انتهاء اختبارات المتقدمين لوظائف معلم مساعد مادة اللغة الإنجليزية    تحليل عينة كل ساعتين.. تصريح مهم من رئيس "القابضة" بشأن جودة مياه الشرب    "الأوقاف": رفع قيمة القرض الحسن لهذه الفئة ل 50 مليون جنيه    وزير الخارجية: مصر تؤكد خطورة تأثير ظاهرة التغير المناخي على ندرة الموارد المائية    أسعار اشتراكات الطلبة على بعض خطوط سكك حديد مصر    وزير الخارجية يعلن رفض مصر أي إجراءات تمس بمبادئ الاتحاد الإفريقي    خلال لقائه نظيره الأوكراني.. عبد العاطي يؤكد دعم مصر لجهود إنهاء الحرب بأوكرانيا    فيديو.. أحمد موسى عن أحداث لبنان: لازم نتعلم الدرس    ماكرون يطالب إسرائيل وحزب الله بالتراجع عن التصعيد فورا    أخبار الأهلي : لاعب الأهلي ينضم رسميا الى زد لمدة 4 مواسم    أخبار الأهلي: حرس الحدود يرفض ضم لاعب الأهلي    السوبر الأفريقي.. غدًا المؤتمر الصحفي لمباراة الزمالك والأهلي    أودينيزي يتأهل للدور الثالث في كأس إيطاليا    بعد استئنافها على حكم الحبس.. إخلاء سبيل البلوجر عبير الشامي بكفالة 30 ألف جنيه    بريجيت ماكرون وملكة النرويج تتألقان في عرض ديور (صور)    خاص.. جدول حفلات مهرجان الموسيقى العربية 2024    أمين الفتوى يوضح حكم "قراءة الفنجان"    أول تعليق من إلهام شاهين بعد حريق ديكورات فيلم "الحب كله"    لمواليد «العذراء» و«القوس» و«الجوزاء».. ماذا يخبئ هذا الأسبوع لأصحاب هذه الأبراج؟    "الكهرباء": تركيب مصيدة قلب مفاعل للوحدة النووية الثالثة بالضبعة في هذا الموعد    واعظات الأوقاف يشاركن في مبادرة «خُلُقٌ عَظِيمٌ» بعدد من مساجد بني سويف    «زيرو تحرش».. عام دراسي بدون أزمات وانتشار الشرطة النسائية رسالة طمأنة لأولياء الأمور (فيديو وصور)    أهالى دراو بأسوان لقناة إكسترا نيوز: المياه آمنة ونشرب منها فى أي مكان    أرسنال يرغب في التعاقد مع أوزيل الجديد    حالة الطقس غدًا الخميس 26- 09-لا2024 بوادي النطرون    خبير شؤون إسرائيلية : الحديث عن استهداف نصف قدرات حزب الله غير صحيح    نائب محافظ الدقهلية يجتمع بأعضاء اللجنة العليا لمواجهة حرق قش الأرز    منذ بداية أغسطس حتى الآن.. خالد عبدالغفار: زيادة ضخ الأدوية محليا ب133 مليون عبوة ل364 مستحضرا دوائيا    على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.. وزير الخارجية يشارك في فعالية رفيعة المستوى حول المياه    رئيس جامعة عين شمس يشهد توزيع شهادات دورات لغة الإشارة المصرية    ابدأ يومك بها- 10 أطعمة لخفض الكوليسترول    رئيس جامعة القاهرة يبحث مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسD تعزيز علاقات التعاون    تستغل ابنتيها القصر.. قرار عاجل من النيابة ضد التيك توكر "وحش الكون"    خالد الجندى: عمليات التجميل والتحول الجنسى فعل شيطانى للحرب على بنيان الله    ترحيب واسع بدعم الرئيس السيسي لتوصيات الحوار الوطني.. تعزيز لحقوق الإنسان والإصلاح القانوني في مصر    كلامها حلو.. هشام عباس يكشف تفاصيل ألبومه الجديد وموعد طرحه    رئيس الوزراء: الدولة مستمرة في برنامج الطروحات وتعظيم الاستفادة من الأصول    وليد فواز يكشف سبب خوفه من دوره في مسلسل «برغم القانون».. قللت وزني    "اليوم" يسلط الضوء على الأوضاع فى لبنان بعد الهجمات الإسرائيلية بالجنوب    وزير التموين يجتمع مع رئيس البريد وممثلى شركة فيزا العالمية لبحث أوجه التعاون    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور؟    الإمارات تُعلن استشهاد 4 من قواتها المسلحة إثر تعرضهم لحادث    سكرتير عام مطروح المساعد للأهالي: التصالح هو ميراثك للأجيال القادمة    قافلة شاملة في قرية البصارطة ضمن مبادرة بداية بدمياط    الصحة اللبنانية: 15 شهيدًا في غارات إسرائيلية على الجنوب    وزير الدفاع: التحديات الإقليمية تفرض علينا أن نكون على أهبة الاستعداد    13 مليون جنيه إجمالي إيرادات فيلم عاشق بدور العرض السينمائي    تنظيف وتعقيم مسجد وضريح السيد البدوي استعدادًا للمولد (صور)    وزير النقل اللبناني: لا توجد مشكلات لوجيستية بمطار بيروت.. وملتزمون بقوانين الطيران العالمية    إجراء 267 ألف تدخل طبي في مستشفيات التأمين الصحي الشامل    «صحة المنوفية»: إدارة المتوطنة قدمت خدماتها ل20 ألفا و417 مواطنًا في مجالات الفحص والمكافحة    عملت وشم فشلت في إزالته هل صلاتي باطلة؟.. رد حاسم من داعية (فيديو)    ضبط نحو (14) ألف قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    حارس ليفربول: 5 أمور تحسنت في مستوى محمد صلاح تحت قيادة آرني سلوت    إمام عاشور يكشف مفاتيح الفوز على الزمالك ودور اللاعبين الكبار في تألقه    القبض على عنصرين إحراميين يديران ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالقليوبية    إصابة 7 أشخاص فى مشاجرة بين عائلتين بقنا    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
هل تعود روح مصر عبدالناصر من جديد ؟
نشر في أخبار اليوم يوم 28 - 02 - 2015

بلا ادعاء.. لعلي من المحظوظين الذين من حقهم رصد عصر ذلك الزعيم الذي أطلق الروح المصرية في أهل مصر وصعوداً إلي نخيلها عمقاً إلي نيلها.
إذا كان سعد زغلول قد تحدي الانجليز ومصطفي كامل قد تحدي كل من ينظر بطرف عينه إلي مصر ومحمد فريد قد جعل كل مصري يشعر بأنه يملكها.. فإن عبدالناصر هو الذي يحمل في حناياه كل هؤلاء وصولاً إلي كل فلاح غرس رجليه في طين أرض مصر وبذر بذور الزرع ورعاه حتي أظهر ثماره ليقطفها الناس.. هذا هو عبدالناصر.. ولعل هذا الجيل يري صورته ويقرأ عنه «ولو أن ما يكتب ليس إلا قشوراً» إن عبدالناصر لم يكن يستطيع أحد أن يكتبه كله ولعلي أتذكر خطبه والشعب يتجاوب معه ويكمل جمله كأنهما روح في جسد واحد.. لا أبالغ لو قلت إنه لم يكن في حياة مصر زعيم توحد مع شعبه بهذه الدرجة من التوحد ومعرفة المصير مثل عبدالناصر.. ربما كان نهرو أقرب زعماء العالم لعبدالناصر من ناحية علاقته بنبض الجماهير.. كنا نحس أن عبدالناصر يعرف جيداً ما نريد أن نقول ويعرف جيداً أمانينا وأحلامنا فكنا نستمع إليه كما لو كنا نستمع لأنفسنا!! كان صادقاً في كل شيء لهذا لم تصب نكسة 67 من علاقتنا بعبدالناصر قيد أنملة؟! فقد أحسسنا أنه صاحب المصيبة أكثر منا لأنه القائد وأحساسنا بقدراته علي الخروج من المأزق جعلنا نقف خلفه مرددين إنها نكسة وليست نهاية! وجهز كل شيء واستعد لكل شيء وكان معه نائبه العظيم أنور السادات يوماً بيوم ودقيقة بدقيقة وكأن رحيله الذي اهتزت له مصر من أقصي أسوان إلي شواطئ البحر الأبيض من الأمور التي جعلتنا نشعر بالهزة العميقة ولكنه كان قد جهز كل شيء ورحل في عام 1970 وهو راض عن تركه الأمانة في يد رجل قادر علي حملها أنور السادات وصحبه وحدث النصر في 73 وكان قائد النصر هو من اختاره أميناً علي مصر قبل الرحيل.. الرئيس أنور السادات، وعاشت مصر السادات كانها تكمل مشوار عبدالناصر وبالرغم من ان جنازة عبدالناصر، كانت حالة متفردة في العالم فقد توافد الناس علي القاهرة من كل أنحاء مصر مرددين نشيدا واحدا خلقته المناسبة الصدمة.. «الوداع يا جمال يا حبيب الملايين الوداع خطوتك خطوة كفاح عشتها طول السنين.. الوداع».
ونمت بذوره التي زرعها وارتفعت راية القومية العربية عالية كأنها تعلن الإصرار علي الاستمرار في مشروع عبدالناصر العربي بأهمية إعلاء القومية العربية لقوة الأمة العربية.
أما انحسار القومية العربية أو بمعني أصح لم يتحقق حلم التنمية لابد من ولادة مشروع لإحياء القومية العربية وأحلامها كما حدث أيام عبدالناصر.. ثار المصريون علي التبعية يجب أن نبحث عن طريقة لتوحيد الأمة العربية بما تتطلبه المرحلة، فكل مرحلة لها متطلباتها.. إحياء القمة القومية العربية لا يعني إحياءها بذكري عبدالناصر.
موجة الثورات العربية تعني عودة ربيع القومية العربية المشروع الناصري للقومية العربية قام علي 7 عناصر مهمة منها الاستقلال والوحدة والتعليم.
ولأن عبدالناصر كان يؤمن أن القومية ليست ثوباً نرتديه نخلعه ولكن القومية العربية تتخطي المفاهيم العرقية، فهل الأحلام الناصرية تعود من جديد؟
نحتاج إلي ترجمة ونقل أفكار القومية العربية علي أرض الواقع، إن عقل مصر لا ينشغل عن دورها في المنطقة مهما انشغلت بقضاياها الداخلية فهي دائمة التفكير في حل عربي.
العرب انتقلوا بعد عام 1973 من مرحلة تحدي الغرب إلي تجاوزه.
الناس لايزالون يتذكرون عبدالناصر بسبب عمق اتصاله بطبيعة الصراع في المنطقة واهتمامه بالانتقال إلي مجموعة قوية.
في الذكري ال96 لميلاد عبدالناصر هل يتحقق حلم القومية العربية؟ لعله عاد يغازلنا من جديد ولعل عبدالناصر كان مصدر إلهام للقادة العرب في عصره ونلاحظ كل الدعاية الغربية ضد العروبة قائمة علي الخلط بين الحركة العربية والقومية العربية.
المادة الأولي من الدستور المصري تنص علي أن مصر جزء لا يتجزأ من المنطقة العربية وهذه وحدة مصير ومن أقوال عبدالناصر إن الجامعة العربية طريقنا للوحدة والدستور طريقنا للوحدة.
السيسي والطعام لكل فم
هل من الممكن فعلاً أن توفر مصر الطعام لهؤلاء الملايين؟
لم تكن مفاجأة من السيسي أن يعلن استزراع مليون فدان فهو رجل لا ينام «ليس نفاقاً ولكنها حقيقة» لا ينام من أجل ملايين المصريين الجياع! وليست مبالغة فلدينا جياع فعلاً وقد نجح التليفزيون في تصوير فيلم لأطفال يبحثون عن طعامهم في القمامة وهي حقائق شديدة المصرية ولا يجب أن نخفي عيوننا بأيدينا أو «تحت البطانية» من حقائق شديدة القسوة فنحن لدينا الآن جياع فعلاً واستزراع الأرض ليست إلا ملء الأفواه الجائعة ولكن دعونا نفكر في هذا الرجل.. هل هو «مايسترو» يمسك بالعصا ويقود أوركسترا في الهواء وبلا فريق؟ أري أن السيسي يقود أوركسترا في الهواء فلا أري معاونين جادين إلا في حضور الاجتماعات وإلا أين القرارات الوزارية وأين تنفيذ القرارات؟
أري أن الخط الساخن الذي أطلقه السيسي ليس له رد فعل واضح وأجد العذر لعدم الإمكان المادي لتحقيق أحلام السيسي ولكن تحقيق الأحلام يحتاج إلي وقت ونحن شعب تعودنا أن نحلم باليد وأن نطلق اليد الأخري لتحقق الحلم دون إمكانيات للتحقيق وتحقيق حلم الطعام لكل فم ليس محتاجا لزراعة مليون فدان بمصباح علاء الدين ولكنه محتاج للالتفاف الجميع.. الشعب كله بداية من الوزير إلي الخفير وحتي يصل الطعام لكل فم.
وأري أن يشرك السيسي كل فرد في مصر في تحقيق أحلامه لا أن يتركهم ينتظرون منه تحقيق الحلم اشركنا في أحلامك حتي تتحقق عليه أن يطلق أحلامه ولكن علي معيته ومن حوله والذين أعطاهم شرف مسئولية هذا البلد أن يفكروا في أساليب لتحقيق الأحلام.
والأحلام مشروعة لمن يملك أقدار الشعوب ولكن كل الأحلام محتاجة لدعم مادي ومحتاجة لخطط لتحقيق الأحلام.
والطعام لكل فم حلم بدأه توفيق الحكيم المفكر الكبير الحالم ولكنه بدأه ليأخذ الآخرين الخيط ويحققوا ما يحلم به المفكرون والأدباء ولعل النقد البناء جزء من الوصول إلي حلول تتواصل مع بعضها لتصبح مشروعاً متكاملاً وكلما مر علي عقل واع ازدادت مساحة نجاحه مثل كرة الثلج التي تتدحرج وتكبر ولكنها هنا تتواصل ولا تذوب.
إننا محتاجون إلي التواصل فكرياً مع أولي الأمر منا ولابد أن نكون مشاركين ولا نكون مطلين فقط وكثيرون منا جالسون ويقولون «أما نشوف» أو يقولون «مافيش فايدة» تلك الكلمة التي أصبحت إطاراً لحياتنا ونطلقها بكل بساطة ولكنها تترك دائماً شرخاً في الأحلام.
إن الطعام لكل فم ليس مستحيلا في بلد مثل مصر وحتي لو بدأ الحلم بزراعة ألف فدان فقط وليس مليون فدان.. رئيسنا السيسي اختر معاونين لتحقيق أحلامك ولتكن معيتك دائماً بقدر أحلامك.. رعاك الله وأبقاك لتحلم لمصر وجعلك الله حلماً وسنداً لهذا البلد الأمين.
استزراع مليون فدان
واستزراع مليون فدان يحمل في قلبه حلماً بعمل لمليون شاب ومليون فلاح إن في قلب المشروع قهر البطالة وفي قلب المشروع عودة العنوان الجميل ليتصدر اسم مصر مع باقي إنجازاتها مصر بلد زراعي ثم صناعي بما فيها من مواد أولية للصناعة وأيد عاملة للصناعة وعقول مفكرة ومهندسين للمصانع.
إن استزراع مليون فدان هو في الواقع إيجاد عمل لثلاثة ملايين من المصريين علي الأقل ولعل هذا الحلم لا يعصي علي التحقيق ولو خططنا له جيداً ليس علي الورق ولكن علي أرض الواقع وهناك حلم قديم هو مشروع منخفض القطارة.
منخفض القطارة
ومنخفض القطارة الذي سينحدر إليه ماء البحر متدفقاً كالشلال وقد غني له محمد قنديل «حنكهرب الدلتا من القطارة» ولعل الأغنية يمكن تحقيقها بعد خمسين عاماً وقد تطورت الأفكار وانتصرت «التكنولوجيا» ولن تقتصر علي كهربة الدلتا فقط ولكنها سوف تصل إلي ري هذه المنطقة التي ثبتت خصوبتها بالأبحاث التي أجريت منذ أربعين عاماً.. ولم نكن منذ أربعين عاماً دءوبين علي الجري خلف هذه المشروعات فقد كان عدد السكان يقبل القسمة علي عشرة ولكنه أصبح الآن مذهلاً ولا يقبل القسمة إلا إذا كانت «القسمة والنصيب».. إننا الآن نبحث عن مواجهة الجوع!
إننا لو عدنا إلي مشروع منخفض القطارة سوف نجد أنه مشروع القرن حيث تقف الكهرباء خلف نجاح معظم مشاريعنا إن لم تكن كلها.
أهدي مشروع منخفض القطارة إلي أحلام السيسي وإذا تحقق فهذا عظيم وإذا لم يتحقق فإنها أحلام وعلينا أن نحلم وليس علينا تحقيق الأحلام ولكن علينا دعم الحلم بقوة التفكير فيه واستعادته وتقويته حتي ينتقل من مرحلة الحلم إلي مرحلة الحقيقة وهذا ليس صعباً فكل ما نراه حولنا من إنجازات كبرت أم صغرت كانت أحلاماً أصر أصحابها علي أن تصبح حقيقة.
وفقدت الأمة حاكماً ضرورة
في يومياتي السابقة قبل وفاة العاهل الكبير الملك عبدالله كتبت عنه وعن جهوده في صلاح المنطقة.. وجاء الملك سلمان يحمل مشعل صلاح المنطقة؟ إنه علي قدر المقدرة قائدا واع.
لم يكن الراحل العظيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز حاكماً عادياً في المنطقة العربية، كان عقلية شديدة التفتح وشديد الوعي لما يحاك لنا من الغرب ولكنه لم يكن من الذين يرفعون الصوت وينحتون الكلمات التي تظهر العبقرية ولكنه كان يفكر بعمق ويتصرف بحكمة وكان رحمه الله شديد الإحساس بالمسئولية ليس تجاه بلده الأم فقط ولكن امتدت مسئوليته إلي العالم العربي كله وإلي علاقتنا بالغرب.. كان حريصاً كل الحرص علي نظرة الغرب لنا وكان حريصاً علي أن يوصل للعالم شكلاً مهماً للشخصية العربية وهو احتواء هذه الشخصية علي السلام والأمن الداخلي وأننا لسنا دعاة عدوان ولكننا لا نترك حقوقنا.
حرص العاهل العظيم الذي فقدناه علي أن تصل الشخصية العربية سوية شديدة القوة والمقدرة أمام الغرب لم يعمل كملك لبلده فقط وإنما كان يعمل بعقل واع وقلب محب للوطن العربي كله، كانت لديه المسئولية نمط حياة ولم يكن يفكر للإسلام المغلق المتشدد بل كان شديد المقدرة علي بذر بذور القدوة الحسنة والإسلام المستنير، لقد كان حكيماً فعلاً كل تصرفاته شديدة الحكمة وهادئة وليست أسلوباً لحب الظهور ولكنه كان يدعم فكرة العطاء للجميع سواء كان علماً أو طعاماً أو سياسة.
ساند مصر في أكثر من موقف لم يساندها مساندة الصديق وإنما بإحساسه بالواجب نحو جزء من الوطن الكبير ونحو مشروع الوطن الأكبر وليس بإحساس المساندة وإنما بإحساس حقها في أبعد من أبنائها.
كانت مسانداته لأقاليم الوطن العربي ليس بدافع الشهامة وإنما بدافع حق مؤسسات الوطن الواحد في المساندة وبإحساس ألا يكون هناك جزء من الوطن ضعيف أو مستباح.
كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز شديد الاهتمام بالمستقبل وبأن يصل الوطن العربي إلي مكانة بين الدول لا تقل عن أية دولة أخري سواء في الشرق أو الغرب.
راقصة في التليفزيون لكنها طبيبة
الشعر مسترسل علي جانبي الوجه ويصل إلي الصدر في خصلتين ولا أجدع راقصة.. وماكياج «فشر» أي ممثلة إغراء وابتسامة تكمل معزوفة الإغراء ثم أفاجأ ببرنامج طبي مائة بالمائة.. لعل الجمال مهم للمرأة ولكن الوقار مهم حينما تكون مهنتها أبعد عن الإغراء ولكن أن تزداد الرغبة في الإغراء فعليها أن تبحث عن مهنة أخري ولعلي مخطئة وأنها ليست طبيبة ولكنها فقط مذيعة لفقرة طبية حتي ذلك أيضاً لابد أن تحترم المادة التي تقدمها وعلي رئيس التليفزيون أن يجتمع بهن ويتحدث معهن عن أصول مواجهة الجماهير ومراعاة المواضيع التي تقدم.
لقد حدثني قارئ أثناء تواجدها علي الشاشة وقال لي بالحرف:
بذمتك يا ماما نعم دي طبيبة.. دي فشر هند رستم ونجوي فؤاد.
ولم أستطع الرد عليه..
وتزداد السيدة إمعاناً في «العياقة» فتصبغ بضع خصلات من شعرها المسترسل.
ولا أدري أي دور يلعبه المكياج أو يلعبه شعرها المسترسل فيما تقدمه من حوار مع أطباء أجلاء ولكن يبدو أنها تعتقد أن الشاشة مجال إغراء فقط بصرف النظر عن المادة التي تقدم وماكياجها يعيدني إلي بعض الأفلام القديمة التي كان المكياج فيها يلعب دوراً أساسياً فلا يفرق بين الطبيبة والراقصة عدا الملابس فقط، ولكن هذا الأسلوب انتهي منذ مدة وأصبح المخرجون أكثر وعياً وأكثر تحكماً في الفنانات ففي الزمن الماضي كانت البطلة تخرج من حجرتها بمكياجها وملابسها والمخرج لا يتدخل عدا بعض كبار المخرجين الذين كانوا يصرون علي التدخل في تسريحة الشعر.
ولعل المخرجين هذه الأيام ليس لديهم الوقت أو القدرات الشخصية في التحكم في تقديم شخصية منضبطة سواء في المكياج أو الملابس.
إن كل من يظهرن في التليفزيون هن في الواقع مثل عليا لبناتنا.. من أول الرموش الصناعية الضاربة حتي الحواجب وصولاً إلي الخدود الحمراء جداً.
أري أن يتعلم المخرجون العباقرة «وأعترف لهم بالعبقرية الجيدة» أرجو أن يتذكروا ويتعلموا من حسن الإمام وصلاح أبو سيف وعاطف سالم وبركات والعظيم العبقري يوسف شاهين الذي كان يتدخل حتي في «فك رباط فردة الحذاء» للبطل وتظهر وهو يمشي وألاحظ الآن أن المخرجين أصبحوا أكثر تساهلاً وتظهر الفنانة بتسريحة شيك وهي بنت بلد أو بنت الطبقة المتوسطة ولا مانع أن يظهر البطل بقميص ماركة عالمية وهو موظف بسيط لم يعد أحد يهتم بالتفاصيل ربما لاعتقادهم أن الجمهور لا يعلم شيئاً ولكنهم هم الذين لا يعلمون بل لا يتعلمون.
ناس مصر خبراء..
كنا ونحن صغار نلعب فريقين.. فريق حكومة بكل وزاراتها وفريق أهالي وتكون اللعبة هي العلاقة بين الحكومة والأهالي ولعل الصغار هذه الأيام انشغلوا بالتكنولوجيا ولم يعودوا يبدعو ألعابا وشخصيات كما كنا نلعب ونحن صغار حيث لم تكن هناك لعب ولا تليفزيون ولا «بلاي استيشن» وأجد هذه الأيام أن الإبداع في اللعب قد انتهي بعد التكنولوجيا الجديدة التي أجد حفيدي حمزة ممسكاً بها ويغير ويبدل وحينما أسأله يقول لي:
يا ستو انتي عجوزة مش حتفهمي.
ولا أرد فهذا رأيه وهذه حرية إبداء الرأي.. واللعب هو سنة أولي حرية عند الصغار وإذا قهر في سنة أولي حرية لن يصل إلي سنة تانية حرية إطلاقاً وسوف يظل محبوساً في مكانه ولن يتحرك عقله فالعقل عند الطفل مرهون باللعبة وأسلوب تعامله معها وفي الطبقات التي لا تستطيع شراء اللعب يكون المجال أوسع لإبداع الطفل حيث يخترع لعبته ويصنعها ثم يلعب بها.
في القرية المصرية يربط ألعابه بأعياد الحصاد ففي أيام حصاد القمح يصنع لعبته من السنابل وأيام القطن يصنع لعبته من لوز القطن أو من القطن نفسه أما عن اللعب من «قش الأرز» فحدث ولا حرا فهي لعب كثيرة وشديدة الجمال.
ولا تجد طفلا في القرية لا يعرف كيف يصنع لعبته من البيئة التي حوله سواء من كيزان الذرة أو من حبات الفول.. أتمني أن يفكر أحد من الدارسين في معاهد الطفولة في عمل دراسة عن ألعاب الفقراء في القرية.
مسك الختام..
نحن نناقش ونفتح أعيننا وعقولنا للنقد.. ونشعر باليأس أحياناً ولكن مصر قادمة والتاريخ دائماً يقول كما أحب أن أكتب دائماً إن مصر تقع لتقف فقط لأن بعض الوقوع سنة الحياة والوقوف عند مصر هو الحياة وارجعوا للتاريخ.. المشكلة أن المصري اختلط بالآخرين فضعفت البنية ولكننا نستعيد أصالتنا يوم بعد يوم فالأصالة قوة طاردة لأي چينات واردة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.