استضافت العاصمة السودانية الخرطوم أعمال المؤتمر الخامس لوزراء خارجية دول الجوار الليبي بحضور مبعوثي الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي. ويأتي المؤتمر في إطار متابعة الجهود المبذولة التي بدأت 25 أغسطس الماضي في القاهرة بإطلاق مبادرة دول الجوار الليبي والتي تهدف إلي استعادة الاستقرار إلي هذا البلد من خلال دعم المؤسسات الشرعية هناك في سعيها لبناء قدراتها للقيام بدورها في حفظ أمن البلاد ومكافحة الإرهاب وسبل تنفيذ هذه المبادرة. وقال وزير الخارجية، سامح شكري، في كلمته أمام المؤتمر، أن الوضع في ليبيا يشهد تطورات تثير القلق، ويتطلب تعاونا وجهدا كبيرا، مشيرا إلي أن دول الجوار الجغرافي لليبيا اعتمدت مبادرة جماعية تعيد الاعتبار لمفهوم الدولة وتحييد الميليشيا وممارساتها التي تتنافي مع متطلبات الحياة العصرية. وأضاف شكري إن هناك قدرا من التفاؤل بعد قيام دول الجوار الليبي في طرح الإطار السياسي لتسوية الأزمة الليبية والذي شاركت مصر في صياغته مع دول الجوار في أغسطس الماضي بالقاهرة. وقال شكري: «أعول كثيراً علي أن يوجه اجتماعنا رسالة واضحة لتأكيد وحدة موقفنا وراء كافة المبادئ التي تضمنتها مبادرتنا لاسيما منها ما يتعلق ببناء دولة قوية وبمكافحة الإرهاب والتطرف». وتابع: «لا شك لدينا من جانب آخر أن الحوار بين الليبيين هو السبيل الأفضل لترجمة تلك المبادئ واقعاً، وهو ما دعانا إلي إيلاء مكانة واضحة للحوار في مبادرتنا علي أن يتم بين قوي تعتمد السياسة وسيلة لتحقيق أهدافها وتتخلي عن الخيار العسكري والعنف أسلوبا لبلوغ الغايات». ولفت وزير الخارجية إلي أن «هذه المبادرة أتاحت للمبعوث الدولي للأزمة الليبية، برناردينو ليون، أن يقترب من منهجنا، وها هو قد أعلن عن جولة حوار بين أطراف الصراع في ليبيا بعد تفاهم مع مختلف القوي الليبية علي قواعد وأهداف العملية السياسية». ونقلت وكالة الأنباء السودانية «سونا» عن وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، قوله في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية إن المؤتمر يعقد في ظروف بالغة التعقيد تمر بها دولة ليبيا. وشدد كرتي علي أن «الوقت حان للوقوف مع ليبيا وإزالة الهوة بين كافة الأطراف بعيداً عن أي مصلحة سوي حقن دماء الأشقاء في ليبيا»، مشيرا إلي أن «هناك أطرافا خارجية وتقاطعا للمصالح ساهم في تأجيج الصراع». وأضاف وزير الخارجية أن منهج الحوار لحل القضية الليبية يقوم علي جانبين أمني عسكري برئاسة الجزائر وآخر سياسي برئاسة مصر، معرباً عن أمله أن يؤدي المؤتمر إلي فتح آفاق جديدة لحل القضية. ويشارك في اجتماع الخرطوم وزراء خارجية مصر والسودان وتونس والجزائر وتشاد والنيجر، كما يحضر أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، ومبعوث الجامعة العربية إلي ليبيا «ناصر القدوة «، ومبعوث الاتحاد الإفريقي دليتا محمد دليتا. من جهة أخري، أعلن جنرال أمريكي أن تنظيم «داعش» الذي يسيطر علي أنحاء واسعة في سورياوالعراق لديه معسكرات تدريب في شرق ليبيا، مشيرا إلي أن القوات الأمريكية تراقب عن كثب هذه المعسكرات التي قلل في الوقت نفسه من أهميتها. وقال الجنرال ديفيد رودريجيز، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، إن تنظيم داعش»أقام معسكرات تدريب هناك» في ليبيا، فيها حوالي 200 مسلح. وسبق للدول الغربية الكبري أن أبدت خشيتها من أن يستغل المتطرفون الانفلات الأمني والسياسي الذي تشهده ليبيا من أجل التمدد في هذا البلد، لكن الجنرال رودريجيز استبعد القيام بأي عمل عسكري في المستقبل القريب ضد هذه المعسكرات «حديثة العهد». وقال إن نشاط داعش في ليبيا «محدود جدا وحديث العهد». وردا علي سؤال عما إذا كان من الوارد توسيع رقعة الغارات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة مع حلفاء لها ضد تنظيم داعش في كل من العراقوسوريا، بحيث تشمل معسكرات التنظيم في الأراضي الليبية، قال الجنرال الأمريكي «كلا، ليس الآن». وأضاف أن التنظيم الإرهابي «بدأ نشاطاته في شرق ليبيا، حيث يقوم بتقديم بعض الناس، لكن علينا أن نستمر في متابعة ورصد الوضع بعناية كي نري ما الذي سيحصل وما إذا كان التنظيم ينمو باطّراد».