شهدت الإسكندرية أمس عودة للمسيرات الحاشدة الموحدة لصفوف غالبية القوي السياسية.. حيث شارك حوالي 51 ألف متظاهر في مسيرة من ميدان مسجد القائد إبراهيم إلي المنطقة الشمالية العسكرية بسيدي جابر مغلقة طريق بورسعيد الرئيسي الموازي للكورنيش.. وهدد عدد من القوي الليبرالية وممثلي التيارات المدنية بالاعتصام أمام مقر المنطقة الشمالية حتي تتحقق مطالبهم وعلي رأسها إلغاء المادة 82 من قانون الانتخابات الرئاسية واستبدال أعضاء لجنة الانتخابات بقضاة آخرين مشهود لهم بالنزاهة وتتفق عليهم جميع القوي السياسية.. وإسقاط حكومة الجنزوري ومنع ترشح الفلول بتفعيل قانون الغدر.. وتباينت المطالب للقوي المشاركة في مسيرة الثغر.. خاصة في مطلب تغيير حكومة الجنزوري بحكومة تشكلها الأغلبية البرلمانية.. حيث رفض ممثلو التيار المدني هذا الطلب مطالبين بحكومة ائتلافية تمثل جميع التيارات.. كذلك كان الاختلاف الأهم بين الإسلاميين والمدنيين في إعلاء غالبية الائتلافات والأحزاب الثورية لمطلب تشكيل لجنة صياغة الدستور من ممثلين لجميع القوي والفصائل وفئات المجتمع لتخرج بدستور لكل المصريين.. وشهدت المسيرة هتافا كان هو الأعلي.. »ايد واحدة«.. بين جميع المشاركين في محاولة لجمع الصف وتوحيد المطالب وعدم السماح بالانشقاقات.. وقد سادت أعلام مصر المسيرة بينما اختفت الأعلام المميزة للتوجهات السياسية المختلفة.. وشارك في المسيرة جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والجماعة الإسلامية وشباب السلفيين وجماعة أهل السنة والدعوة.. ومن القوي المدنية حركة 6 ابريل ولازم والائتلاف المدني الديمقراطي المكون من 23 حزبا وحركة وأحزاب الكرامة والغد والوفد.. وظهرت لأول مرة أعداد من الشباب وبيانات لحركة سياسية جديدة أطلقت علي نفسها »الإسلاميون الثوريون« بالإسكندرية، وتم توزيع آلاف المنشورات علي المارة خلال الطريق الذي سلكته المسيرة حتي سيدي جابر تحمل مطالب متباينة ومعبرة عن عدة تيارات سياسية.. كما عادت في مسيرة الأمس المشاركة الواضحة للسيدات والعائلات وطلاب وطالبات جامعة الإسكندرية.. حيث قام بعض المتظاهرين برفع أعداد من »الدمي« تمثل رموز النظام السابق معلقين في حبال المشانق الرمزية مطالبين بإنجاز محاكماتهم وعدم التراخي في تطبيق أقصي العقوبات عليهم استجابة لمطالب الثورة.. وثأرا لدماء الشهداء.. وعلت هتافات مدوية طوال الطريق إلي سيدي جابر.. »يسقط حكم العسكر«.. و»افرح افرح يا شهيد ثورة ثانية من جديد«.. »يالا يا ثائر اهتف قول عمرو موسي من الفلول«.. علي جانب آخر.. ألقي الشيخ أحمد المحلاوي إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم خطبة الجمعة بحماس معتاد في ظل مشاركة ممثلي التيارات الإسلامية في المظاهرة حيث أكد ان المظاهرات في جمعة »تقرير المصير« هي إثبات وجود حتي لا يفكر أحد ممن يديرون البلاد أن صرح الثورة المصرية قد تداعي وانهار. وأضاف المحلاوي ان ما تمر به مصر الآن من حالة ضبابية يؤكد تقصير المسئولين عن أداء عملهم.. داعيا جميع المصريين إلي تحمل مسئولياتهم تجاه الوطن أيا كان موقع كل منهم.. لافتا إلي أن نظام المخلوع جعل الناس لايثقون في أنفسهم ويحتقرونها.. وأضاف ان دماء الشهداء ليست رخيصة فهم ليسوا مجموعة من المواشي النافقة بالحمي القلاعية.. وأن الشعب المصري بكل فئاته ليس مستعبداً لدي نظام مبارك وأعوانه. من جهة أخري حدد الائتلاف المدني الديمقراطي بالإسكندرية مطالبه في مسيرة الأمس في تشكيل مجلس رئاسي مدني برئاسة البرادعي للأشراف علي صياغة الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية.. وألا يشارك أي من المرشحين الحاليين في المجلس.. وتعديل المادتين 82 و06 من الاعلان الدستوري ورفض ترشيح الفلول.