اللواء أحمد حوالة انسياب مروري وإنتشار مكثف، لا وساطة أو محسوبية، الكل أصبح سواسية أمام القانون.. هذا هو شعار رجال مرور الجيزة الذين أصبحوا يسيرون عليه حاليا، وخلال الشهور القليلة الماضية شهدت شوارع وميادين المحافظة طفرة حقيقية كانت قد فقدتها منذ أكثر من عام وشعر بها المارة قبل قائد المركبات أيا كانت نوعيتهم، وأصبح التواجد والانتشار المكثف من قبل رجال المرور والحملات المرورية اليومية وإزالة الاشغالات وتنظيم مخارج ومداخل المدن من جديد هي السمة الغالبة في الشارع الجيزاوي حاليا. ماذا حدث بالضبط؟ وماهي الآليات التي حكمت مثل هذا التحرك؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟ هذا هو ماأجاب عليه اللواء أحمد حوالة مدير الادارة العامة لمرور الجيزة خلال لقاء أخبار اليوم معه والذي كشف فيه عن الكثير. في البداية أكد اللواء حوالة أن ما يشهده الشارع الجيزاوي من انضباط مروري لم يكن وراءه قوي خارقة وإنما يرجع الي عاملين أساسيين الاول: عودة الثقة الي الضباط والافراد اليهم من جديد وقد تم هذا من خلال إجتماع عقدته معهم منذ أن توليت المسئولية شمل ضباط وأفراد الادارة وأعلنت لهم أنه يجب أن ننسي العهد السابق ونبدأ صفحة جديدة عنوانها الاحترام، فبدون الاحترام مع المواطن لن ننجح في إداء مهمتنا، وأيضا أوضحت لهم أنه بأيدينا نحن أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا من خلال التفاني في العمل حتي يشعر المواطن بما نفعله من أجله ورفعت لهم شعار نكون أولا نكون. أما العامل الثاني فهو التجاوب الكبير من قبل المواطنين للتعاون مع رجال المرور، فلم نقم بحملة مرورية لازالة الاشغالات من سيارات ومخلفات الا وكان خلفنا المواطنون، وحدث أنه أثناء قيامنا بحملة مرورية داخل احدي المناطق الشعبية لازالة قيود حديدية وسيارات مخالفة فوجئت بمجموعة من أمهاتنا وشقيقاتنا السيدات يطلقن الزغاريد هذا الي جانب أصحاب المحلات والماره الذين قاموا بمساعدتنا من خلال تنظيف الشارع، هذا الشعور كان له مردود إيجابي داخل أفراد الحملة حيث كان من المقرر للحملة عدد من الساعات ولكن جاء أحد الضباط يطلب مني أن تستمر الحملة حتي منتصف الليل حتي يتسني لهم إزالة الاشغالات من بعض الاحياء المجاورة أيضا. شهدت أغلب الميادين إحتلالا لها من قبل سائقي الاجرة منها ميدان الجيزة والمنيب.. والآن عاد الوضع الي سابق عهده ماذا فعلت؟ قمت بحصر جميع المواقف العشوائية داخل المحافظة وتم وضع خطة زمنية لازالتها، وكان ميدان الجيزة علي رأس الخطة حيث إلتقيت بمجموعة من سائقي الميكروباص وسألتهم : هل هذه المواقف العشوائية كانت موجودة قبل الثورة؟ وكانت أجابتهم لا.. فطلبت منهم الالتزام بالمواقف المخصصة لهم، وفي حالة عدم الالتزام سيطبق القانون بحذافيره .. وأيضا ميدان المنيب وهو بمثابة عنق الزجاجة للمتجه الي صعيد مصر، حيث قام اللواء أحمد سالم مدير أمن الجيزة بقيادة حملة مكبرة تم خلالها إزالة كافة الاشغالات وأعادة هيكلة الميدان بالتنسيق مع الجهات المختصة، ومن المتوقع قريبا أن يتم إزالة الحديقة التي بداخل الميدان أيضا وتحويلها الي موقف لسيارات وجه قبلي، كما ستشهد بعض المواقف تعديلات حتي تعود الانسيابية المرورية كاملة الي الميدان. أيضا هناك تعديلات كثيرة سيشهدها شارعا الهرم والملك فيصل الموازي له بالاضافة إلي ميادين الحصري والكيت كات وصفط اللبن وأكتوبر، ولذلك اقول دائما أن الثورة لم تندلع لتصبح الفوضي بديلا لها لذا فقد خرج الناس يطالبون بحياة أفضل، ونحن كرجال مرور ملتزمون بخدمة رجل الشارع فقط والسهر علي راحته وعودة الانضباط المروري الي الشارع الجيزاوي من جديد. هل قانون المرور في حاجة الي تغير لبعض مواده خاصة وأن أغلب نصوصه تنصب علي تحصيل الغرامات المالية فقط؟ قانون المرور الحالي بداخله الكثير من العقوبات، وأغلبها تنتهي بتسديد غرامة مالية، ولكن في حالة تفعيل كافة نصوصه أعتقد أنه سيكون كافيا.. فعلي سبيل المثال أثناء قيادتي لاحدي الحملات بشارع النيل فوجئت بقائد سيارة ميكروباص يلقي بعلبة كشري من نافذة السيارة، فقمت بإستيقافه وحررت له مخالفة بيئية وهي أحدي بنود قانون المرور. من قبل كان أحد اسباب الزحام المروري مواكب وتشريفات الوزراء ما هو الوضع حاليا؟ فور تولي اللواء محمد إبراهيم منصب وزير الداخلية أصدر تعليمات مشددة لقيادات المرور بالقاهرة والجيزة بعدم غلق أية أشارة أو تحويل حركة مرورية أو أحكام قطاعات مرورية في حالة مروره طالبا أن ينتظر مثله مثل باقي المواطنين، وطلب بأن تطبق تلك التعليمات علي سائر الوزراء، وهذا يشير أيضا الي أن رجل المرور أصبح لخدمة المواطنين فقط، ومن قبل كان بعض الضباط يخشون إستيقاف السيارات خشية أن يكون بداخلها وزير، ويقوم ضباط المرور الآن بفحص تراخيص سيارات كبار المسئولين مثلهم مثل المواطنين فنحن جميعا أمام القانون سواه. مؤخرا استطاعت الحملات المرورية بالجيزة من ضبط عشرات السيارات المسروقة هل التكنولوجيا الحديثة لعبت دورا في ذلك؟ قامت وزارة الداخلية بإمداد جميع إدارات المرور بأجهزة اليكترونية تسمي pda محملة بجميع أرقام السيارات المبلغ بسرقتها، كما قامت الوزارة والمحافظة بإمداد الادارة العامة لمرور الجيزة بأوناش وكلاركات مخصصة لرفع الاوتوبيسات التي تتعطل فجأة بالطرق، كما سيتم تعميم الاشارات الاليكترونية في جميع التقاطعات المرورية الهامة والميادين خلال الايام القادمة بالاضافة لنشر كاميرات رقابية وتقوم بتصوير السيارة المخالفة وترسل فورا الي نيابة المرور لتوقيع الغرامة علي السائق. ما هي العوائق التي تقف أمامك ؟ الاعتصامات وقطع الطرق علي رأس تلك المعوقات، ولك أن تتخيل علي سبيل المثال أن تخرج مجموعة من الممرضات من إحدي المستشفيات ويقطعن احدي الطرق الرئيسية لمدة 4 ساعات مطالبين بزيادة الوجبات.. فالاعتصامات وقطع الطرق أصبحت ظاهرة تتكرر بضعة مرات في اليوم الواحد، وأصبحنا نحن نعاني كرجال مرور من تلك الظاهرة الخطيرة.