حتي يكون لدينا برامج ومناهج تعليمية تحصن النشء والشباب ضد الافراط والتفريط والتطرف بكل اشكاله لامفر من ان تجيب هذه المناهج عن العديد من التساؤلات التي تدور في عقولهم : من هم ؟ وما الهدف الاسمي لوجودهم في هذا الكون ؟ وكيف يتعرفون علي مقومات فلاحهم ونجاحهم في الدنيا والآخرة ؟ فالانسان في عقيدة القرآن علي سبيل المثال هو الخليفة المسئول بين جميع خلق الله سبحانه وتعالي، يدين بعقله فيما رأي او سمع، ويدين بوجدانه فيما طواه الغيب ولاتدركه الاسماع والابصار. لايعقل ان نترك مثل هذه الاستفهامات فارغة في عقول ابنائنا ثم نتعجب وننزعج ونتساءل : لماذا يجنحون للتطرف ؟ ونتألم كثيرا ونكاد ننزف دما لاننا فوجئنا بسلوكياتهم واقوالهم التي توحي باننا امام اناس لم نعرفهم من قبل. اما لماذا صاروا هكذا وماذا فعلنا لملء هذا الفراغ واغلاق منابع التطرف فهذه امور لم نشغل انفسنا بها مكتفين بشجب التطرف وادانة المتطرفين وكأننا فعلنا كل ما علينا وزيادة !!. صحيح المعرفة ليست كل شيء وان المعلومات الفقهية التربوية لاتعد نهاية المطاف في تحصين النشء والشباب لكنها بمثابة الاساس والركن الركين لمواجهة اخطر المشكلات التي تهدد الامة العربية والاسلامية علي الاطلاق ويأتي في المقام الثاني دور الانشطة التربوية والتنشئة الاجتماعية السوية بالتنسيق مع كل مؤسسات المجتمع التي تعود وتدرب الأبناء علي رياضة النفس والعقل وحسن استثمارهما التربية الدينية هي حجر الزاوية في التنمية البشرية والتحصين الوجداني والمعرفي والمهاري لأي انسان ،لذلك لا ادري لماذا تعتبرها مؤسساتنا التعليمية امرا هامشيا !!