جون كيرى فى لقاء مع بعض القادة الخليجيين الارهاب والتطرف هما الشغل الشاغل للعالم اليوم باعتبارهما مصدر التهديد الاول لكل المجتمعات الدولية.وحين ألقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركز في جزء كبير منه علي ما أسماه ب»الإرهاب وسبل مكافحته». ولذلك توصلت دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدةالأمريكية في المحادثات التي جرت بينهم خلال الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدي التعاون الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدةالأمريكية، والذي عقد في نيويورك إلي توافق لاتخاذ خطوات ملموسة لمكافحة تنظيم «داعش»، كما تم بحث التحديات الرئيسية في المنطقة وتدارس الأفكار التي تعزز الاستقرار والأمن فيها، وتدعم وتعمق التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي. وشدّد الوزراء علي أن تنظيم «داعش» الإرهابي يشكل خطراً مباشراً علي السلام والأمن المشترك، وادانوا الجرائم البربرية التي يرتكبها التنظيم بما فيها القتل الوحشي والاغتصاب والاستعباد والتعذيب والاختطاف من أجل الفدية، والمتاجرة بالنساء والبنات، وحرق المنازل وتدمير البنية الأساسية. تدمير داعش واتفق الوزراء علي أن الحملة ضد «داعش» ليست قضية دينية أو طائفية، ولكنها في الأساس حرب علي الإرهاب والوحشية، كما تم الاتفاق علي أن يعقب هذه المباحثات اتخاذ خطوات عملية لتدمير «داعش» وهزيمته في نهاية المطاف لتحقيق الأمن والاستقرار، وذلك بقطع مصادر تمويله، وحظر سفر المقاتلين الأجانب للالتحاق به، وتبادل المعلومات حول نشاطاته. وعلي الرغم من كل هذا التنسيق وكل هذه الاجتماعات إلا أن الحرب علي "داعش" قد تطول، وقد لا تكون مآلاتها "الانتصار" علي الإرهاب بالضرورة... كما لم ينتصر التحالف الدولي ضد إرهاب القاعدة وطالبان في أفغانستان، رغم مرور أكثر من 13 عاماً علي بدء تلك الحرب وفي ضوء التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة، خاصة التهديد الذي يمثله «داعش»، اتفق الوزراء علي أن دول مجلس التعاون والولايات المتحدة سوف تستمر في اتخاذ خطوات جماعية ومتناسقة في إطار (منتدي التعاون الاستراتيجي) لتعزيز السلام والأمن والاستقرار والازدهار في كل أنحاء المنطقة، وقرر الوزراء التعاون في تحقيق ما يلي: 1. اتخاذ خطوات للحد من قدرات «داعش»، ومن ثم هزيمته وهزيمة المتطرفين الذين ينتهجون العنف، وذلك في ضوء ما تمت مناقشته من إجراءات، بما في ذلك قطع مصادر التمويل ومنع تجنيد المقاتلين، ومواجهة فكر «داعش» في وسائل الإعلام، ودعم مؤسسات الدولة العراقية بما يحقق الاستقرار ومحاربة «داعش». 2. بناء قدرات المعارضة السورية المعتدلة بما يمكنها من السيطرة علي الأرض والاحتفاظ بها، ويحقق حماية المدنيين السوريين من هجمات «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخري والنظام السوري. 3. دعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ضد الاعتداءات التي تقوم بها الجهات التي تعرقل السلام وتخالف الاتفاقات المبرمة، وتؤخذ بصددها قرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن، وضد تهديدات القاعدة في الجزيرة العربية، والمعرقلين الذين يعملون علي تعطيل الانتقال السياسي، وزيادة المساعدات لليمن باستخدام آليات فعالة تتسم بالشفافية والمساءلة. 4. رفع مستوي الاهتمام بمبادرات الأمن البحري متعددة الأطراف (بين منظومة مجلس التعاون والولايات المتحدة)، وزيادة قدرات مركز مجلس التعاون للعمليات البحرية ومقره البحرين، لتبادل المعلومات البحرية في منطقة الخليج، وزيادة المشاركة في التمارين العسكرية والمنتديات التي تركز علي التعاون في أمن الخليج. 5. تعزيز التنسيق الأمني بين الجانبين خاصة في مجال الدفاع الصاروخي البالستي، والاستمرار في تحقيق التقدم في تطوير نظام دفاعي صاروخي متكامل للخليج. 6. عقد الاجتماع الثاني للجنة الأمنية المشتركة، المسئولة عن قضايا محاربة الإرهاب وأمن الحدود، في أسرع وقت ممكن، مع تركيز خاص علي محاربة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز أمن الحدود، وأمن الفضاء الإلكتروني، ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تدعو لاستخدام العنف. 7. مواصلة التقدم في الشراكة الاقتصادية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة في ضوء المباحثات التي عقدت بين الجانبين في يونيو الماضي في منتدي التجارة والاستثمار الخليجي الأمريكي في واشنطن. 8. استكشاف مجالات إضافية لتعميق التعاون بين مجلس التعاون والولايات المتحدة، بما ذلك المجالات الاقتصادية والتعليمية والعلمية والثقافية والصحية. ولكل الأسباب السابقة فإن الحرب علي الإرهاب والتطرف وصناعة الطوائف، يجب أن تكون عربية بالدرجة الأولي. وعلي الدول التي ساهمت في صناعة هذه الظاهرة ونموها، إدراك حجم الخسائر التي تسببت فيها خاصة تداعياتها علي الاجيال المتعاقبة. كما ان هناك علامات استفهام كثيرة حول سبل الحرب علي الارهاب ونتائجها، وهذا ما يجب أن تتجه نحوه الأسئلة، وعلي قوي الإسلام السياسي الأكثر عقلانية أن تكون أكثر وضوحا في هذا الملف. مع الأخذ في الاعتبار بضرورة إعادة تعريف الإرهاب، وإعادة تعريف الإسلام السياسي الجديد، ووضع حدود فاصلة بين من يريد أن يمارس الديمقراطية باستخدام مضامين إسلامية سلمية، وبين من يستخدم الإسلام للقتل والترويع. فقد مرت سنوات طويلة رسمت القوي الأيديولوجية العربية والإسلامية صورة نمطية تندرج تحتها مفاهيم خاصة للإرهاب، تبناها السواد الأعظم من العرب، مشوبة بالشك والتعاطف مع تلك الجماعات، نتيجة التورط والتوظيف الغربي لمفهوم «الحرب علي الإرهاب» لمصالح سياسية واستراتيجية، كما حدث في احتلال العراق والحرب في أفغانستان. إلي هذا الوقت، هناك ثلاثة محاور أساسية للحرب العربية علي الإرهاب: الأول، أن الحرب شاملة ولا تتوقف عند حدود الجماعات السُنّية المتشددة في سورياوالعراق، بل المفترض أن يكون الخطاب واضحا، وأن تشمل التطرف من جانب كل الطوائف في تلك الدول؛ في اليمن الذي وصل إلي مفترق صعب، ولبنان المرشح للانفجار في أي لحظة، وليبيا التي تتقاسمها جماعات متطرفة إلي جانب القبائل وأجهزة الاستخبارات الدولية. أما المحور الثاني، فهو الوضوح الاستراتيجي من قبل بعض الدول، إقليميا ودوليا، والتي لها تاريخ معروف في صناعة هذه الجماعات ودعمها. ويمكن أن يتم ذلك من خلال تبني مجموعة من المبادئ والممارسات الدولية الجماعية لوقف امداد الأموال والأسلحة، وأساليب الاحتضان والدعم كافة. والمحور الثالث هو أنه حان الوقت لإطلاق مشروع ضخم للأمن والتنمية، يكون جوهره عربيا، ومفتوحا لشراكات أخري، لمحاصرة تلك الجماعات قبل ان تستفحل. إئتلاف دولي ولا تخفي الأطراف المنضوية في التحالف الدولي ضد الإرهاب، "الأجندات الخاصة" بكل منها فعندما يتعلق الأمر ب "الشق السوري" في هذه الحرب، نري دولاً متصارعة، تلتقي مصالحها حول هدف "اسقاط النظام"، تركياوقطر، تدعمان هذا الهدف بوصفه شرطاً للانتصار في الحرب، فيما السعودية، ومعها عدد من الدول العربية يتفاوت مدي إصرارها علي إنجاز هذا الهدف. ومنذ البدء في تشكيل ائتلاف دولي واسع ضد "داعش"، لم تخفِ أنقرة رغبتها في إنفاذ مشروعها لإنشاء منطقة عازلة في شمالي سوريا، تمتد بعمق 30 – 40 كيلومتراً، علي امتداد حدودها مع سوريا، محمية بغلاف جوي أطلسي وبقوات تركية برية علي الأرض لتفرضه كشرط لانخراط تركيا في الحرب علي داعش.في المقابل، اشارت قطر ومن يتفق مع رؤيتها الخاصة بمستقبل هذه الحرب الي ضرورة اسقاط بشار ونظامه لان هذا النظام لم يرتكب جرائم ضد الإنسانية فحسب، بل أن بقاء بشار علي رأس النظام السوري، كفيل بأن يجدد في المستقبل ظهور موجات جديدة من الإرهاب في سوريا والمنطقة بعمومها. استدعت هذه المواقف ولا تزال تستدعي، حالة من الاستنفار والغضب الشديدين في عواصم المحور الثالث (موسكو – طهران )، فهي وإن شددت علي استعدادها الانخراط بكل قوة في الحرب علي الإرهاب، إلا أنها ما فتئت تحذر من مخاطر انحراف هذه الحرب صوب أهداف أخري وأجندات خبيئة.