مش عيب إن الواحد يغلط لكن العيب إن الواحد يستمر في الغلط. مش عيب إن الواحد يغلط لكن العيب إنه وهو بيغلط يتهم الناس بأنهم فاسدون. مش عيب إن الواحد يغلط لكن العيب إنه يأمر الناس إنهم مايغلطوش. مش عيب إن الواحد يتعلم من الأصغر منه لكن العيب إن الصغير يصحح غلطه والكبير يستمر في غلطه. العيب إنك تبقي غير كفء وترمي غيرك بأنهم أسباب فشلك. هذه الأقوال تذكرتها ثلاث مرات. أولها عندما قرأت مقالا للصديق أسامه شلش الصحفي الكبير بجريدة الأخبار منذ يومين بعنوان « ارحموا مصر أيها المدعون» يتحدث فيه عن شخص مجهَّل لكن كل الناس تعرفه من سلوكه، فاشل كأستاذ جامعي وفاشل كسياسي. يتهم كل الناس بالفساد وأكثرهم شرفاء، ويدعو إلي إقصائهم جميعاً حتي تخلو له الساحة لأنه يعلم تماماً أنه في حالة المنافسة سيكون خاسراً كما ظل طوال عمره خاسراً. وتذكرت هذه الأقوال المأثورة مرةً أخري عندما اتخذ مجلس النواب الليبي قراراً بإلغاء قانون الإقصاء السياسي منذ يومين أيضاً. فالشقيقة الصغري ليبيا - في غمرة الانفعال وتحت ضغط كثير من أمثال من تكلم عنه أسامه شلش في مقاله المشار إليه- أصدروا قانوناً بالإقصاء السياسي لكل من عمل مع القذافي وإبعاده عن الحياة السياسية، ثم عادوا - والعود أحمد- وألغوا هذا القانون الجائر وأكدوا انه لا يصح أن يكون هناك إقصاء فمن لم يخطئ لا يُمَس، ومن أجرم يحاسب بالقانون. ألا يتعلم المفلسون من شقيقتنا الصغري ليبيا؟. ألا يعودون إلي رشدهم ويفيقون؟. لقد أعطاهم الأشقاء في ليبيا درساً دينياً وأخلاقياً وسياسياً لابد أن يستوعبوه ولا يظلوا في غيهم يعمهون. قرأت أيضاً للصحفية القديرة أماني ضرغام في بابها اليومي بجريدة الأخبار « مفروسة أوي» ما سردته عن مضمون مداخلة تليفونية سمعتها من شاب من محافظة البحيرة مجند بالشرطة في سيناء اتصل بالإذاعة المصرية من تليفونه المحمول ليعبر عن حبه لبلده مصر واحة الأمن والأمان ويقول إنه وزملاءه لايخشون أحدا ولا يخافون من شئ ومستعدون للتضحية بأرواحهم في سبيل مصر بلدهم. هذا المجند البسيط الذي يحتمل أن يكون أمياً لم يتعلم حتي القراءة والكتابة يعرف أن الوطن في ظروفه الحالية يتطلب الفداء وليس فقط التضامن أو التلاحم أو عدم إثارة الفتن. في الوقت الذي نري فيه بعضاً ممن يحملون العلم والثقافة وقد لايعملون بهما ولا يضعون مصلحة الوطن نصب أعينهم ويثيرون الفتن ويقلبون فئات الشعب ضد بعضها ويثيرون الشعب ضد الشرطة باتهامات لم تثبت الجهات القضائية حتي الآن أي دليل عليها يريدون بنا أن نعود إلي الوراء. إلي بعض المثقفين والمتعلمين هؤلاء لا نطلب منكم شيئاً أكثر من أن تقرأوا ما قاله المجند وتقولوا مثله. لاتفعلوا أي شئ ولكن فقط قولوا مثله. ثم إذا كان هناك ضرورة لديكم لأن تثيروا القلاقل فانتظروا حتي تقف مصر علي قدميها من جديد وتسترد عافيتها حتي تستطيع أن تواجه ماتريدون. 115 وليس 155 منذ عدة أسابيع كتبت عن محاربة الفساد التي يتشدق بها الكثيرون وقلت إن المسئولين يستطيعون محاربة الفساد بأشياء بسيطة جداً تجفف منابعه. وتكلمت عن القانون التفصيل لتعيين أبناء الحظوة بالجامعات. وذُكِر بالخطأ رقم القانون وصحته أنه القانون 115 لسنة 1993 وأعرف أن المسئولين حاولوا محاربة الفساد فلم يجدوا اسمه 155 ( عملوا اللي عليهم وعدَّاهم العيب) لذلك لزم التنويه والتصحيح وذكر الرقم الصحيح وهو 115 لسنة 1993. واعترف بأنني بخطئي هذا تسببت في تأخير محاربة الفساد وأرجو ( معلهش) ان يتعبوا تاني ويحاربوا هذا الفساد. وللحديث بقية بإذن الله