لسنوات طويلة ونحن نتحدث عن ضرورة التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية، عقدت قمم لا حصر لها ومباحثات علي مستوي القادة والزعماء، ولكنها لم تكن تخرج في مجملها عن إصدار قرارات وتوصيات لا تفعل نتيجة إعلاء المصلحة الخاصة علي مصلحة الأمة، فعقب كل قمة كانت تعقد كان القادة يعودون إلي دولهم وكأن شيئا لم يحدث، وكان المبدأ السائد أنه طالما أن الضرر لا يلحق بي فهو لا يعنيني! أدي ذلك إلي استمرار الأزمات وتفاقمها إلي حد حدوث هوة كبيرة بين الدول العربية، واستغلال قوي دولية لحالة التفرق والتشرذم العربي للتدخل في الشأن الداخلي والعمل علي زيادة رقعة الخلاف والتفرق لتنفيذ مخططات تخدم مصالحها ومصلحة تواجد قوي الاحتلال في منطقة الشرق الأوسط. فلم يكن المخطط الأمريكي الصهيوني لاقامة الشرق الأوسط الجديد وليد فراغ ولا محض صدفة ولكنه كانت له جذور بعيدة وتم الإعداد لتنفيذه بدقة متناهية استغلت جميع أوجه الضعف والقصور في الكيان العربي لضربه في مقتل ينهي عليه فلا تقوم له أي قائمة مرة أخري. وهكذا رأينا سقوط الدول العربية واحدة تلو الأخري بشكل يعجز العقل علي تقبله، ليتكشف لنا مدي الضعف والهوان الذي وصلت اليه. لكل هذا تأتي أهمية انعقاد القمة العربية في مدينة شرم الشيخ قمة الفرصة الأخيرة وليست قمة التحديات، فالتحديات تواجهنا منذ سنوات ولكننا لم نتصد لها، وآن الأوان لان تكون تلك القمة البداية الحقيقية للموقف العربي الموحد الذي طال انتظارنا لتحققه. لقد نجحت القمة نجاحا مبهرا، وبقي أن نستكمل النجاح بتفعيل قراراتها وأن تكون ملزمة لجميع الدول العربية بمبدأ أكون أو لا أكون. فالقرار بيد القادة الآن ولكنهم قد يفقدونه، فيصبح قرار غيرهم! أعادتني الأغنيات الوطنية التي تم بثها علي هامش انعقاد القمة إلي ذكريات لا تنسي، كلماتها كانت تخرج من القلب قبل أن ينطق بها اللسان.. المؤسف أن جميع الأغاني الوطنية كانت لرواد الفن العظيم الذين رحلوا، ليبقي فنهم الوطني الجميل الراقي لكل العصور. من دعاء النَّبي ﷺ «ربِّ أَعِني ولا تُعِنْ عليَّ وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ وامكُرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ واهدِني ويَسِّرِ لي الهُدي وانصُرني علي من بغي عليَّ ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا لك ذَكَّارًا لك رهَّابًا لك مِطواعًا إليك مُخبِتًا أَوَّاهًا مُنيبًا».