ردود أفعال متناقضة أثارها مقالي يوم الجمعة الماضي حول أسباب سوء سمعة مستشفياتنا الجامعية.. وانتقادي لنظام العمل بها.. ولعدم التزام معظم أطبائها الكبار الذين ينتمون اليها شرفيا فقط..وعدم وجود ما يلزم «الاستاذ الدكتور» بالانتظام في الحضور رغم تقاضيه راتبه كاملا!! وانه لم يعد غريبا أن نجد كبار أساتذة قصر العيني وعين شمس مشغولين بسبوباتهم الخاصة في عز أوقات العمل الصباحية.. تاركين مرضاهم الفقراء بين يدي أطباء صغار يتعلمون فيهم دون اشراف!! اعترض بعض الأساتذة علي ما كتبته مؤكدين – بمنطق غريب - أننا لا يجب أن نحاسب أستاذ الجامعة مثل غيره لأنه بذل جهدا أكبر في الدراسة والبحث حتي أصبح أستاذا !!.. أما المرضي الفقراء.. فهناك اخصائيون صغار يتولون فحصهم وعلاجهم.. أما الحالات الصعبة فتنتظر موعد قدوم الأستاذ الكبير!! وأمام هؤلاء المعترضين وجدت والحمد لله أساتذة آخرين يفكرون بمنطق أكثر تواضعا ويؤيدون ما كتبته..حيث أكد لي أحدهم أن هناك فوضي بالفعل في محاسبة الأساتذة علي انتظامهم في الحضور داخل أقسامهم بمستشفياتهم الجامعية.. وأن الأستاذ ملزم بالحضور 8 ساعات فقط أسبوعيا.. ويمكنه توزيعها علي يوم أو يومين..ولكن حتي هذا اليوم لا يلتزم به معظم الأساتذة.. فيغيبون بالأسابيع دون أن يحاسبهم أحد.. وبعضهم لايظهر إلا أول كل شهر لقبض راتبه..أما المرضي الغلابة فيتولي علاجهم الأطباء الصغار.. مما أساء بالفعل لسمعة المستشفيات الجامعية. وسواء شئتم.. أم أبيتم.. فأحوال مستشفياتنا الجامعية مهينة ومزرية.. حتي الفقراء أصبحوا يهربون منها بعد ان أصبح شعارها الذي نعرفه جميعا «الداخل مفقود والخارج مولود». وحق علينا الآن أن نترحم علي الدكتور الكبير هاشم فؤاد عميد كلية طب القاهرة في الثمانينات والذي كان أنجح وأعظم من تولوا عمادة كلية طب قصر العيني.. حيث أعاد بناءه وتنظيمه دون امكانيات ضخمة أو ميزانيات اضافية.. بل فقط بإعادة الهيبة والاحترام والنظام.. وبالضبط والربط والحزم.. ولازال جميع تلامذة هاشم فؤاد يذكرونه وهو يتجول في طرقات وفناء قصر العيني باحثا بنفسه عن الأطباء «المزوغين» من عياداتهم المجانية.. ليوقع عليهم جزاءش فوريا وعلنيا.. وللأسف لم يستطع أي عميد آخر بعد هاشم فؤاد أن يعيد للقصر العيني مكانته.. بعد ان أصبحت هيبة الأستاذ الدكتور أكبر وأهم من هيبة قصر العيني.. الذي كان صرحا عريقا!!