عم كرم 50 عاما فى مهنة الاحجار الكريمة والمشغولات الذهبية يرتدي نظارته المكبرة بعد ان ضعف بصره بسبب مهنته التي تحتاج لتركيز شديد، عيناه وأصابعه الذهبية مصدر رزقه بجانب محله الصغير في حارة خان ابو طاقية بالحسين، عم كرم « المركباتي « كما يشتهر يبلغ من العمر 60 عاماً قضي 50 منها يعمل في تركيب الاحجار الكريمة والكريستالات والخرز علي المشغولات الذهبية والفضية، ولان الحرف اليدوية چين يتم توارثه عبر الاجيال فمحل يوسف وسامح كرم إبنيه يبعد امتارا قليلة عنه ولكنه عشق صيانة المشغولات الذهبية والفضية وتلميعها، فهم حقاً أسره من الذهب.. بعد ان خلع نظارته التي رسم الزمان معالمه عليها قال عم كرم انه منذ ان تم العشر سنوات من عمره بدء العمل صبيا في محل لتركيب الاحجار علي المشغولات الذهبية والفضية الي ان بدأ يذوب عشقا في هذه المهنة وتحول من صبي الي صنايعي « شاطر « ومن بعدها الي صاحب محل ولكن لم تترك اصابعي الملقاط واللحام ولم اخلع نظارتي المكبرة من علي وجهي والتي تعود بالزمان الي اكثر من 50 عاماً فكانت ملكاً لصاحب المحل الذي عملت عنده وانا صغير، وتعجب من حال السوق الان فكان منذ سنوات طويلة يتهافت الناس علي شراء الأحجار الكريمة وتركيبها واختيار أفضلها وكان لكل حجر قصة وتاريخ وأهمية، اما الان فالكل يبحث عن الشكل فقط فالصيني « ضرب « السوق وذوق الزبون اختلف كثيرا عن الماضي. وعلي بعد أمتار قليلة قابلنا يوسف كرم والذي جلس أمام صندوق خشبي واجهته من الزجاج يقوم بتلميع المشغولات الذهبية والفضية والتي تخرج من تحت يديه مثل الجديدة تماما بريق لمعتها يحكي عشقا لمهنة تناقلت عبر الاجيال، حيث قال يوسف أنه رغم حصوله علي مؤهل عالي وعمله مدرساً باحدي المدارس الا ان حبه لمهنة التدريس لم ينسه عشقه لحرفته اليدوية التي ورثها من ابيه والتي يعمل بها منذ ان كان صغيراً وكان يجلس بجوار والده اثناء تركيب الأحجار وبعد ذلك بعد ان تعلمت المهنة قمت بفتح محل خاص بي انا وأخي والذي يعمل معنا في صيانة وتلميع الذهب، وبدأنا نشق طريقنا بأنفسنا الي ان اثبتت قدمنا علي ارض صلبة وأصبح محلنا يعمل والحمد لله، وبدأ في شرح طبيعة عمله فهو يستلم المشغولات الذهبية والفضية مطموسة المعالم مطفية المظهر ثم يقوم بوضعها في بعض المحاليل والمواد الكميائية ليتم تنظيفها ثم تلميعها او اضافة طبقة بلاتين عليها وفقا لنوع المشغولات سواء ذهبية او فضية وفي النهاية يتم وضعها علي ماكينه التلميع حتي تعود جديدة تماماً.. وفي النهاية اكد يوسف ان جميع الحرف اليدوية يتوارث صانعوها عشقها ولا يستطيع احد الخروج من سربها حتي لو عمل بوظائف أخري، فالمهن اليدوية ينطبق عليها مثل « ابن الوز عوام».