تجددت أمس الاشتباكات بين قوات الشرطة اللبنانية والمتظاهرين الذين حاولوا إزالة الأسلاك الشائكة واقتحام مقر الحكومة وسط العاصمة بيروت احتجاجا علي أزمة القمامة التي تراكمت في الشوارع منذ أسابيع. ونزل المتظاهرون إلي الشوارع لليوم الثاني علي التوالي وكانت الشرطة قد أطلقت أمس الأول الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه وأعيرة نارية في الهواء لتفريق آلاف المحتجين في بيروت الذين تجمعوا في ساحة رياض الصلح تلبية لدعوة حركة «طلعت ريحتكم» حيث رددوا شعارات معادية للحكومة وطالبوا باستقالتها. جاء ذلك بعد ساعات من المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء تمام سلام وأطلق فيه صرخة بوجه السياسيين المتنافسين في البلاد قائلا إنه لن يكون شريكا في انهيار الدولة وشدد علي محاسبة كل المسئولين عن إطلاق النار علي المتظاهرين ملوحا مجددا بالاستقالة بسبب شلل حكومته. وقال سلام «نحن نحمي حق التظاهر ونتفهم أسباب الاحتجاجات» وشن هجوما علي القوي السياسية التي «تتحمل جميعها المسئولية عما يحدث. وأضاف «نعم قصة النفايات هي القشة التي قسمت ظهر البعير لكن القصة أكبر بكثير القصة هي قصة النفايات السياسية في البلد». واتهم سلام قوي سياسية بالمزايدة واستغلال الأحداث مشيرا إلي أنه قد يكون هناك من تم دسه للتصعيد والتوتر. وأكد سلام أن البلاد مقبلة علي وضع مالي صعب في ظل عدم قدرة الحكومة علي إصدار سندات محذرا من أن المؤسسات المالية العالمية علي وشك تصنيف لبنان كدولة فاشلة. وقال «هل تعرفون أننا مقبلين في الشهر المقبل علي إيقاف قسم كبير من رواتب العاملين والموظفين في الدولة؟» وأوضح أن المسئول عن ذلك هو غياب قدرة مجلس الوزراء علي اتخاذ القرارات اللازمة. وأكد سلام أنه حرص علي وضع كل هذه الأمور علي جدول أعمال مجلس الوزراء يوم الخميس مشددا علي أنه إذا لم يتم البت فيها فلن يكون شريكا في الانهيار في إشارة إلي استقالة محتملة كان قد لوح بها قبل 3 أسابيع.