أن يموت إنسان بسبب « الإجهاد الحراري» أو ما يعرف شعبيا باسم «ضربة الشمس» فهذا وارد، ولكن الجديد، والذي ربما آثار الذعر هو ارتفاع عدد حالات الوفاة بشكل كبير.. وزارة الصحة من جانبها تحدثت عن 76 حالة وفاة حتي أمس، ولكن أطباء قالوا إنهم بمستشفيات الوزارة شككوا في الأعداد، وكتبوا عبر صفحاتهم الرسمية بموقع فيس بوك، أن حالات الوفيات أكثر من ذلك بكثير، مرجحين أن تكون هناك أسباب أخري تقف خلف الوفاة، بخلاف الإجهاد الحراري. تعليقات هؤلاء الأطباء، رغم كشفهم عن هوياتهم تبقي شائعات، لأنها تتداول عبر فضاء التواصل الاجتماعي، لكن هذا لا يمنع مناقشتها بشكل علمي بحثا عن الحقيقة. الدكتور وسام فوزي أحد أطباء وزارة الصحة، واحد ممن آثاروا المخاوف حول وجود سبب غامض، وقال عبر صفحته الرسمية بالفيس بوك: « أنا شخصيا مات تحت ايدي حالتين في الاستقبال..اضطراب وعي وارتفاع حرارة أكثر من 40.. أهلهم بيأكدوا أنهم من ساعتين مكنش فيهم حاجة.. اشتغلت عليهم إنعاش قلبي ومرجعوش وماتوا.. السبب مجهول، أعمار مختلفة، أوقات مختلفة مش كلها مرتبطة بوقت الظهيرة، مفيش أي إجراء «محترم» اتاخد من الوزارة أكتر من نشرة توعية ازاي تنزل الحرارة! «. شواهد غير موجودة الشكوك التي أشار إليها الأطباء، كان لابد أن تدعمها شواهد يتحدث عنها د.سعيد شلبي أستاذ الباطنة بالمركز القومي للبحوث ونائب رئيس أكاديمية البحث العلمي، حتي يتجه ذهن الطبيب إلي ترجيح وجود فيروس. وقال شلبي للأخبار: « في حالة وجود فيروس ستكون حالات الوفاة أكبر من الموجود حاليا، وستكون جميعها متركزة في مكان واحد واحد».. وتابع شلبي متحدثا عن الأعراض الطبية لوجود الفيروسات التي يثار شكوك حول وجودها: « أيضا لابد أن يكون المريض مصابا بأعراض عصبية عبارة عن تشنجات عنيفة، ويكون مصابا أيضا بهبوط عام، وأن يكون المريض قد تعرض خلال اليوم لمكان طبي مزدحم بالمرضي».. وانطلاقا من هذه الشواهد التي حددها د. شلبي ولم يشر إليها الأطباء المتشككون في تعليقاتهم علي موقع فيس بوك، يضيف: « معدلات الوفاة المعلنة طبيعية جدا في ظل عدد سكان يتجاوز ال 90 مليون، ودرجات حرارة وصلت إلي معدلات غير مسبوقة». بالغ الخطورة وتتفق د. شفيقة ناصر استاذ الصحة العامة بكلية طب قصر العيني مع الرأي السابق، مشيرة إلي « ان المشكلة الحقيقية تكمن في إستهانتنا بتأثير العوامل الطبيعية علي حياتنا، الأمر الذي جعل البعض منا يستنكر ان السبب الحقيقي وراء كم الوفيات التي توالت منذ بداية الموجة الحارة هو إرتفاع درجة الحرارة، وبدأ البعض يدعي وجود احد الفيروسات التي لم يتم تحديد نوعها او التعرف عليها».. وشددت د.شفيقة، علي ان حالات الوفاة التي حدثت طبيعية جدا بالنسبة للموجة شديدة الحرارة التي تمر بها مصر. وأضافت: « أننا لم نعتد علي تشخيص سبب الوفاة علي انه من حرارة الجو ولكن غالبا مايكون التشخيص هبوطا حادا في الدورة الدموية او سكتة او غيره مع ان السبب الحقيقي للوفاة هو الحر ، فما لا يعرفه الكثير منا هو ان التعرض لضربة الشمس وعدم معالجتها والإسراع بخفض حرارة الجسم قد تسبب الوفاة في خلال ساعتين ولذلك فلأمر بالغ الخطورة ولا مجال للاستهانة به».