خرج من بيته في الصباح الباكر.. ودع أسرته ووضع «قبلة» خفيفة علي جبين بناته الثلاثة، احتضنهن بقوة وكأنه يعلم انه الوداع الأخير.. أوصي زوجته بأن ترعي بناته حق رعاية وان تحافظ عليهن وأن تكون لهن الأب والأم.. شعرت الزوجة باستغراب شديد من هذه الكلمات.. أحسست بأن شيئا سيحدث خرج السيد أحمد محمد إبراهيم 42 عاما من منزله بمحافظة الإسماعيلية مستقلا سيارة تنقله إلي مقر عمله بقسم شرطة الشيخ زويد بشمال سيناء، انتهت اجازته في بداية شهررمضان، حزنت الزوجة والبنات كثيرا لأن والدهم لن يقضي معهم أول أيام الصيام، وصل إلي مقر عمله بقسم الشرطة واتصل بزوجته وطمأنها بأنه قد وصل إلي عمله، وأغلق هاتفه وكانت هذه آخر مكالمة بينه وبين أسرته.. وفي اليوم الثالث من شهر رمضان الكريم.. خرج السيد أحمد مع 3 من زملائه في منتصف الليل لشراء طعام «السحور» وبمجرد أن خرجوا من قسم الشرطة.. كانت سيارة تتبعهم وترصد تحركاتهم وعندما ابتعدوا عن القسم قليلا أمطروهم بوابل من الرصاص.. تم نقلهم إلي المستشفي وظل الشهيد واحدا في المستشفي حتي لقي ربه يوم 27 رمضان متأثرا بجراحه بعد ان استقرت 4 رصاصات في جسده.. أصبحت سعدية عبدالرحمن زوجة الشهيد في ورطة كبيرة لديها 3 بنات أكبرهن 17 عاما والأخري 15 عاما والأخيرة 12 عاما لم تستطع الانفاق عليهن فهي لاتعمل وليس لديهم أملاك ومنذ استشهاده لم تصرف له أي مستحقات إلا ألف جنيه تم صرفها من مديرية الأمن.. الأمر الذي جعل زوجته تشعر بأن دم زوجها لاقيمة له عند الحكومة وعند الشرطة التي كانت عضوا عاملا بها.. ليلة القدر قرر صرف 10 آلاف جنيه مساعدة لزوجة الشهيد وتناشد المسئولين بسرعة صرف مستحقات الشهيد المادية حتي تستطيع زوجته الانفاق علي بناته.