تحولت قضية الفساد في الفيفا إلي ما يشبه الحرب العالمية الكروية في ظل رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية في فرض سيادة قوانينها حتي لو تداخلت مع مؤسسات دولية كبيرة في الوقت الذي عبرت فيه روسيا عن مخاوفها تجاه هذه الخطوة علي لسان رئيسها فلاديمير بوتين معتبرة أن ما فعلته أمريكا ما هو إلا محاولات للضغط علي الفيفا لسحب تنظيم كأس العالم 2018 من روسيا. وقبل ثلاثة أيام فقط.. اعتقد السويسري جوزيف بلاتر بأن انتخابه لولاية خامسة علي رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» سيكون مسألة روتينية كما جرت العادة خلال الانتخابات الاربع السابقة رغم وجود الامير الأردني علي بن الحسين في وجهه، لكنه استيقظ صباح أمس الأول علي زلزال قضائي تسبب بارتفاع الاصوات المطالبة برحيله. وفي الوقت الذي يتحضر بلاتر لافتتاح الجمعية العمومية من اجل انتخاب رئيس للسلطة الكروية العليا الجمعة في زوريخ، جاء موقف الشركات الراعية لفيفا من اجل زيادة الضغط علي السويسري ومن يدور في فلكه.والشركات الراعية التي دفعت ملايين الدولارات من اجل رعاية فيفا وبطولاته لا تريد ان «تلوث» سمعتها من خلال ارتباط اسمها بمنظمة يشوبها الفساد، ولذلك طالبت فيفا بان «ينظف» نفسه.. وقالت احدي الشركات الكبري انها ستعيد تقييم ارتباطها بالاتحاد الدولي الا في حال قام الاخير باعادة بناء نفسه ضمن ثقافة تعاونية، وان «تكون الممارسات الاخلاقية القوية» في قلب كل ما يقوم به. وتعقد الانتخابات اليوم لاختيار رئيس الفيفا لفترة ولاية جديدة حيث يحق ل 209 دولة التصويت في الاجتماع العام موزعين علي قارات العالم.ورغم الزلزال الذي هز السلطة الكروية العليا والتوقيفات السبعة التي قامت بها السلطات السويسرية بطلب من القضاء الاميركي الذي وجه بدوره تهمة التآمر والفساد إلي تسعة مسؤولين منتخبين في الاتحاد الدولي وخمسة مسؤولين كبار بسبب مخالفات ارتكبها المتهمون علي مدي الاعوام ال24 الاخيرة، اكد فيفا بان الكونغرس والانتخابات الرئاسية سيقامان في الموعد المحدد.ويأتي تشبث الاتحاد الدولي رغم مطالبة العديد من الشخصيات والمنظمات الفاعلة في كرة القدم العالمية بتأجيل الانتخابات وعلي رأسها الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، ورغم الانتقادات اللاذعة لبلاتر في وسائل الاعلام العالمية. هذه الفوضي التي ظهرت من خلال التصريحات المتضاربة والمتباينة قد تؤدي إلي اتخاذ قرار بتأجيل انتخابات رئاسة الفيفا ورغم ذلك إلا أن والتر دي جريجوريو مدير إدارة الإعلام في الفيفا حاول قلب الطاولة لصالح بلاتر.وقال دي جريجوريو للصحفيين إن تلك المداهمات تأتي نتيجة لتحرك من قبل الفيفا ذاته. وبعيدا عن كونها فضيحة فقد شكلت تلك المداهمات جزءا أساسيا حتي وان كان مهينا من عملية تطهير بدأها بلاتر عام 2011