لا أريد ولا أحب علي الاطلاق ان اكون داعيا للإحباط، أو ساعيا لإطفاء نور الأمل الذي يراودنا جميعا، في الخروج من المشاكل والازمات التي نعاني منها حاليا، كي ننطلق إلي رحاب المستقبل الأفضل بإذن الله،..، خاصة ان بوادر ذلك الأمل ومؤشراته تلوح في الأفق الآن،..، ولكن تحقيقه يتطلب السعي اليه والعمل من أجله بكل الجدية والاخلاص اللازمين والواجبين. ولكن المصارحة واجبة والشفافية لازمة، مادام الأمر متعلقا بما نتطلع إليه جميعا، من تغييرضروري وحتمي للواقع الذي يحيط بنا، بكل ما فيه من ايجابيات لابد من تعظيمها،..، وسلبيات ومعوقات لابد من الخلاص منها، ووضع نهاية لها، حتي نستطيع تحقيق ما نصبو إليه والوصول إلي ما نسعي له. وفي هذا الإطار علينا ان نعترف لأنفسنا بأن هناك العديد من المتغيرات الجسيمة التي طرأت علي الشخصية المصرية في الآونة الأخيرة، واصبحت ظاهرة واضحة وملموسة، مما يستدعي ضرورة التوقف عندها بالفحص والتأمل والدراسة، للوقوف علي الدوافع التي أدت إليها والأسباب التي تقف وراءها، وادراك التأثيرات الناجمة عنها سواء كانت بالسلب أو الإيجاب.. والمؤكد كما قلنا أن بين هذه المتغيرات ما هو إيجابي في محتواه ومضمونه وما هو سلبي في دلالته وتأثيره، والأول يستحق التمسك به والسعي لتعظيمه، أما الثاني فيستوجب الرفض والعمل علي تغييره ومواجهته ووضع نهاية له.. ولعل اكثر الايجابيات بروزا في هذه المتغيرات، هو بالقطع زيادة وتعاظم الاهتمام بالشأن العام بين جموع المواطنين، والحرص علي المشاركة الفاعلة في جميع الشئون السياسية والاجتماعية، وهو ما يعكس رغبة حقيقية ووعيا جمعيا في الانغماس في المسيرة الوطنية وصناعةالمستقبل،..، وهذا شيء جيد بالقطع. ولكن علي الجانب الآخر هناك العديد من السلبيات، أو المتغيرات بالسلب، طرأت علي الشخصية المصرية في الآونة الأخيرة، تستوجب المواجهة الجادة والحاسمة، لعل أبرزها دون شك، ذلك الانحدار الأخلاقي والقيمي الذي أصاب البعض منا وظهر علي السطح بصورة حادة، وما صاحب ذلك من جنوح للفوضي والإهمال وعدم احترام القانون واللجوء للعنف في الأداء والسلوك،..، بالاضافة إلي الميل لرفض الآخر وغيبة الانضباط وانتشار العشوائية في التفكير والأداء..، واشياءأخري كثيرة تمثل خطرا علي مستقبل هذا الوطن،...، ولابد من وضع حد لها والقضاء عليها قبل ان تقضي علي الأمل في غد افضل.