وأقول بكل الصدق أن الرئيس السيسي لم ينجح فقط في كشف الهيئة، ولكنه نجح وتفوق بامتياز أيضا في إنجاز ما فشل فيه الإعلام المصري طوال الفترة الماضية من البداية وحتي نعطي كل ذي حق حقه أقر وأعترف أنني لست صاحب تعبير « كشف هيئة للرئيس « وانما هو الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل متعه الله بنعمة الصحة والعافية وذلك في حواره التليفزيوني مع الإعلامية لميس الحديدي قبل سفر الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الولاياتالمتحدة للمشاركة في الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة، متوقعا بخبرته وحنكته السياسية ما سوف يواجهه الرئيس السيسي منذ اللحظة التي ستطأ فيها قدماه الأرض الأمريكية. بالفعل صدقت نبوءة الأستاذ ووجد الرئيس المصري نفسه في كشف هيئة حقيقي أمام عتاة السياسة بل لا أكون مبالغا إذا وصفتهم بالشياطين الذين أداروا وخططوا للسياسة الأمريكية منذ السبعينيات من القرن الماضي..فمن العتويل والشيطان الأعظم والداهية الدكتور هنري كيسنجر إلي المرعبة مادلين أولبرايت إلي هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون وغيرهم كثيرون من الصقور الأمريكيين الذين سارعوا إلي الالتقاء والتعرف علي ذلك الرجل الذي قلب الموازين و» فركش « المخططات الأمريكية التي كانت تستهدف إعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة تصب في خانة المزيد من الهيمنة الإسرائيلية، وذلك بعد أن سخره الله سبحانه وتعالي لكي ينقذ مصر من سكة « اللي يروح ما يرجعش» التي كانت منجرة لها جرا بفعل شياطين الداخل والخارج ! وأقول بكل الصدق أن الرئيس السيسي لم ينجح فقط في كشف الهيئة، ولكنه نجح وتفوق بامتياز أيضا في إنجاز ما فشل فيه الإعلام المصري طوال الفترة الماضية، وذلك فيما يتعلق بتوصيل الصورة الحقيقية عن الواقع الجديد في مصر وإبراز أن ما حدث مرده إلي إرادة شعبية أبت أن تري بلدها صاحب التاريخ والحضارة يختطف إلي جهة غير معلومة. قد لا يفهم البعض أن النتائج التي تحققت بفعل صمود السيسي في كشف الهيئة الصعب وقدرته علي الإجابة علي كل الأسئلة التي طرحت عليه وبشكل مقنع قد وفر علي مصر عشرات إن لم تكن مئات الملايين من الدولارات التي كانت بحاجة لأن تصرفها لكي يتسني لها الوصول إلي دوائر صناعة القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية ودوائر الإعلام المؤثرة حتي يمكنها تعديل الصورة المشوهة التي تم تزييفها بفعل فاعل عن الواقع المصري الجديد وهو الأمر الذي أتوقع أن يكون له مردود إيجابي علي مستوي العلاقات الدولية سواء مع أمريكا أو مع الدول الأوروبية، هذا فضلا عن الصورة الإيجابية التي قدمها لرجال الأعمال والنخبة الأمريكية عن فرص الاستثمار الواعدة خلال الفترة القادمة. وعن نفسي سأظل أؤكد علي تفاؤلي بمستقبل الأوضاع في بلدنا وسأظل أعيد وأكرر أننا سوف نشعر بمرور الأيام أن الدنيا تتغير من حولنا وأن مصر ستصير أرحب وأوسع، ليس علي مستوي المشروعات التي يتم انجازها ولكن أيضا من ناحية المناخ السياسي الذي أتوقع أن يتغير ويعود الجميع للتفاعل مع الأحداث من منطلق إعلاء مصلحة مصر فوق كل المصالح الفردية الضيقة. عبد الناصر والسادات لايستطيع كائنا من كان أن ينكر فضل ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر علي ما تحقق من مكاسب لمصر والمصريين وخاصة للطبقات الفقيرة- والعبد لله منها- من توافر فرص التعليم والعلاج والعيش الكريم وهي الأمور التي لم تكن تتحقق للإنسان المصري لولا قيام ثورة يوليو، وأيضا فضله علي حركات التحرر التي كانت سببا في تحقيق الاستقلال لكثير من الشعوب العربية والإفريقية. وبغض النظر عن انجازات عبد الناصر أو إخفاقاته فإننا لا نستطيع أن نقيم أي زعيم ومنهم جمال عبد الناصر بمعزل عن الظروف الدولية المحيطة في الفترة التي حكم فيها، وهو الأمر الذي ينسحب أيضا علي الرئيس الراحل البطل أنور السادات الذي حمل روحه علي كفه وخاض حرب التحرير لاستعادة أرض سيناء، ولقن اليهود درسا سيظل علامة فارقة في التاريخ. ما يحزنني أن بعضا من إخواننا الناصريين وهم يتحدثون في أي ذكري تتعلق بالزعيم جمال عبد الناصر يتعمدون أن « يلطشوا» بمناسبة وبدون مناسبة ويشككوا في الراحل السادات الذي يعلم الجميع أنه لم يكن أقل وطنية من عبد الناصر وهو الأمر الذي كان عبد الناصر متأكدا منه وإلا مااختاره نائبا له واضعا ثقته فيه في أصعب المراحل التي كانت تمر بها مصر. لا أريد أن أستفيض كثيرا في الموضوع لأنه لا التقليل من قدر السادات بمناسبة وبدون مناسبة سيرفع من شأن عبد الناصر في شئ، وبالمثل فإن الاحتفال والحفاوة بعبد الناصر لن تقلل من شأن الانجازات التاريخية التي حققها السادات لبلده في فترة حكم لم تتجاوز الأحد عشر عاما..أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت وألا يحملها أحد معاني فوق ما قصدته، لأن كلا من عبد الناصر والسادات هو صنيعة ثورة يوليو وكلاهما عمل من أجل مصر.