أعربت الأوساط السياسية والبرلمانية السويسرية عن قلقها بسبب قدوم عدد كبير من الشركات العاملة في مجال مخابرات القطاع الخاص والتجسس الاقتصادي وجيوش القطاع الخاص التي تعمل في الحروب بالإنابة للاستقرار في سويسرا.. اتفقت الأحزاب السويسرية للمرة الأولي سواء من اليمين أو اليسار علي مطالبة الحكومة السويسرية بالرقابة علي عمل هذه الشركات نظرا لما تمثله أنشطتها من تهديد للحياد السويسري التاريخي وتقويض لجهود سويسرا في مجالات المساعي الحميدة ومنع الحروب ومكافحة الألغام ومساعدة ضحايا الحروب وانتشار والأسلحة.. وكانت الحكومة السويسرية قد رفضت عام 5002 التدخل في عمل تلك الشركات لعدم اضفاء الشرعية علي أنشطتها أو اصدار تراخيص لها لممارسة عملها علي الأراضي السويسرية.. إلا ان تزايد اعداد هذه الشركات في سويسرا مؤخرا اضطر وزيرة العدل والشرطة السويسرية يفلين فيدمر شلومف إلي المطالبة بوضع إجراءات جديدة تنظم عمل تلك الشركات.. وقد افتتحت هذا الاسبوع شركة »ايجسي« فرعا لها في مدينة بازل السويسرية كما فتحت 3 شركات أخري لتجسس القطاع الخاص مقار لها في مدينة جنيف.. ورغم ان الفروع السويسرية لهذه الشركات تستخدم فقط في الجوانب الإدارية واللوجيستية إلا انها أثارت اعتراضات واسعة في الأوساط السياسية والبرلمانية.. وأفردت صحيفة سونتاج زايتونج الناطقة بالألمانية صفحاتها لتعريف الشعب السويسري بنوعية أنشطة الشركات التي استقرت علي أراضيها.. ومنها 3 شركات فتحت مؤخرا في جنيف وهي جلوبال انتليجانس أحد فروع الشركة الأمريكية ديليجانسي التي أسسها نيكولا داي صاحب شركة بلاك ووتر مع أعضاء في جهاز المخابرات »إم 5 أو تيم نيكولا داي حاليا في جنيف بشكل دائم.. وجلوبال انتليجانسي لا تؤجر جيوش المرتزقة بل تبيع المعلومات المخابراتية الاقتصادية والجيوسياسية لمن يرغب ولها حاليا تعاقدات تصل إلي ألف تعاقد مع 57 دولة حول العالم.. كما استقرت في جنيف شركة سلامانكا للأمن الخاص وتعمل في مجال حماية الأشخاص علي أعلي مستوي والبودي جارد دنر والتجسس الاقتصادي.. كما فتحت شركة أمريكية أخري هي شركة نيوسينشري فرعا لها في جنيف وتخصصها ببساطة هو تدريب الجيوش ورجال المخابرات وقوات الشرطة.. وتتقاسم شركات المرتزقة وجيوش ومخابرات القطاع الخاص أرباحا سنوية تصل إلي 02 مليار دولار وتعمل في مجال الحروب بالنيابة كما يحدث في العراق وأفغانستان..