خلال المناظرة بين المرشحين للرئاسة د. عبد المنعم أبوالفتوح وعمرو موسي، والتي تفوق في تقديمها الإعلاميان مني الشاذلي ويسري فودة، ومن خلفهما جهد عظيم لفريق الإعداد، كان لهم الفضل في تقديم برنامج أكثر من رائع كشف عن حقيقة كل من المرشحين، ليجد الشعب المصري ضالته لفرز ملامح شخصية وفكر ورؤية وقناعة وبرنامج وطموح كل مرشح، والوقوف علي الأساليب والقدرات المتاحة لكل منهما في قيادة مستقبل المحروسة. جاءت المناظرة في ثوب قشيب، أوضحت الكثير من المفاهيم، ووضعت لكل مرشح بروازه الذي رسم كل منهما من خلاله ملامحه بما طرحه من رؤاه وأفكاره.. حيث بدا لأبو الفتوح تفوق ملحوظ خلال تلك المناظرة، وأوضح أنه أكثر قدرة ووضوح علي قراءة المشهد المستقبلي، بما لديه من تفاصيل تدعمه وتمكنه من تقدم السباق، وهو ما أكده انطباع المهندس حسن الخيال - من أبناء البدرشين - الذي علق علي المناظرة بقوله: "أن تفوق د. أبو الفتوح علي عمرو موسي في المناظرة أضاع شعبية موسي التي بذل الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم جهدا كبيرا في صنعها خلال الأعوام الماضية، حتي جعل منه بطلا قوميا بما تناوله من خلال أغانيه، ولكن جاءت المناظرة لتكشف عن سلبيات عمرو موسي في جوانب عدة، جعلت الرأي العام الشعبي يعيد تقييمه للموقف، ويبدأ في إعادة حساباته تجاه موسي بما أثاره د. أبو الفتوح من تأصيل وكشف عن اخفاقات موسي خلال مشاركته في منظومة النظام السابق، وما صحبها من إيضاح لتوجهاته السياسية ومواقفه من قضايا محورية انطوت علي سلبية ومهادنة في أدائه، انتقصت من مشواره السياسي، الذي أكدت المناظرة أنه غابت عنه كامل شجاعة المواجهة، في مقابل ما كان لغيره من وزراء خارجية مصر، والتي تمثلت في مواقف وطنية لأمثال إسماعيل فهمي ود. محمد كامل ابراهيم اللذين اتخذا مواقف إيجابية أعلنا عنها بكامل شجاعتهما، ولم يترددا لحظة في الإفصاح عن معارضتهما، ولم يمنعهما إيثار مصلحتهما الشخصية في الاستمرار كوزراء خارجية علي حساب مصلحة الوطن، بما كان لهما من وجهة نظر مخالفة، دفعتهما شجاعتهما الوطنية للإنسحاب من المشهد السياسي بإخلاص لما لديهم من قناعة في أن مصلحة مصر فوق الجميع، وهو ما يجب إعلاؤه".. انتهي كلام المهندس الخيال. أما رجل الأعمال خالد عبد الرحمن من الجيزة فقد جاء تعليقه علي المناظرة بقوله: " لقد تأكدت قناعتي بأن الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح أنسب المرشحين لتولي قيادة مصر في المرحلة القادمة، ويؤكد ذلك ما كان له من ثبات في المواجهة أمام عمرو موسي، وما لديه من قدرة فائقة علي تفنيد المشهد السياسي، وقراءة شفافة وواعية لتاريخ مشاركة موسي في العمل السياسي كأحد عناصر نظام الرئيس السابق.. ويضيف: لقد آثرت في أبو الفتوح كرم أخلاقه حيث إنه لم يلجأ لتجريح موسي وفضح نواياه وما جني من مكاسب شخصية حصدها جزاء استمراره في العمل كوزير للخارجية، وهو ما يجعلني أتساءل: كيف كان أسلوب تعبيره عن رفض سياسات النظام السابق؟!، وما سر دعم ومؤازرة رأس النظام السابق لموسي حتي نصب أمينا عاما للجامعة العربية؟!، ليظل قابعا في هذا المنصب حتي قيام ثورة الشعب في 25 يناير، وكان للمناظرة فضل إرساء الحقائق الغائبة والمكاشفة التي حسرت موسي في كونه كان يصلح بديلا للرئيس المخلوع في زمن ما قبل الثورة.. ولكن الشأن المصري بعد الثورة، شأن آخر يحمل بين طياته أهداف ثورة تحتاج قوة إصرار علي تحقيقها، وهو ما يمكن الأمر لأبوالفتوح".. انتهي كلام رجل الأعمال. آثرت أن أعرض بعض ما وصلني من مشاركات القراء الأعزاء - وهذا حقهم - واري أن المناظرة جاءت من الأهمية لتؤكد مقولة سقراط: " تكلم حتي أراك".. مما يوجب استمرار المناظرات لباقي المرشحين ، لتكون حدا فاصلا بينهم، وحتي نتمكن كمواطنين وناخبين من الفرز والاختيار.. وتحيا مصر.