سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الاحتفال بسبعينية جمال الغيطاني .. حضور فريد من نوعه لم يشهده بيت السحيمي من قبل : محلب : أنا كمسئول أحترم هذا القلم الشريف
الأديب الكبير يكشف عن دستوره : «لا ترسم لي الطريق ، لا تحدده مسبقا ، اسلك أولا ، وستتضح معالمه »
ياسر رزق : الغيطاني حافظ الذاكرة الوطنية .. ولا أنسي موقفه الصامد ضد الاحتلال الإخواني وثيقة من « أخبار اليوم » لابنها البار : لقد حمل قلمه في صدارة صفوف مقاتلي الوطن حضور فريد من نوعه لم يشهده من قبل بيت السحيمي بشارع المعز بالحسين، فقد توافد عليه شخصيات من مختلف الأطياف والاتجاهات الفكرية والسياسية.. شخصيات اختلط فيها الشعبي بالرسمي.. كل هؤلاء جاءوا من أجل الاحتفال بسبعينية الروائي والكاتب الكبير جمال الغيطاني، أو بمعني أصح جاءوا للاحتفاء بمجموعة من القيم الأصيلة التي تمثلها شخصيته المتعددة المواهب، والتي أثرت الحياة المصرية والعربية ليصبح صاحبها جزءا من تاريخ وطنه، فلا يمكن أولا علي سبيل المثال الحديث عن حربي الاستنزاف وأكتوبر دون التوقف طويلا أمام كتاباته الحية، ولا يمكن ثانيا التأريخ لمسيرة الرواية العربية والعالمية، إلا ويكون للغيطاني وجوده القوي فيها.. ولا يمكن ثالثا التأريخ لمسيرة الصحافة إلا وتحتل كتاباته المكانة اللائقة بها، ولا يمكن رابعا أن يسرد تاريخ الصحافة الثقافية دون التوقف طويلا أمام تجربته الثرية في إشرافه علي الصفحة الثقافية بجريدة الأخبار وتأسيسه ورئاسته لتحرير أخبار الأدب. هذا التفرد في تجربة الغيطاني، جعلت كلمات المتحدثين متفردة- أيضا- في إلقاء الضوء عليها. فالكلمات لم تكن علي سبيل المجاملة، بل كانت تقييما ورصدا لملامح هذه الشخصية الثرية، التي جعلت المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء يشيد بدوره الوطني الذي قام به الكاتب الكبير من خلال أعمال خلدت صفحات التاريخ عبر العصور الماضية بأسلوب بارع وميسر، وأضاف المهندس إبراهيم محلب أنه كمواطن مصري شغوف دائما بمتابعة ما يكتبه الغيطاني ومعجب بأسلوبه وكمسئول يحترم هذا القلم الشريف فكأنه حتي في نقده « يطبطب» عليك ويهديك إلي الطريق الصحيح دون تجريح لأحد أو إهانة. أما الكاتب الكبير ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار ورئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم وصاحب فكرة هذه الاحتفالية فقد وصف الغيطاني بأنه « حافظ للذاكرة الوطنية»، وتعرض في كلمته إلي تعرفه علي المحتفي به أثناء حربي الاستنزاف وأكتوبر والدور الكبير الذي قام به لنقل الوقائع بتفان وطني كبير . ياسر رزق تعرض في كلمته كذلك إلي صمود الغيطاني أثناء « سنة الاحتلال الإخواني» التي أبعدت ياسر عن رئاسة تحرير الأخبار، وانتقاله للزميلة المصري اليوم، وكيف أن الغيطاني ظل وفيا لمبادئه يكتب ما يمليه عليه ضميره، لذا اعتبره أحد الداعمين والمبشرين والمساندين لثورة 30 يونيو. ومن المحطات التي توقف عندها رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم في كلمته، تجربة الغيطاني في تأسيس ورئاسة تحرير أخبار الأدب، وتمكنه من صنع جيل من الصحفيين المتميزين في هذه الجريدة التي يفتخر بها وبدور الغيطاني فيها، واختتم الكاتب الكبير ياسر رزق كلمته بتسليمه الوثيقة التي وقع عليها الزملاء في مؤسسة أخبار اليوم، اعترافا بدور الغيطاني في حياتنا، ووصفته الوثيقة بأنه « حمل قلم في صدارة صفوف مقاتلي الوطن » . ومن جانبه وصف د. عبد الواحد النبوي وزير الثقافة، جمال الغيطاني، بأنه قيمة مصرية كبيرة، فسيرته نموذج لمعني المثقف الوطني، وما أحوج شباب اليوم للاقتداء بها، كما تطرق وزير الثقافة إلي دور المحتفي به في تأسيس ورئاسة تحرير أخبار الأدب التي أصبحت من كبريات الصحف الثقافية الآن، وأنها عبر مسيرتها أبدعت وساهمت في إخراج مجموعة من الأدباء الشباب الذين يحملون علي عاتقهم مهمة وصول الأدب إلي العالمية. وبتأثر شديد جاءت كلمات جمال الغيطاني، التي أكد فيها أن اختيار بيت السحيمي لإقامة هذه الاحتفالية، جاءت نظرا لقربه من درب الطبلاوي الذي نشأ فيه، مشيرا أنه لا ينسي رحلته التي بدأت من الدرب، ليصبح أستاذا زائرا بجامعة شيكاغو، حيث أخبره الأستاذ مايطل سيلز الأستاذ المرموق وصاحب الدعوة، أن الجامعة قررت أن يكون المكان الذي سيلقي فيه محاضراته هو نفس الحجرة التي كان يدرس فيها جيمس هنري برستد -مؤلف كتاب فجر الضمير- علم المصريات. ولأنه لا يتوقف عن تقديم المبادرات والأفكار الحيوية، عرض في كلمته علي رئيس الوزراء فكرة المزارات الثقافية التي تهدف تعريف الجميع بتاريخ شوارع القاهرة وآثارها، وقد أشاد الغيطاني بموقف رئيس الوزراء الذي أتي إلي بيت السحيمي مشيا علي الأقدام، احتراما لنظام سير السيارات في شارع المعز، هذا الشارع الذي يعتبره الغيطاني بمثابة وادي الملوك الإسلامي. ويكشف في نهاية كلمته عن دستور رحلته قائلا: « أعتبر أن ما بدأت محاولة تحقيقه قد تجسد في عملي الأخير، الذي تجاوزت فيه كل الأطر، أعني « الحكايات الهائمة» وأقول ما أعتبره دستورا لهذه الرحلة التي تتم العام السبعين اليوم: لا ترسم لي الطريق، لا تحدده مسبقا، أسلك أولا، وستتضح معالمه.. سيوجد». ولم تخل الاحتفالية من قيم كثيرة منها قيمة الوفاء التي عبرت عنها أفضل تعبير الكاتبة الكبيرة ماجدة الجندي زوجة الغيطاني، التي قالت مجموعة من الكلمات جاءت من قلبها، استعرضت فيها ملامح من سيرتهما المشتركة، مشيدة به زوجا وأبا، مؤكدة عدم صحة القول السائد أن وراء كل رجل عظيم امرأة، لأنها تري أن عظمة الغيطاني نابعة من داخله، أما هي فتري أن وراءها رجلا عظيما، فقد كان هو السند لها. الكلمات الأخري التي قيلت في الاحتفالية جاءت من محبيه ومن عملوا معه ومن تابعوا سيرته سواء الأدبية أو معاركه من أجل آثار مصر والحفاظ عليها والتصدي للعبث فيها، فممن تحدثوا في هذه الاحتفالية التي قدمها الناقد الدكتور محمد بدوي: د. نبيل عبد الفتاح، الناقد والسيناريست محمد السيد عيد، مكرم محمد أحمد ، المقاتل أحمد العطيفي أحد أبطال فدائي منظمة تحرير سيناء، ود. علي رضوان الذي طاف بنا بكلمات المودة نحو الغيطاني ودوره في حماية الآثار، ثم سلمه درع اتحاد الأثريين العرب، الذي يعد ثاني من يحصل عليه من خارج علماء الآثار بعد د. ثروت عكاشة وكان الغيطاني من قبل ذلك تسلم من المهندس إبراهيم محلب، ود. عبد الواحد النبوي درع وزارة الثقافة. واختتمت الاحتفالية بتقطيع التورتة بمشاركة زوجته ماجدة الجندي، وياسر رزق، والمعماري محمد أبو سعده رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، وطارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب، ومحمد شعير مدير التحرير، وصاحب الاحتفالية عزف موسيقي لفرقة أساتذة الطرب بقيادة محسن فاروق. حضر الاحتفالية المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والكاتب الكبير ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار، ود. عبد الواحد النبوي وزير الثقافة، ود. ممدوح الدماطي وزير الآثار، ود. جلال السعيد محافظ القاهرة، ونخبة من السفراء ورجال السلك الدبلوماسي والسفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، وعدد كبير من المبدعين والمثقفين من مختلف الأجيال والاتجاهات، وأبطال حرب أكتوبر، ومجموعة من فدائيي منظمة تحرير سيناء، وتلاميذ المحتفي به. وقد أشاد الغيطاني بدقة التنظيم والاعداد والتي تحملها عدد من الزملاء في مؤسسة أخبار اليوم، منهم وليد فوزي مدير عام العلاقات العامة بالمؤسسة، والزميل وائل إسماعيل، وإيمان عقيل المدير العام بصندوق التنمية الثقافية .