سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة ثلاثية تاريخية بالخرطوم : السيسي والبشير وديسالين يوقعون الاتفاق الإطاري لسد النهضة الرئيس : اخترنا طريق التعاون والبناء فلم نعد نملك ترف التباعد والفرقة
عند ملتقي النيلين الأبيض والأزرق وقع قادة مصر والسودان وأثيوبيا الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس عمر البشير وهيلا ميريام ديسالين رئيس وزراء اثيوبيا أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم علي اتفاق اعلان المبادئ حول سد النهضة الاثيوبي والذي يهدف لإزالة جميع الخلافات المصرية الاثيوبية العالقة حول ملف سد النهضة، وتوفير أرضية صلبة لالتزامات وتعهدات تضمن التوصل إلي اتفاق كامل بين الدول الثلاث حول أسلوب وقواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوي .. كما يتضمن عشرة مبادئ أساسية تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية المصرية وشهد مراسم التوقيع علي إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة الاثيوبي، من الجانب المصري السفيرة فايزة ابوالنجا مستشارة الرئيس لشئون الامن القومي وسامح شكري وزير الخارجية وحسام مغازي وزير الموارد المائية والري .. الي جانب عدد من ممثلي بعض دول حوض النيل منهم نائب رئيس جنوب السودان ورئيس وزراء أوغندا ووزيرا الطاقة والداخلية برواندا وممثل للبنك الدولي وممثل للامم المتحدة .. ووزير الدولة الإماراتي. أكد الرئيس السيسي ان التوصل لهذا الاتفاق جاء من خلال الحوار المتواصل والعمل المُثمر الدءوب... لافتا في كلمة ألقاها قبل التوقيع علي إعلان المبادئ، أننا نجحنا في الوصول الي البداية علي طريق الأمل في مستقبل يلبي احتياجات الشعوب الثلاثة معاً ويضاعف قدرتنا علي الوصول لأهداف أبعد وعوائد أكبر ... مؤكدا انه لم يكن أي طرف يطمح أبداً في تحقيقها منفرداً أوعلي حساب الآخر.. مشددا علي اهمية المضي قدماً علي ذلك الطريق الذي اخترنا أن نسلكه معا ... وفي اتخاذ الإجرءات التي تكفل استكمال العمل بنفس روح التفاهم ... حتي ننتهي بنجاح وفي أسرع وقت ممكن. وفيما يلي نص الكلمة : أبناء النيل في مصر والسودان وأثيوبيا وفي كل دول حوض النهر العظيم ... أحدثكم اليوم من عاصمة عزيزة علي قلب كل مصري .. من أرض السودان الذي كان ومصر وطناً واحداً .. وأضحي بلداً شقيقاً عزيزاً .. وظلت محبته في قلب كل مصري .. وطناً ثانياً يتوق إليه .. وقيمةً كبيرة يعتز بها .. وأود في البداية أن أتوجه إلي أخي فخامة الرئيس عمر البشير ... ومن خلاله إلي شعب وحكومة جمهورية السودان الشقيقة ... بخالص التقدير والامتنان علي تنظيم هذه المناسبة المهمة واستضافتها في مدينة الخرطوم... غير بعيد عن نهر النيل الخالد ... هذا النهر الذي وهبه الخالق لشعوبنا لنقيم به الحياة ولنبني علي ضفافه الحضارة ... ولنجعله معا محوراً للتعاون والإخاء .. للتنمية والرخاء ... من أجل شعوبنا التي تتطلع إلينا وتعلق آمالاً كبيرة علي بزوغ فجر جديد ومستقبل واعد ... من خلال هذه الخطوة الأولي التي نخطوها اليوم معاً ... علي طريق التفاهم والتقارب وتحقيق المصالح المشتركة . النيل المصدر الوحيد للحياة إن توقيعنا اليوم علي اتفاق إعلان المبادئ الخاص بالتعاون بين مصر واثيوبيا والسودان حول مشروع سد النهضة هوتلك الخطوة الأولي ... فلقد كان هذا المشروع مصدر تطلعات وشواغل شعوب دولنا الثلاث علي مدي السنوات الماضية ... فبالنسبة للملايين من مواطني اثيوبيا ... يُمثل سد النهضة باعثاً علي التنمية من خلال إنتاج الطاقة النظيفة والمُستدامة... بينما يمثل لأشقائهم علي ضفاف ذات النيل في مصر ... والذين يساوونهم في العدد تقريباً ... يُمثل هاجساً ومبعث قلق ... لأن النيل هو مصدرهم الوحيد للمياه ... بل للحياة ... فاستخدامات مصر من مياه نهر النيل تقدر بخمسة وخمسين مليار متر مكعب من المياه سنوياً في إقليم يتميز بالجفاف الشديد ولا تتساقط عليه الأمطار ... وهي ذات الاستخدامات التي استمرت مصر في الاعتماد عليها علي مدار عقود طويلة ... رغم تضاعف عدد سكانها وتزايد احتياجاتها التنموية ... في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط هطول الأمطار علي باقي دول حوض نهر النيل حوالي 1660 مليار متر مكعب سنوياً.. لكننا استطعنا بعون الله ... أن نتوصل من خلال الحوار المتواصل والعمل المُثمر الدءوب... لنقطة البداية علي طريق الأمل في مستقبل يلبي احتياجاتنا معاً ويضاعف قدرتنا علي الوصول لأهداف أبعد وعوائد أكبر ... لم يكن أي منا يطمح أبداً في تحقيقها منفرداً أوعلي حساب الآخر... لكن القيمة الحقيقية لوقوفنا هنا جنباً إلي جنب ... لا تكمن في وصولنا إلي هذه النقطة فحسب ... وإنما في المضي قدماً علي ذلك الطريق الذي اخترنا أن نسلكه معا ... وفي اتخاذ الإجرءات التي تكفل استكمال العمل بنفس روح التفاهم ... حتي ننتهي بنجاح وفي أسرع وقت ممكن من مسار الدراسات الفنية المشتركة القائم... والبناء علي نتائجها للتوصل إلي اتفاق حول قواعد ملء خزان سد النهضة وتشغيله ... وفق أسلوب يضمن تحقيق المنفعة الاقتصادية لاثيوبيا ... دون الإضرار بالمصالح والاستخدامات المائية لكل من مصر والسودان . وأؤكد هنا بكل صدق ... التزام مصر بالتعاون الكامل مع الأشقاء في اثيوبيا والسودان... من أجل دعم ودفع عمل اللجنة الفنية الثلاثية لإتمام تلك المهمة بنجاح وفي أقرب وقت ممكن... وثقتي كاملة في أن أشقائي في السودان واثيوبيا لديهم ذات العزم والقدرة ... وأن لدينا جميعاً الرغبة الصادقة لتحويل هذا الاتفاق المكتوب إلي حقائق ملموسة... وأن الإرادة التي كانت وراء التزامنا به ستستمر وتزداد صلابة ... وأنها لن تسمح لأية عقبات بأن تؤخر تقدمنا أوأن تعيدنا للماضي الذي تجاوزناه . إن تلك الخطوة التي يمثلها التوقيع علي اتفاق إعلان المبادئ حول مشروع سد النهضة... هي أصدق برهان علي قدرة دولنا الشقيقة وعلي إصرارها بشكل إيجابي ... علي أن تترجم مفهوم «المكاسب المشتركة للجميع وتجنب الإضرار بأي طرف» إلي واقع ملموس ... يبُث الطمأنينة وينعش الأمل لدي شعوبنا ... من خلال مبادئ واضحة وإجراءات محددة والتزامات قاطعة ... لاشك أن حرصنا جميعاً علي تنفيذها لن تقتصر فوائده علي دولنا فحسب ... لكنه سيُقدم أيضاً إلي باقي الأشقاء في حوض النيل نموذجاً واقعياً ورسالة مباشرة ... حول جدوي الحوار الهادف البَنَّاء وضرورته ... وكيفية الوصول من خلال هذا الحوار إلي التوافق الذي يُمثل الأسلوب الوحيد لتحقيق المكاسب المشتركة ... فلا بديل عن تفهم كل طرف لدوافع ومنطلقات الآخر ... ولا مجال للاستئثار من قِبل طرف علي حساب أحد من أشقائه ... وأتطلع أن يحدونا ذلك المثال الحي للعوائد المُحققة من الحوار المثمر إلي استثمار قوة الدفع الناجمة ... والبناء علي المفهوم الذي يرسيه ذلك الاتفاق المبدئي ... الذي يتطلب استكماله إبرام اتفاقيات تفصيلية لتنفيذ جميع جوانبه ... من أجل مزيد من الخطوات العملية علي صعيد حل القضايا العالقة المرتبطة بحوض نهر النيل ... لاسيما فيما يتعلق بالاتفاقية الإطارية لمبادرة حوض النيل ... فلم نعد نملك ترف التباعد والفرقة ... في ظل تسارع تطورات العصر الذي نعيشه والتحديات التي نواجهها والمخاطر التي تحيط بنا ... فلابد من استغلال الفرص التي يتيحها لنا التعاون والتوافق ... حتي ننجح معاً جميعاً في مواجهة التحديات ولكي نتغلب معا علي المخاطر . رسالة تعاون وتفاهم أعرب مُجدداً عن تقديري البالغ لأخي فخامة الرئيس عمر البشير لما أحاطنا به من حفاوة... وأؤكد له ولأخي فخامة رئيس الوزراء الاثيوبي اعتزازي بهذه اللحظة التاريخية... وأدعوهما ... كما أدعو كل أشقائنا في دول حوض النيل ... إلي أن ينشروا رسالة الأخوة والتعاون والتفاهم التي ينطوي عليها لقاؤنا اليوم ... رسالة التصميم علي أن نكون علي قدر المسئولية التاريخية التي نتحملها إزاء مواطنينا ... وأن نستكمل العمل المشترك الذي بدأناه من أجلهم وتحقيقاً لآمالهم في التنمية المستدامة ... وفي الحياة الكريمة الآمنة... حتي يطمأنوا في الحاضر والمستقبل ... وليكون مصيرنا الواحد الذي طالما تحدثنا عنه أكثر إشراقاً ... أدعوكم لنحلم معاً بالخير والرخاء .. لنترك لأبناء شعوبنا إرثاً من المحبة والتعاون ... لنبدأ مشروعاً تنموياً شاملاً طالما طال الحديث عنه دون تنفيذ ... ولنعمل معا لنعوض قارتنا وشعوبها عما فاتهم من أحلام مستحقة في الاستقرار والعيش الكريم. وعقب مراسم التوقيع والقمة الثلاثية غادر الرئيس السيسي العاصمة السودانية الخرطوم متوجهاً إلي العاصمة الاثيوبية أديس أبابا . وكان السيسي قد وصل صباح أمس إلي الخرطوم، وذلك في مستهل زيارته الرسمية التي تشمل السودان واثيوبيا، وكان في استقباله الرئيس السوداني «عمر البشير» وعدد من الوزراء السودانيين والسفراء العرب وسفراء دول حوض النيل، بالإضافة إلي السفير المصري بالخرطوم وأعضاء السفارة المصرية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه عقب إجراء مراسم الاستقبال الرسمي التي شملت استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين، توجه الرئيسان إلي القصر الجمهوري بالخرطوم، حيث تم عقد جلسة مباحثات ثلاثية مُغلقة بمشاركة رئيس الوزراء الاثيوبي «هيلاماريام ديسالين»، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث.