تباينت ردود الفعل علي قرار وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية باعطاء الضوء الاخضر للرئيس الفلسطيني محمود عباس للدخول في مفاوضات مباشرة مع الاسرائيليين حيث اثار القرار ردود فعل فلسطينية وإسرائيلية وعربية ودولية متباينة. في الاراضي الفلسطينية، عبرت حركتا حماس والجهاد الاسلامي عن رفضهما استئناف اي مفاوضات مباشرة مع اسرائيل. وقال صلاح البردويل القيادي في حماس إن الموافقة العربية علي البدء في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل انسحاب واضح من المسئولية تجاه القضية الفلسطينية في الوقت الذي يتوغل فيه الاحتلال علي الأرض والمقدسات"، محذراً من مغبة الانخراط في هذه المفاوضات، لأنها ستشكل مسماراً في نعش القضية الفلسطينية". وقالت حماس في بيان، إنها ترفض أي دعوة عربية لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال وتعتبر ذلك خطيئة سياسية كبري. وأوضحت حماس أن الرئيس عباس "غير مفوض بالتفاوض بالنيابة عن الشعب الفلسطيني في ظل انتهاء صلاحياته وعدم أحقيته هو أو غيره بالمساس بالحقوق والثوابت الفلسطينية". من ناحيتها، جددت حركة الجهاد الإسلامي رفضها لاستمرار المفاوضات بكل أشكالها وصورها"، مشيرة إلي أن "استمرار المفاوضات يعني تهويد القدس وضياع الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني. وفي اسرائيل رحب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بقرار الجامعة العربية وقال انه علي استعداد لبدء مفاوضات مباشرة وصريحة مع السلطة الفلسطينية في الايام المقبلة مضيفا انه من الممكن التوصل الي اتفاق سلام بين البلدين في مستقبل قريب بفضل مفاوضات مباشرة. من جهتها, اعتبرت الولاياتالمتحدة موقف الجامعة العربية الموافق علي بدء المفاوضات المباشرة مشجع وذلك علي لسان المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي. في حين جدد الرئيس السوري بشار الاسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز التأكيد علي ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية كضمان اساسي لحقوق الشعب الفلسطيني. وكان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسي ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم قد اعلنا في مؤتمر صحفي عقب انتهاء اجتماع لجنة مبادرة السلامة العربية ان الجامعة وافقت من "حيث المبدأ" علي المحادثات الفلسطينية المباشرة مع اسرائيل. وردا علي سؤال عما اذا كانت الجامعة العربية ستؤيد المحادثات المباشرة، قال: "ان هناك بطبيعة الحال اتفاقا لكنه اتفاق من حيث المبدأ" علي ما سيشمله النقاش واسلوب المفاوضات المباشرة. وتركت لجنة مبادرة السلام الباب للرئيس الفلسطيني لتحديد الموعد المناسب للعودة للمفاوضات المباشرة، واضاف ان اتخاذ قرار اجراء محادثات مباشرة من شأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفقا لما يراه مناسبا.