يمتلك الشاعر أحمد المريخي رصيدا كبيرا من المحبة بين أبناء جيله، جعل من ندوة ديوانه "حركات مراهقين" الصادر مؤخرا عن دار وعد بأتيلييه القاهرة ملتقي لعدد كبير من المبدعين في مساء الثلاثاء الماضي. ب"المدهش" وصف الشاعر عادل جلال الذي أدار المناقشة الجزء الأول من الديوان وقال إن المريخي افتتح به عالما جديدا أضاف للقصيدة العربية، وألقي الضوء علي ناس مهمشين لم تلتفت إليهم القصيدة من قبل، واستطاع أن يصعد من التفاصيل اليومية إلي الحالات الكونية وأضاف بأن الكاتب لعب في نصوصه علي النهايات المبتورة والدائرية، فضلا عن استعانته بالحوار المسرحي. بينما اتهم الناقد الدكتور رمضان الحضري العرب بأنهم مغيبون منذ قرون عديدة عن كتابة الشعر، وحين استيقظ فن العربية الأول من رقدته فوجئنا بنظريات نقدية مستوردة يتم تطبيقها علي إبداعنا، وأوضح أننا نمتلك شعراء يساون في قامتهم أعظم مبدعي العالم، بل ويتفوقون عليهم، في الوقت الذي اعتبر فيه الشعر. واعترف الحضري بأنه لم يعاني في نقد شعر كما عاني في نصوص المريخي لأنها لا تقبل التأطير أو التحديد، وتبحث عن شعرية كونية جديدة لا تحفل بالذائقة الجمالية، ولفت أن الشاعر لا يصنع لغة ولكن النص واللغة صنعت من المريخي شاعرا رائعا ومجددا خاصة أنه استخدم الأساليب القديمة في صناعة لغوية جديدة. أما الناقد عمر شهريار فأكد علي أن الديوان يطأ أرضا بكرا غير مأهولة بالشعر، ويبتعد عن المناطق التي "دهسها" الكثير من شعراء النثر بعد أن اختلي بنفسه في كتابة هذه النصوص. ركز شهريار علي عنوان الديوان الذي ينم علي رغبة الشاعر في القواعد المتعارف عليها، فالمراهقة مريضة بفكرة التنقل والتعدد وقال إن نصوص الديوان تتصارع وتتبع حركة دوارة وتقويضية لتخلق نوعا من المجادلة فيما بينها. واعتبر شهريار أن من جماليات الديوان قدرة المريخي علي الإتيان بألفاظ عامية مستهلكة بجانب كلمات متحزلقة قديمة غير مطروقة حاليا في اللغة، كما ألقي الشاعر بعضا من قصائده غازلةُ الصوف عجوزٌ.. أكلت الحزنَ، وطعنت عينَ المغزل بالضوء، تدركُ أنها الضيفُ الخفيف تعرفُ الغنَّام والصوّاف وتاجرَ النسيج وتعشقُ الفقراء، تهبُ الشتاءَ في كلِّ ليلٍ بُردةً وتنامُ آمنةً لكأنَّ يديها تنشران الشمس وفي السرِّ.. تُعلِّمُ الأطفالَ ألعابَ الطبيعة. صانعُ فَخَّار كان الزيتُ ماءَ الفَخَّار، وذات يومٍ نفدَ الزيتُ.. فقعَدَ صانعُ الفَخَّار علي دولابه.. حاسرَ الرأسِ، ينعي العَطَلَةَ والصنْعةَ والأرزاق.