الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء مغادرته مطار أديس أبابا يعقد وزراء المياه في مصر والسودان واثيوبيا اجتماعا يومي الاثنين والثلاثاء القادمين بالخرطوم لاستكمال مشاوراتهم لاختيار المكتب الاستشاري العالمي الذي يتولي القيام بالدراسات الفنية لسد النهضة وبحث الاجراءات المناسبة لانشاء الآلية المتفق عليها في اعلان مباديء السد لتكون مسئولة عن تنفيذ ما جاء بالاتفاق بخصوص قواعد تشغيل السد الاثيوبي وفترة الملء الاولي مع مراعاة وضع السدود الاخري في مصر والسودان. واعرب د. حسام مغازي وزير الموارد المائية والري عن امله ان تتواصل اجتماعات الخبراء الفنيين بالخرطوم الي قرار نهائي وحاسم تبدأ معه مرحلة جديدة من خارطة الطريق المتفق عليها في اطار السعي نحو الحل الشامل.. واضاف انه من المقرر وطبقا للاتفاق والمباديء ان يضع المكتب الاستشاري السيناريوهات المختلفة وآليات المعالجة والوقاية من اي آثار جانبية وتجنب حدوثها بقدر الامكان. وقال الدكتور احمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل، ان المرحلة القادمة من المفاوضات لتنفيذ الاتفاق الإطاري بين الدول الثلاث تحتاج الي الاستعانة بجميع الخبرات والكفاءات الوطنية في مختلف التخصصات التي تحتاجها الدراسات وذلك لمتابعة الدراسات الفنية مع المكتب الاستشاري. وأضاف بهاء انه علي الجهات المختصة بالوزارة ان تبدأ بإعداد قوائم البيانات والمعلومات التي تحتاجها الدراسات الفنية التي يقوم بها المكتب الاستشاري ، مؤكدا ان هناك ضرورة لإعداد قائمة من الخبرات الوطنية في مجالات الهيدرولوجيا والهيدروليكا، وكذلك الكهرباء ونوعية المياه ،وأيضا الجيولوجيا لينضموا لعضوية اللجنة الوطنية المصرية المسئولة عن تقديم المشورة العلمية حول العناصر المتخصصة بالتقارير الشهرية المقدمة من المكتب الاستشاري لأعضاء الجانب المصري في اللجنة الثلاثية المعنية بالسد. وأوضح بهاء ان وزارة الري قامت بتسليم الجانب الإثيوبي الدراسة المصرية الخاصة بالتأثيرات المائية والكهربائية للسد الإثيوبي علي انتاج الطاقة الكهرومائية من السد العالي ويقوم الخبراء المصريون حاليا بالانتهاء من الدراسة البيئية الخاصة بالاثار البيئية والاجتماعية، والاقتصادية من جراء انشاء السد. وأضاف قطاع مياه النيل أن الخبراء المصريين انتهوا من دراسة خاصة بفتحات الري بالسد الاثيوبي من حيث قدراتها وكفاءتها لتمرير المياه للسودان ومصر في حالة تعطل توليد الكهرباء من السد الاثيوبي. وأكد بيان مشترك صدر في أديس أبابا حول نتائج زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأثيوبيا رغبة القيادة السياسية في البلدين في تدعيم العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات وتشجيع مجتمع رجال الأعمال في البلدين علي إقامة المشروعات المشتركة وتفعيل جهود تحقيق الأمن والسلام بالقارة الافريقية والاشادة بتوقيع اتفاق المبادئ حول سد النهضة. وأشاد الجانبان بالاتفاق بشأن إعلان المبادئ حول مشروع سد النهضة الإثيوبي العظيم، الموقع في السودان، الخرطوم يوم 23 مارس 2015. ويقدر الجانبان نتائج اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة الذي عقد في أديس أبابا من 1-3 نوفمبر 2014، حيث تم تقييم الموقف بالنسبة للاتفاقات الموقعة بين الدولتين، كما تم توقيع خمسة اتفاقات إضافية للتعاون. وأعطي القائدان أيضا توجيهات وإرشادات بشأن أسلوب تحسين تنفيذ الاتفاقات التي تم توقيعها حتي الآن، والبحث عن مجالات جديدة تمكن الدولتين من إقامة تعاون ذي منفعة متبادلة. واتفق القائدان علي رفع مستوي اللجنة الوزارية المشتركة الراهنة إلي لجنة عليا بقيادة القائدين للإشراف ولإعطاء التوجيه السياسي لمزيد من التعزيز للعلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين. واتفق القائدان أيضا علي عقد اللجنة العليا سنويا، بالتبادل بين عاصمتيهما وعلي تشكيل لجنة عليا للإشراف علي الخطوات التالية المتصلة بالاتفاق، والعلاقات الثلاثية الأخري، كما دعيا السودان لمشاركتهما. وشكر رئيس الوزراء الإثيوبي الرئيس المصري علي استضافة وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي، والترحيب الحار به، وهو الوفد الذي لعب دورا كبيرا في تعزيز العلاقات الشعبية بين البلدين. وخاطب الرئيسان المنتدي المشترك لمجتمع الأعمال بالبلدين، وشجعوهما علي الانخراط بنشاط في بحث الفرص المتاحة بالبلدين في مجال التجارة والاستثمار. وتبادل الجانبان الآراء بشأن القضايا السياسية والأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع في الصومال، جنوب السودان، ليبيا، والمسألة الفلسطينية. وفي هذا الصدد، اتفق الطرفان علي أن تكون تسوية كافة القضايا بالطرق السلمية. وأحاط رئيس الوزراء هيلاماريام ديسالين الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الوضع في جنوب السودان والصومال. وقد أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن امتنانه للدور الذي تلعبه إثيوبيا كرئيس للإيجاد في تسوية الأزمة السودانية وأيضا في استعادة السلم والاستقرار في الصومال. وأحاط الرئيس السيسي صاحب السعادة رئيس الوزراء هيلاماريام ديسالين بشأن الجهود المبذولة من جانب مصر لاستعادة السلم والاستقرار في ليبيا، الصومال، وجنوب السودان. وقد ألقي الضوء علي المساعدات التنموية والإنسانية التي وفرتها مصر إلي جنوب السودان، وكرر رغبة مصر في الانضمام إلي لجنة الاتحاد الأفريقي العليا المؤقتة لرؤساء الدول والحكومات بشأن جنوب السودان. وأعاد القائدان تأكيدهما علي أهمية تسوية المشكلة بين حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بالطرق السلمية، وفي هذا الصدد، قدرا دور الإيجاد والاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، أعربت الدولتان عن حرصهما علي تحقيق الاستقرار، الوحدة، والحفاظ علي سلامة أراضي الدولة وسيادتها. في هذا الإطار، رحبا بمبادرة دول الجوار للسلام. و كرر القائدان دعمهما لجهود الاتحاد الأفريقي في سعيه لحلول سياسية للأزمات والنزاعات في أفريقيا ورحبا بدور الاتحاد الأفريقي في التسوية السلمية للنزاعات في القارة، أعرب القائدان عن قلقهما بشأن استمرار بعض مواضع القلق والنزاعات في أفريقيا، التي تؤثر بالسلب علي عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها. وأعاد القائدان تأكيدهما علي الحاجة للعمل من أجل تفعيل بناء الأمن والسلم للاتحاد الأفريقي من خلال إقامة القوة الأفريقية الجاهزة. وكرر القائدان إدانتهما الحاسمة للإرهاب في كافة صوره ومظاهره. وقد أعادا التأكيد علي الحاجة للقيام بجهود مشتركة بغية محاربة الإرهاب العابر للحدود.