الزيارات الخارجية لرئيس الدولة من العناصر الهامة بل والأساسية في مقومات سياسة هذه الدولة..ومن هنا تأتي أهمية الزيارتين الهامتين اللتين قام بهما الرئيس عبد الفتاح السيسي (في نفس واحد) إلي السعودية وروسيا..فلا يخفي علي أحد أهمية زيارة السيسي إلي الشقيقة الوفية السعودية في ضوء تطورات الوضع في المنطقة من العدوان الإسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة وخطر التتار الجدد المسمي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والذي أصبح يهدد حدودنا وحدود دول شقيقة في إطار مخطط تقسيم المنطقة. والأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق. فكان لا بد من الزيارة والتشاور مع خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز استشعارا بالخطر المحدق بالمنطقة وإظهارا للتكاتف مع الأشقاء وبحث تشكيل "حلف عربي" وفقا لتوقعات المراقبين لمواجهة الهجمة الداعشية..وتأتي الزيارة أيضا لبحث أوجه التعاون الثنائي بين الأشقاء وإستمرار التآزر السعودي والعربي مع مصر في محنتها الاقتصادية وبحث ترتيبات مؤتمر المانحين.وزيارة موسكو أيضا لا تقل عن زيارة الرياض من حيث الأهمية فهي تأتي في توقيت صعب علي المسرح الدولي بسبب الأزمة الأوكرانية وتصاعد الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة إلا أن الزيارتين يعول عليهما كثيرا وستكون لهما نتائج مهمة للغاية".وكما استعان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالخبرة السوفيتية في مشروع السد العالي يعول الرئيس السيسي علي الخبرة الروسية في مشروعاته القومية في مصر وسوف يبحث مع الرئيس الروسي بوتين التعاون العسكري المشترك وعلي رأسها صفقات السلاح الروسية في إطار تنويع مصادر السلاح في القوات المسلحة المصرية.ولن يغيب ملف الإرهاب أيضا عن مباحثات السيسي وبوتين فضلا عن ملفات التعاون الاقتصادي ومحاولة القفز بأرقام حجم التبادل التجاري ويأمل السيسي خلال المباحثات في استعادة مصر مكانتها السياحية بالنسبة للسياح الروس لما يحمله ذلك من فوائد تعود علي الاقتصاد المصري وهو (الهم الكبير) الذي يحمله السيسي أينما ذهب.