الحوار الوطني: عقد جلسة عاجلة السبت المقبل لدعم موقف الدولة تجاه ما يجري بالمنطقة    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    انخفاض مدفوعات فوائد الدين العام في مصر إلى 312.3 مليار جنيه    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    إيطاليا تعلن عن حزمة مساعدات جديدة للبنانيين النازحين بقيمة 17 مليون يورو    بوريل يدعو دول الاتحاد الأوروبي للسماح لأوكرانيا بضرب أهداف في روسيا    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    إيقاف صامويل إيتو 6 أشهر عن مباريات منتخب الكاميرون    تفاصيل القبض على عامل صور طالبة جامعية بدورة المياه في أكتوبر    أول رد من جورج قرداحي على أنباء اعتناقه الدين الإسلامي    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    كيفية التحقق من صحة القلب    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    الطقس غدًا .. الحرارة تنخفض إلى 30 درجة لأول مرة منذ شهور مع فرص أمطار    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    محافظ الإسماعيلية يتابع أنشطة التضامن الاجتماعي ضمن مبادرة بداية (صور)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    مرحباً بعودة «لير».. وتحية «للقومى»    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    الزمالك 2007 يكتسح غزل المحلة بخماسية نظيفة في بطولة الجمهورية للشباب    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    النيابة تواجه مؤمن زكريا وزوجته ب التربي في واقعة السحر    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    محافظ القاهرة يشهد احتفالية مرور 10 أعوام على إنشاء أندية السكان    خلافات في الأهلي بسبب منصب مدير الكرة    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



200 دقيقة مع السيسي بعد 200 يوم علي مقعد الرئيس
الرئيس في الجزء الأول من حواره مع رؤساء تحرير الأخبار والأهرام والجمهورية : مهمتي أن ألملم جراح مصر ونعيد اصطفاف الناس
نشر في أخبار اليوم يوم 28 - 12 - 2014

200 دقيقة أمضيناها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد 200 يوم من جلوسه علي مقعد الرئيس..
كنا زميلاي محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الأهرام وفهمي عنبة رئيس تحرير الجمهورية، وأنا، قد التقينا مع الرئيس في الصين بصحبة رؤساء التحرير ورجال الاعلام الذين يتابعون زيارته، وبعد اللقاء طلبنا إجراء حوار شامل معه في نهاية عام ومطلع عام جديد.
جاءت استجابة الرئيس سريعة، وتحدد موعد اللقاء في التاسعة من صباح أمس بقصر الاتحادية.
مكالمة مهمة وعاجلة أجراها الرئيس السيسي، أجلت الحوار 15 دقيقة، بلطف وكرم.. اعتذر كبير الأمناء حاتم قناوي عن التأخير. وجلسنا مع اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس نتحادث عما جري في مباحثات الصين. وأيضا ندخن أنا وزميلي محمد عبدالهادي قبل الصيام عن التدخين!
دخلنا مكتب الرئيس السيسي.. التقيت معه مرات عديدة، لكنها أول مرة أقابله في مكتب رئيس الجمهورية بالطابق الثاني من قصر «الاتحادية».
غرفة المكتب صغيرة، بها طاقم صالون، وآخر للضيافة، ومكتب بسيط عليه مصحف وأقلام، وملفات معدودة، وكتاب عن الزعيم اللبناني «رياض الصلح».
علي الحوائط، رسوم تاريخية عن معارك مصر، وخرائط قديمة.
استقبلنا الرئيس بمودة وبشاشة، صافحنا بترحاب، ولم أستطع أن أمنع نفسي من أن أعانقه ككل مرة.
جلسنا حول الرئيس في الصالون الصغير علي يسار الغرفة. نتناول فناجين القهوة، بينما اكتفي الرئيس بكوب شاي بالنعناع لم يشرب إلا نصفه طوال 3 ساعات ونصف الساعة.
يبدو الرئيس صافي الذهن. صافي الضحكة. صافي القلب.
هو مهموم نعم.. لكنها هموم صاحب الهمة، الذي يدرك المصاعب وحجمها وثقلها، ويؤمن بقدرته مع كل المصريين علي اجتيازها.
لذا حين يحتد وهو يتحدث عن أحوال وأوضاع وتصرفات وإيقاع لا يعجبه، سرعان ما يهدأ عندما تتجه بوصلة الكلام إلي مرفأ المستقبل.
حلم السيسي وهو في سنوات الصبا أن يصبح طياراً، ربما هو الذي يدفعه إلي التحليق بأفكاره والنظر من علٍ إلي الصورة في مجملها. ومشوار حياة السيسي وهو في سنوات الشباب والنضج كضابط وقائد مقاتل، لعله هو الذي يجذبه إلي الاشتباك مع أدق التفاصيل.
متعة أن تستمع إلي السيسي يتحدث، بنبراته القوية الواضحة، وبتعبيراته الرصينة المهذبة. نعم هو رجل مهذب، حتي إذا أخطأت في ذكر معلومة، يوضحها في رده ، دون أن يشعرك بأنك أخطأت حتي لا يحرجك.
يري السيسي أن الزعيم جمال عبدالناصر كان محظوظا بالأوضاع الاقتصادية للبلاد حين تسلم السلطة، وبالإعلام الذي صاحب إنجازاته.
لكني أري أيضا أن الرئيس السيسي محظوظ أكثر بكل هذه المحبة التي تحيطه والتفاف الشعب حوله، والتي لم يجدها أي رئيس سابق لمصر عند توليه السلطة، ووجدها السيسي حتي من قبل أن يتسلم المسئولية، كبطل شعبي حملته الجماهير حملاً إلي مقعد الرئيس.
يدرك السيسي أن هناك من يترصد لتجربة مصر بقيادته نحو بناء الدولة المصرية الحديثة، يعرف أن هناك من يتمني له ولمصر الفشل ليستأنف مؤامراته، لكنه يؤمن بقدرة الشعب علي الصمود والنجاح، ويردد الآية القرآنية التي تعلو الحائط خلف مكتبه: «إن ينصركم الله فلا غالب لكم». صدق الله العظيم.
علي مدار 3 ساعات ونصف الساعة، أبحرنا مع الرئيس السيسي في شتي القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، وددنا لو طال الحوار أكثر، لكن ارتباط الرئيس باجتماع وزاري مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء حال دون ذلك، وودعنا الرئيس، ليدخل مباشرة إلي الاجتماع الذي خصص لمناقشة إصلاح أحوال القري الأكثر فقرا
صورة مصر تتغير في أغسطس مع افتتاح القناة والطرق الجديدة وتدشين المشروعات
سألنا الرئيس : هل تشعر بالرضا عن أداء جميع الوزراء؟.. أجاب : لا.. ليس كلهم
الجيش المصري أسطورة.. وأفخر بانتمائي للمؤسسة التي حمت مصر مرتين وتحميها في معركة التنمية
قبل أن نبدأ أسئلتنا.. بادرنا الرئيس، بالاستفسار عن أحوال المؤسسات القومية في ضوء لقائه الأخير مع رؤساء مجالس إداراتها، ثم قال: لقد قصدت أن أجلس مع رجال الصحافة والإعلاميين مرات عديدة، لأن الإعلام هو الضمير الحي للوطن. ودائما أقول لهم: خلوا بالكم من بلدكم، لأن الإعلام هو الذي يشكل الرأي العام الحقيقي، ولو استمر في أداء دوره علي النحو المنشود، فسنتمكن من اجتياز المرحلة دون مشاكل.
ثم تطرق الرئيس إلي وضع الدولة بعد ثورة يناير، قائلا: في السنوات الأربع الأخيرة كانت الدولة بغير «دماغ» مستقرة، ولم تكن أذرع الدولة أو بالأحري مؤسساتها منسجمة معاً في إيقاع عمل متناغم. الناس قبل عام 2011 كانت تحلم للتغيير، وجاءت ثورة يناير وغيرت لكن حدثت تداعيات أخري، كان لابد من استيعابها بسرعة والصبر عليها، وهذا الأمر ينطبق علي كثير من أجهزة الدولة ومؤسساتها.
قلنا للرئيس: بمناسبة الحديث عن أجهزة الدولة، هناك كثيرون يرون أنها لا تسير بنفس إيقاع الرئيس؟
السيسي: لابد أن تعلموا أن ماكينة الدولة لا تتحرك بين يوم وليلة. فيجب لكي تنضبط وتستجيب ويشعر العاملون بها بالنجاح ويسعدون بها أن تأخذ وقتا
أنا لا أدافع عن أجهزة الدولة، وإنما أسأل هل بعد 40 عاماً مما جري لهذه الأجهزة، ثم بعد 4 سنوات مضت علي ثورة 25 يناير، يمكن أن نتصور أن التراكمات لم تؤثر سلبياً علي الأوضاع الراهنة ثم أضاف قائلاً: لقد كنت صريحاً جداً مع الشعب، وقلت إن الأزمة التي تواجهها مصر في كل المجالات أكبر من أي رئيس، لكنها ليست أكبر من الشعب المصري، هناك معاناة، ويجب أن نتحملها سوياً.
نبدأ من زيارتك للصين. كنا معك ولمسنا نجاح الزيارة. وقلتم لنا هناك أن ما جري هو خطوة علي صعيد جذب الاستثمارات الصينية وتوقيع مذكرات تفاهم لتنفيذ مشروعات عديدة مع الصين، لكن لابد أن تتلوها خطوات من جانبنا.. ما هو في تصوركم الإنجاز الأكبر الذي خرجتم به من هذه الزيارة، وما هي تكليفاتكم للحكومة في اجتماعكم الوزاري أمس الأول للإسراع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه؟
السيسي: نتائج الزيارة جيدة، ولدينا واجب عمل هو أن نجهز أنفسنا لاستكمال الموضوعات، وأن تتحول مذكرات التفاهم إلي اتفاقات ونوفر المناخ المناسب لها وننفذها.
أما الدرس فهو أن معجزة الصين هي معجزة الإنسان. المعجزة هي الإنسان وليس مجرد الاستراتيجية والتخطيط. الشخصية الصينية هي سر النجاح في مسيرة الصين علي مدي أكثر من نصف قرن. وهذا هو ما أعول عليه، عندما استدعي واستنهض همة المصريين. لهذا قلت إن حفر القناة يجب أن يتم في سنة وكذلك مشروع الطرق، حتي يستعيد المصريون ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم.
هذه كانت أول زيارة لي إلي الصين، وكانت أول إطلالة لي علي البلد. وقلت لنفسي ما الذي أريد أن آخذه معي من هذا البلد، ووجدت أنه دور الشخصية الصينية في بناء بلدها وصنع المعجزة. لقد زرت مدينة شنجدو في ختام زيارتي وهي عاصمة إقليم «شيسوان»، هذا الإقليم تعداده 90 مليون نسمة أي نفس تعداد سكان مصر، ودخله يصل إلي 500 مليار دولار سنوياً، ورغم هذا يأتي في المرتبة الثامنة بين الأقاليم الصينية الأكثر دخلا، أي أن كل 100 مليون صيني ناتجهم القومي ما بين 600 إلي 700 مليار دولار. وهذا أمر لابد أن نتوقف عنده.
أنا شفت بلداً كانت ظروفها أصعب من ظروفنا، لكنها استطاعت خلال مدة زمنية أن تنهض وأن تنافس علي المرتبة الأولي بين الاقتصادات الأكبر في العالم. هذا ليس أمراً بسيطاً. وعلينا أن ندرس كيف نجح 1300 مليون صيني أن يحولوا المحنة إلي منحة.
هذا نضال أمة في بناء مستقبلها، من خلال رؤية وضعها ماوتسي تونج، وسار عليها قادة الصين الذين خلفوه. اشتغلوا، ولم يهدأوا، وأصبح هناك سباق يؤدي إلي هذا التقدم وهذه المعجزة.
كان لدينا في مصر تجربة سابقة علي تجربة الصين هي تجربة محمد علي، وتجربة مواكبة لها هي تجربة عبدالناصر.
نعم.. لكن تم اجهاضهما، فلو كنت تقود عربة، وهناك من يترصدك ويضيق عليك، فقد تصطدم بحائط.
الاجتماع الوزاري الذي عقدته أمس الأول لرئيس الوزراء وعدد من الوزراء الذين كانوا يرافقونك في رحلة الصين، تركز علي نتائج الزيارة.. ماذا دار في الاجتماع؟
حضر الاجتماع أيضا وزير الإسكان، لنبحث في الأراضي التي ستخصص للمشروعات مع الصين.
والحقيقة إحنا كنا متحركين من قبل الزيارة، وأرسلنا وفداً وزاريا قبلها بعشرة أيام، ولو كان الأمر يحتاج كنت استبقيت الوفد المرافق لي في الصين ليكمل المباحثات. وفي الاجتماع الوزاري طلبت أن نرسل إلي الصين لتحديد موعد اجتماع اللجنة الرباعية المشتركة التي تضم رئيس لجنة الاصلاح والتنمية ووزير التجارة من جانبهم، ووزيري التجارة والاستثمار من جانبنا، وهي لجنة مكلفة ببحث المشروعات وآليات تمويلها. وقد أرسلنا لهم فعلاً وقلنا إننا مستعدون لاستقبالكم أو أن نأتي لكم.
سيادتك منشغل بقضايا الاستثمار والاقتصاد، هل سينعكس هذا علي تشكيل مجالس معنية بذلك داخل الرئاسة؟
السيسي: في الحقيقة نحن نفكر في إنشاء مجلس أعلي للاستثمار يرأسه رئيس الجمهورية، وسيتم تشكيله قبل المؤتمر الاقتصادي في مارس المقبل، حتي يأخذ وضعه الطبيعي، وتصل رؤيته لكل الناس: أيضا سنعلن قريبا عن إنشاء مجلس تخصصي للتنمية الاقتصادية تابع للرئاسة.
وزير الإسكان حضر الاجتماع، هل تحدثت معه في شكاوي الطبقات المتوسطة من ارتفاع أسعار وحدات الإسكان المتوسط؟
السيسي: عايز أقول إن هناك هامش ربح محدودا في هذه الوحدات، توجه حصيلته إلي الإسكان الاجتماعي لذوي الدخل المحدود. وكنت أراجع الموقف مع وزير الإسكان، ووجدت أن عدد المتقدمين للإسكان الاقتصادي أكثر من عدد الوحدات المعروضة. فرق الثمن أو هامش الربح نمول به إسكان الغلابة، ولابد أن أخلي بالي ونخلي بالنا منهم، ونحاول ايجاد أساليب تمويل مختلفة، فلا يكفي أن تضع الدولة مبلغا سنويا للإسكان الاجتماعي. لأننا لن ننشيء وحدات ضيقة مساحة 40 متراً، إنما سننشيء إسكانا يليق بالناس وسنموله بفارق السعر عن الوحدات الاقتصادية لذوي القدرة الأكبر.
سيادة الرئيس: اليوم يمر 200 يوم علي توليكم الرئاسة. كيف تري الصورة الآن، هل اختلفت عما رأيتها يوم 8 يونيو الماضي حين دخلت إلي قصر الاتحادية؟!.. هل تسلل إليك أي شعور بالإحباط؟
السيسي: لا يوجد عندي أي شعور أو شكل من أشكال الإحباط. الحقيقة أنا فرحان بالمصريين، وكلما أجد ضغوطا تزداد من الداخل أو الخارج، أراها دليل نجاح، ليس لي وإنما نجاح لمصر.
فقط.. أريد أن يستمر سياق الوعي الجمعي.
علينا أن نتحدث لغة واحدة لكي نحقق المهمة. مش عايزين نتذبذب أو نتردد أو نحبط، وإنما نسير علي خط واحد.
أريد للناس أن تطمئن. إحنا ماشيين كويس. ولما قلنا في سنتين سنعبر عنق الزجاجة، كنت أضع هذا هدفا لنا جميعاً وسوف نحققه بفضل الله.
عندما دخلت هذه الغرفة، وجلست علي مكتب الرئيس.. ماذا قلت لنفسك؟
السيسي: قلت المهمة لن تكتمل إلا بوقفة كل المصريين معي، وأن يكون الشعب كله كتلة واحدة. هذا سياق ليس فيه إسقاط علي أحد، ولا هجوم علي آخر.
مهمتي أن ألملم جراح مصر. البلد جرح علي مدي سنين، هذه مسئوليتنا جميعاً.. قوي سياسية، وإعلام، وشباب. علينا أن نلملم الجراح، وأن نعيد اصطفاف الناس. حتي المعارضين يجب عدم انتقادهم. كفانا عنفا وتمزقا، فمصر كادت تضيع، وعلينا ألا نختلف.
في إطار السعي للاصطفاف الوطني، أليس هناك شباب منفعل في الجامعات، لم يرتكب جرائم عنف أو يسفك دماء، وتظاهر، وتم القبض عليه؟
السيسي: أكيد هناك أبرياء.
هل أمرت بتصفية أوضاع المقبوض عليهم من هؤلاء الشباب للتفرقة بين مرتكبي العنف وغيرهم، للإفراج عن الأبرياء؟
السيسي: كلفت لجنة واثنتين، مرتا علي السجون بالكامل، وهناك لجنة من شباب الإعلاميين تمر علي السجون لتري بنفسها.
وكلفت وزير الداخلية بإجراء مراجعة شاملة. وأي بريء سيخرج.
هل تشعر بثقل الهموم؟
السيسي: الهم.. إنني أفكر طوال الوقت. وأفكر وأتحرك. لابد أن نتحرك وفق تصور مبني علي حماية وطن. لست وحدي من يحمل هم الوطن، كلنا شايلين وطننا مع بعضنا البعض. أشعر بالهم لأن 3 أرباع موازنتنا تذهب للدعم وفوائد الدين والأجور، بينما لا يتبقي إلا 135 مليار جنيه للإنفاق علي الصحة والتعليم والخدمات والمرافق وباقي وزارات الدولة.
في بداية مظاهرات الجامعة قلت لا أمانع أن يتكلم الطلاب، يقولوا ما يريدون لكن بلاش نهدم الجامعات أو نخربها. هل في هذه الحالة سيأتي سائح أو تأتي استثمارات؟.. إذن نجيب منين؟
نذكر في لقائك مع رؤساء الجامعات الصينية، أنهم قالوا لك إن عدد المبعوثين المصريين في الصين 200 طالب.. وقلت لهم: كنت فاكرهم 200 ألف. كيف تفكر في مسألة البعثات؟
السيسي: لقد ضاعفت ميزانية البحث العلمي مرتين من حصيلة صندوق «تحيا مصر»، وأنا أسعي إلي مضاعفة عدد المبعوثين. نحن نريد أن نعرف إلي أين وصل العالم وننقل الخبرة لمصر، ولو نقدر مضاعفة العدد 10 مرات، نحن المستفيدون علميا وثقافيا. فحجم الوعي سيزداد. نحن أصحاب مصلحة في ارسال النخباء من الشباب المتميز للدراسة بالأخص في العلوم التطبيقية.
وكنت أفضل أن الإعلام ينظم مسابقات، تحضرها شخصيات من النخب، لاختيار أفضل عالم، أو أكثر فلاح انتاجية، أو عامل مبتكر، أو طالب نابه، مثلما ينظم مسابقات أفضل الأصوات الغنائية. أليس هذا أفضل من مسابقة أفضل راقصة؟
علي ذكر صندوق «تحيا مصر».. كان الهدف أن تصل حصيلته إلي 100 مليار جنيه، لكنها لم تتعد 6 مليارات جنيه.
السيسي: نعم هذا صحيح.
أليس هناك تقصير من الميسورين ورجال الأعمال؟
السيسي: مش حاخد من جيب حد غصب عنه، ولا بسيف الحياء. القيم الدينية تمنعني من هذا. وهذه استراتيجية ثابتة. نحن سننشط الصندوق في الفترة المقبلة، والإعلام له دور كبير في هذا. ونحن خصصنا مبالغ من الصندوق لإنشاء قري لذوي الإعاقة تضم أندية ودور ضيافة، وضاعفنا ميزانية البحث العلمي من مخصصات الصندوق.
ماذا تقول لرجال الأعمال؟
السيسي: أقول لهم اعملوا.. واستثمروا.. بلدكم في حاجة إليكم.
هل تفكر في إنشاء آليات أو مجالس جديدة بمؤسسة الرئاسة؟
السيسي: المجالس التي أنشئت وآخرها المجلس الجديد للتنمية الاقتصادية هي جزء من هذا الكيان. نحن نريد أن نصل ما انقطع في المؤسسة خلال السنوات الأربع الماضية ونعيد بناءها، دون أن تكون فيها أخطاء. لكني أخشي أن كثرة الآليات تعرقل العمل. فمجلس الوزراء به مجموعات عمل وزارية متخصصة، ولا أريد تعارضا. ولابد أن تعلموا أن المشوار طويل. ونحن نعمل بكل جهد. وما نشعر به الآن هو من أعراض السنين الماضية، ولسة حنعاني منها، لكنها الآن ليست أعراض مرض، إنما أعراض استشفاء.
هل أنت راض عن أداء الحكومة؟
في ظل الظروف الراهنة.. الأداء جيد. لكننا نحتاج أكثر من كدة بكثير. نحتاج إلي طاقة عمل مبدعة مخلصة.
هل تشعر بالرضا عن أداء جميع الوزراء؟
السيسي: لا.. ليس كلهم.
نعرف أنك تعطي مهلة ثم أخري، ولقد قلتها مرتين أن المسئول الذي لا يقدر علي العطاء والأداء بالإيقاع المطلوب عليه أن يترك منصبه. هل ستقولها مرة ثالثة.
السيسي: الثالثة تابتة.
هل يمكن أن يتم تعديل وزاري قبل إجراء الانتخابات؟
السيسي: ما تتطلبه المصلحة العامة.. سيتم.
حركة المحافظين تأجلت أكثر من مرة.. هل يمكن أن تتأجل إلي ما بعد الانتخابات؟
السيسي: لازم تتم في يناير إن شاء الله. وستكون واسعة.
هل مازالت المطالب الفئوية تمثل مشكلة؟
السيسي: الشعب المصري واع، ويدرك الأحوال وحجم التحديات والجهد الذي نبذله. لذا لا يطالب بمطالب فئوية ولا يتعاطف معها.
كيف تقيم الوضع الأمني، خاصة في سيناء؟
عملية سيناء الكبري تتم بعيدا عن الأنظار منذ 25 يوما. هناك أسلوب جديد وشامل في التعامل مع الإرهاب. اجراءات تأمين الحدود تمضي قدما. تم اخلاء 500 متر في رفح، ثم 500 متر أخري علي خط الحدود مع قطاع غزة.
العمل اليومي يتم بصورة شاملة في سيناء وكذلك في حدودنا الغربية مع ليبيا، والعمل بالكامل يتم داخل الحدود المصرية. أيضا عملية تأمين حدودنا البحرية تمضي قدما.
نلمس حماسك وأنت تتحدث عن القوات المسلحة؟
السيسي: لي الشرف أن انتمي لهذه المؤسسة التي حمت مصر مرتين. والآن تحميها للمرة الثالثة في معركة التنمية. الجيش المصري أسطورة فهو الذي شال البلد، وأعادها إلي خريطة العالم.
كيف ينتقل انضباط وسرعة إيقاع القوات المسلحة إلي الأجهزة المدنية؟
السيسي: الأجهزة المدنية لم تأخذ بعد مكانها الطبيعي، ويمكن أن تكون بنفس الروح والهمة، لو أن المسئول حتي علي المستوي الصغير نزل من الصباح الباكر ليتابع رجاله في عملهم ويشجعهم.
نأتي إلي المشروعات الكبري.. عندما تتأمل خريطة مصر.. وتجد القناة الجديدة، ومحور تنمية القناة، ومشروع الطرق الضخم، ومشروع استصلاح مليون فدان، والمثلث الذهبي، والعاصمة الجديدة، والمدينة المليونية في العلمين.. كيف تشعر، وحتي نري ثمار هذه المشروعات؟
السيسي: سنري آثار ما نتكلم عنه بعد سنتين، وسيشعر كل مواطن العامل والفلاح والإنسان البسيط وغيرهم بثمارها.
كيف أقف بجانب الفلاح؟.. أقف معه بعلم.أريد أن تكون منتجاته مصنفة عالميا ليزداد عائده من الأرز والقمح مثلاً. علي سبيل المثال لدينا 262 شونة، والشونة هي أرض خلاء توضع بها الغلال، وتكون معرضة للقوارض والطيور والحشرات والتخريب. بدأنا بتحديث 100 شونة منها، وسنسلم 62 شونة في إبريل، تقوم بتطويرها شركات مدنية تحت إشراف القوات المسلحة. وهناك 25 صومعة غلال سيتم تطويرها بعد سنة. وطاقة الشونة تصل حتي 10 آلاف طن، بينما الصومعة 60 ألف طن.
هل هناك تحديات أخري، غير المشروعات القومية الكبري؟
السيسي: عندنا تحدي الكهرباء لمنع انقطاع التيار في الصيف المقبل. ولقد تعاقدنا فعلاً علي محطات سابقة التجهيز سيتم تحميلها وتركيبها في مصر. هذه المحطات تتكلف 2٫65 مليار دولار، ووقود تشغيلها يتكلف 3 مليارات دولار سنوياً، أي المجموع يعادل 40 مليار جنيه، هذا غير مشروعنا الطموح الذي بحثناه مع الجانب الصيني لإضافة 18 ألف ميجاوات طاقة كهربائية، ليس فقط لتغطية العجز، وإنما للوفاء باحتياجات المشروعات التنموية في المرحلة القادمة.. هل تعلمون كم تتكلف؟.. مابين 30 إلي 35 مليار دولار، ونحن نبحث مع الصين تمويلها مع فترة سماح تصل إلي 7 سنوات والسداد علي مدة تصل إلي 30 عاما.
نعود للجهد الذي يتم بخلاف المشروعات الكبري.
السيسي: نقيم 28 كوبريا علي مزلقانات القطارات وستنتهي خلال 6 شهور.. سنسلم قريباً ما يقرب من ألف تاكسي مجهزة بالعدادات والغاز، كمرحلة أولي في القاهرة والمدن الكبري، مقابل سحب السيارات القديمة مع هامش نقدي بسيط. أيضا سنسلم الشباب 500 سيارة نقل ثلاجة حمولة 7 أطنان خلال 45 يوماً، تستخدم لنقل اللحوم والخضر والفاكهة، وأيضا كمنافذ موازية متنقلة توزع اللحوم والخضراوات بأسعار مناسبة. أيضا سنوزع 3 آلاف فدان من أراضي مزرعة الأمل بالإسماعيلية.
ما موقف تدشين المشروعات الكبري؟
السيسي: مشروع استصلاح المليون فدان سيتم إطلاقه خلال الربع الأول من العام الجديد، وكان لابد لي أن أتأكد قبل إطلاق المشروع من وجود معدات حفر آبار يبلغ عددها من 4 آلاف إلي 6 آلاف بئر، لأن معداتنا لا تكفي سوي لحفر ألف بئر، وتعاقدنا لشراء هذه المعدات من أمريكا والصين، وقلنا لشركات القطاع الخاص ان تشتري ولا تخشي شيئا، ووزارة البترول تدبر معدات وكذلك القوات المسلحة.
العاصمة الجديدة ستقام بين طريقي السويس والعين السخنة، وسنطرح مسابقة خلال أسبوع لتصميمها.
وبالنسبة للعلمين.. نحن نعمل في التصميمات وهي مرتبطة بمشروع المليون فدان، لان منها 200 ألف فدان في الساحل الشمالي الغربي.. سنقوم بتدشين مدينتي الإسماعيلية الجديدة ورفح الجديدة ومشروع الاستزراع السمكي في مطلع العام الجديد، وسيتم افتتاح المدينتين مع افتتاح القناة الجديدة في أغسطس المقبل.
وبالنسبة لمحور تنمية قناة السويس، فالشركة تعمل في وضع التصميمات والمخطط العام، وسيتواكب معه رفع كفاءة موانينا ومطاراتنا. وسنقيم 7 أنفاق تحت القناة، 3 في بورسعيد منها نفق للسكك الحديدية، و3 في الإسماعيلية منها نفق للسكك الحديدية، ونفق للسيارات في السويس بجانب نفق الشهيد أحمد حمدي.. وسوف تصل 4 ماكينات في شهر سبتمبر القادم، لتنتهي بعدها بسنة.
أما المزارع السمكية، فسنقيم 250 مزرعة بالتعاون مع الصين في كفرالشيخ وسيناء وستتم خلال سنة.
مشروع الطرق بأطوال 3200 كيلو متر ومنها الطريق الدائري الاقليمي سينتهي في اغسطس المقبل. الحركة ستختلف وشكل مصر سيعاد رسمه.. مشروع قناة السويس كان يتطلب 5 سنوات وطلبت أن ينفذ في عام. واثناء وجودي في الصين، كنت أتصل يوميا بالفريق مهاب مميش واللواء كامل الوزير لاطمئن علي سير العمل وكفاءة التنفيذ.. وبإذن الله ستجدون معي في أغسطس القادم واقعا مختلفا، وسنجد مشروع حفر القناة، قد أصبح قناة جديدة مفتوحة للملاحة.
عمل شاق وكبير يتم بالتوازي.. بالمناسبة كم يتكلف مشروع استصلاح المليون فدان؟
سيتكلف 280 مليار جنيه. لانه ليس مجرد استصلاح أرض وحفر آبار. وانما مساكن ومدارس ومستشفيات وخدمات في كيانات ومجتمعات عمرانية تضم أيضا مصانع للمنتجات الزراعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.