها، لكنه في نفس الوقت (يرزع) أحمد دومة حكماً آخر لأنه (صفق) له في إحدي الجلسات.. الله الله يافندم، أو كما قال علاء ولي الدين : ياسلام ياسلام ياسلام ياسلام. يا سيادة الرئيس في فمي ماء، والقلم ينزف، وإن العين لتدمع، وإنا لفراق الأمل لمحزونون، فهذا برلمان 2010 يعود من جديد، والبركة في الدولة، وتحيا مصر، وستحيا رغم كل ما يحدث لها وفيها، ومنها !!!