تضاعفت اعداد الواقفين في طوابير حقنة عضة الكلب في المستشفيات المتاحة فيما هذه الخدمة خلال الفترة الماضية.. وجاء ذلك بعد الزيادة الملحوظة في أعداد الكلاب الضالة في الشوارع، واختفاء حملات القضاء عليها بعد ارتفاع صوت منظمات حقوق الحيوان الرافضة لقتلها بضرب النار، واصبح من حق الكلب الضال عض وعقر المواطن، ولم يعد من حق الانسان قتلها او التخلص من شرها خاصة ان النتيجة الطبيعية لتلقي عضة من كلب مصاب بالسعار هي موت المعضوض إذا لم يتلق العلاج المناسب. ذهبنا الي مستشفي منشية البكري بمصر الجديدة التي تقدم خدمة مصل الكلب لقطاع واسع من مناطق القاهرة إلي جانب مستشفيات محددة ومعدودة في القاهرة، كان طابور منتظري تلقي مصل الكلب طويلاً منذ ساعات الصباح الباكر، وجاءوا من مناطق مختلفة.. ومن مدينة نصر قال كريم أحمد ان ظاهرة الكلاب الضالة لم تعد منتشرة في المناطق الشعبية فقط بل انتشرت داخل مدينة نصر ايضاً . ومن منطقة عين شمس جاء محمد جابر 22 سنة لتلقي الجرعة الثالثة واكد لنا أنها لم تكن المرة الاولي التي يتلقي فيها المصل بعد امتلاء المنطقة بالكلاب الضالة. ومن المطرية وقف أحمد عبد العزيز طالب بالمرحلة الاعدادية في الطابور لتلقي الجرعة الاخيرة من المصل وروي لنا كيف ان الكلب الضال تحول الي حيوان مفترس لم يكتف بمهاجمته بالشارع ولكن طارده ودخل معه الي منزله واستغل فرصة سقوطه علي الارض ليعضه في قدمه. وأكد احد الاطباء ان اعداد المصابين في تزايد مستمر حيث يشهد المستشفي توافد عدد كبير من المعقورين ويبلغ متوسط عدد الحالات التي تتلقي العلاج حوالي 90 شخصا يوميا بخلاف الحالات الطارئة التي تأتي علي مدار اليوم لاخذ المصل بعد عضة الكلب مباشرة كما روي لنا الطبيب ان معظم تلك الحالة تصل الي المستشفي في حالة خطر ويقول إن طفلا جاء بعد ان عضه الكلب في الكتف ولم يستطع احد التصدي له الا عن طريق ذبح الكلب لاخراج انيابه من كتف الطفل. واضاف الطبيب ان المستشفي يتقاضي جنيهين مقابل خمسه جرعات من المصل يأخذها المصاب علي مدار شهر بالكامل بواقع جرعة في اليوم الأول وأخري في اليوم الثالث واليوم السابع والرابع عشر والثامن والعشرين مشيراً إلي ان تلك الجرع تؤخذ في الوريد وليس في البطن، وأوضح لنا أن ثمن تلك الجرعات تشكل عبئا علي الدولة. ويري احمد الشربيني رئيس الاتحاد المصري لجمعيات الرفق بالحيوان ان الحل ليس في قتل تلك الكلاب مشيرا إلي أن الدولة اتبعت وسائل عديدة للقضاء علي تلك الظاهرة دون جدوي ولكن لابد من حلول علمية وانسانية بدون اللجوء إلي العنف مثلما تعاملنا مع انفلونزا الطيور او الخنازير ولكن يجب معالجة الموقف حتي لانقع في معاداة مع العالم ومنظمات حقوق الحيوان. كما طالب احمد الشربيني المسئولين بالتعاون معه في اجراء عمليات اخصاء وتعقيم لتلك الكلاب مما يقلل من شراستها وبمرور الايام تنقرض بطريقة انسانية وأوضح ان تكلفة علاج شخص واحد تبلغ 375جنيها بتكلفة إجمالية تزيد عن 100مليون جنيه في السنة الواحدة وهذا الامر دفعه الي تقديم مذكرة الي رئيس الوزراء ووزير الزراعة للموافقة علي فكرته بشأن اخصاء وتعقيم تلك الحيوانات، كمارحبت شروق احمد عضو منظمة حقوق الحيوان بفكرة الاخصاء والتعقيم لكونها ترضي الجميع لكونها لاتستخدم العنف. أما د.مجدي ولسن استاذ الحيوانات الضالة بمعهد البحوث فيري أن أي شئ يضر الانسان لايمكن تركه حتي لو اعترضت منظمات حقوق الحيوان ويتساءل: ما هي الفائدة اذا تسبب كلب ضال في قتل طفل، واشار إلي ان افضل الحلول هو تسميم تلك الكلاب بعقار «الاستركلين» وذلك بعد رفض منظمات حقوق الحيوان للطرق المتبعة من قبل الخيالة وتحريم عقار «التيميك» والممنوع دوليا حيث لا يستغرق الكلب بضع دقائق ويصبح قتيلا فور تناوله قطعة اللحمة الموضوع عليها العقار مشيراً إلي أن سعر «الاستركلين» مرتفع ولايصرف الا من خلال مراكز البحوث والهيئات البيطرية . ويروي ولسن تجربته مع الكلاب الضالة في منطقة القصير التابعة لمحافظة البحرالاحمر بعد نزوح الكلاب الضالة من المناطق الجبلية الي المدينة ويقول ان الفريق المصاحب له من القضاء علي تلك الكلاب بعد الصعود بالعربات المصفحة الي الجبل ونشر قطع اللحم المغطاة بالعقار ليتم القضاء علي اعداد هائلة من تلك الكلاب ودفنها في الجبل لانها لاتصلح طعاما بالنسبة للحيوانات المتواجده بحدائق الحيوان.