دخلت المؤسسات السياسية والأمنية في تونس في حالة استنفار كبير عقب مذبحة شهدها متحف «باردو» في العاصمة أمس الأول وقتل فيها 23 شخصا بينهم 20 سائحا أجنبيا. وأعلنت الرئاسة التونسية أنها قررت الدفع بقوات من الجيش إلي المدن الكبري لتعزيز الحماية الأمنية، في حين ألقت السلطات القبض علي تسعة مشتبه بهم في الهجوم. وفي حين أدان مجلس الأمن الدولي بالاجماع «الهجوم الإرهابي» في متحف باردو، مطالبا في بيان بتقديم منفذي هذه الأعمال ومموليها إلي العدالة، تعهد الرئيس «الباجي قائد السبسي» بمحاربة الإرهاب «بلا شفقة ولا رحمة». وقال الرئيس في خطاب بثه التليفزيون «إننا في حرب مع الإرهاب.. وتونس مهيأة للدفاع عن نفسها في مواجهة هذه الأقليات الوحشية». وتوجه الرئيس إلي مستشفي «شارل نيكول» لزيارة جرحي الهجوم الذي شنه مسلحان علي المتحف وأسفر عن إصابة العشرات في واحدة من أسوأ الهجمات التي تشهدها البلاد في أكثر من عشر سنوات. واقتحم مسلحان هما «ياسين العبيدي» و»حاتم الخشناوي» كانا يرتديان زيا عسكريا متحف «باردو» أمس الأول بعد محاولة قاما بها لاقتحام مقر البرلمان الواقع علي بعد أمتار. وتمكنت الشرطة من اقتحام المتحف بعد عدة ساعات وتحرير الرهائن وقتل المسلحين في عملية قتل خلالها شرطي. وأعلنت السلطات المعنية في كل بلد مقتل ثلاثة إيطاليين وثلاثة يابانيين وشخصين من كل من أسبانياوفرنساكولومبيا وبولندا وبريطانية وبلجيكية، فضلا عن أجانب آخرين لم تعلن هويتهم بعد أن قتلوا في الهجوم بالعاصمة التونسية. وافادت مصادر من الحماية المدنية انه تم العثور علي سائحين اسبانيين سالمين صباح أمس بعد ان خبأهما عامل في المتحف وبقيا في مكانهما طوال الليل. في الوقت نفسه قال رئيس الوزراء «الحبيب الصيد» ان أحد المسلحين كان معروفا لدي الأجهزة الأمنية والمخابراتية لكنه لم يكن معروفا بانتمائه لجماعة ارهابية. ومن جهته اعتبر وزير الخارجية «طيب البكوش» ان عدم الاستقرار في ليبيا يوفر «تربة للارهاب»، في اشارة إلي الصلة بين الفوضي في ليبيا والاعتداء الذي شهدته بلاده. ومن جانبه دعا رئيس مجلس النواب التونسي «محمد الناصر»، إلي تنظيم يوم وطني للتضامن ومقاومة الإرهاب تشارك فيه الأحزاب والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني. وحث خلال جلسة استثنائية للبرلمان إلي تنظيم مسيرة شعبية للتعبير عن وحدة التونسيين لمقاومة الإرهاب. وتجمع مئات الاشخاص مساء أمس الأول في وسط تونس للتنديد بالهجوم. كما دعا «الاتحاد العام للشغل»، اكبر نقابة في البلاد، إلي «تعبئة كل قوي الشعب وكل هيئات الدولة لاعلان الحرب علي الارهاب». كما أعرب زعيم حزب النهضة (الإسلامية) «راشد الغنوشي» عن قناعته بان «الشعب التونسي سيقف متحدا ازاء الوحشية». وتوالت الإدانات الدولية للحادث. وفي حين لم تعلن اي جهة تبنيها للهجوم، اتهمت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «فيدريكا موجيريني» تنظيم داعش بالمسئولية عن الهجوم، مؤكدة في بيان أن «الاتحاد الأوروبي لديه اصرار علي حشد كل الأدوات لديه لدعم تونس في المعركة ضد الإرهاب». وفي فرنسا أعلنت الحكومة ان وزير الداخلية «برنار كازنوف» سيتوجه مساء اليوم إلي تونس حيث سيلتقي نظيره لبحث سبل